في مثل هذا اليوم منذ 37 سنة رحلت عنا المربية الفاضلة والناشطة المدنية الحقوقية السيدة حميدة محمد طرخان، التي اشتهرت، فيما بعد، بعائلة زوجها، وعرفت باسم حميدة العنيزي.
ولدت في بنغازي سنة 1892 ثم بعثتها الحكومة التركية في مطلع سنة 1911 إلى اسطنبول للدراسة في معهد المعلمات لخمس سنوات.
عادت بدبلوم المعلمات بتفوق بعد أن نالت الشهادة الراشدية «التعليم المتوسط» بتفوق أيضًا، الأمر الذي دفع بإدارة المعهد الذي درست فيه اختيارها لبعثة دراسية إلى إحدى جامعات فرنسا، إلا أن والدها رفض هذه الفكرة تمامًا، مثلما رفضت هي تعيين الحكومة التركية لها ، كمعلمة بإحدى المدارس في إسطنبول.
عادت إلى بنغازي سنة 1915، كان الاستعمار الإيطالي أغلق حينها المدارس التركية والأجنبية وفتح مدرسة لأبناء الإيطاليين وألحق بها فصلًا للأطفال الليبيين.
افتتحت سنة 1917 مدرسة في بيتها في بنغازي لتعليم مبادئ القراءة والكتابة وتلاوة وحفظ القرآن الكريم وكذلك تعليم الحياكة والتطريز. في سنة 1920 قامت بالتدريس في مدرسة (بن عيسى) ومدرسة البركة وغيرها، كما ساهمت في تأسيس أول حركة للمرشدات عام 1960 ومعهد للمعلمات وفصلين لمحو الأمية للفتيات، كما أسست "جمعية النهضة النسائية" الخيرية العام 1954. كرمت في أكثر من مناسبة، توفيت يوم 12/8/1982 ووسدت ثرى مدينتها بنغازي التي أحبتها مثلما أحبتها نساء ليبيا كافة.
تعليقات