في مثل هذا اليوم، منذ ثمان سنين رحل عنا الشاعر السنوسي حبيب، الذي ولد بواحة هون سنة 1956 وترعرع بها، فيما كانت ليبيا تعد ثالث أفقر دول العالم، بما في ذلك مدنها الساحلية، فما بالك بواحاتها المبعثرة باتساع صحرائها.
ومن بعد أن أتم دراسته الابتدائية والإعدادية بواحة هون، انتقل إلى مدينة سبها، حيث أتم مراحل تعليمه الثانوي وما كان له أن يحقق ذلك لولا إنفاقه على معيشته من عمله في مقهى، ثم حلاق، وصبي ترزي.
في مطلع سبعينيات القرن الماضي التحق بالدراسة في الجامعة الليبية ببنغازي. أخذه عشقه للشعر إلى قسم اللغة العربية بكلية الآداب. نشر عام 1975م ديوانه الأول، مواصلا نشاطه الثقافي ومشاركته الفاعلة -منذ 1974 إلى 197- في إعداد الملتقى الأدبي وعدد من البرامج الثقافية بالإذاعة الليبية. وانخرط مع زملائه في مهام الرابطة الطلابية بالجامعة.
وبسبب حماسه ونشاطه الطلابي، ورفضه عسكرة المدارس والجامعات، زج به ورفاقه إلى السجون في أبريل 1976. وطوال سنوات سجنه، التي استمرت 12 سنة لم يتوقف عن كتابة الشعر، ونشر البهجة والأمل بالخلاص، فكان السنوسي حبيب بمثابة مشعل نور ينير الزنزانات لرفاقه. لقد دخل السجن في 7/4/ 1976 وخرج منه في مارس 1988، ومنه عاد إلى معشوقته هون، مؤسساً مع رفاقه جمعية ذاكرة المدينة، ثم مهرجان الخريف الذي استقطب الكثيرين من الشعراء والأدباء من داخل ليبيا ومن خارجها.
سنة 1975 صدر له ديوانه «عن الحب والصحو والتجاوز 1975»، ثم «المفازة 2002»، وفي العام نفسه «شظايا العمر المباح» و«قريبا من القلب 2004» و «من ذاكرة المكان 2008». وقبل رحيله بقليل نشر كتابه: «أتذكر 2013». ثم قال : اصدقائي باركوا الفعل .. وكونوا الزيت والقنديل .. والجيل المخاطر .. كونوا الدم الفوار والاصرار .. والجرح المكابر.. "ورحل عنا من باريس يوم 2013/4/1 ، ووسد ثرى هون يوم 3 من الشهر نفسه.
تعليقات