Atwasat

الجفاف يهدد سورية جراء تراجع مستوى نهر الفرات ومناوشات سياسية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 30 أغسطس 2021, 10:58 صباحا
WTV_Frequency

لطالما أنعشت مياه الفرات بستان الزيتون الذي يملكه خالد الخميس في شمال سورية، لكن منذ بداية العام انخفض تدفق النهر وجفت مياهه على مساحة واسعة، فيبست أشجاره وبات من الصعب عليه حتى تأمين مياه الشرب لعائلته.

في قرية الرميلة في محافظة حلب شمالاً، يقول خالد (50 عاماً) لوكالة «فرانس برس»: «كأننا نعيش في صحراء.. حتى أننا نريد النزوح ونفكر بالهجرة لعدم توافر مياه للشرب أو لري الأشجار».

منذ أشهر، يحذر خبراء وتقنيون ومنظمات إنسانية من كارثة في شمال سورية حيث يمر نهر الفرات، قد تهدد سير العمل في سدوده، إذ من شأن تراجع منسوب المياه فيها منذ يناير، أن يؤدي إلى انقطاع المياه والكهرباء عن ملايين السكان، وبالتالي أن يزيد من معاناة شعب استنزفه نزاع دام مستمر منذ عقد، وانهيار اقتصادي حاد.

بدلاً من الاهتمام بحقول الزيتون، يزرع خالد وسكان القرية اليوم الذرة واللوبياء على أرض جفت عليها مياه النهر، ويقول خالد الذي له 12 طفلاً، «تمشي النساء سبعة كيلومترات لتعبئة قوارير مياه شرب للأطفال».

اتهام تركيا بقطع المياه
في المناطق المهددة بالجفاف والواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، يتهم كثر تركيا بمنع المياه واستخدامها كسلاح ضد المقاتلين الأكراد الذين تعدّهم «إرهابيين»، الأمر الذي نفاه مصدر دبلوماسي تركي.

وأعاد أسباب الجفاف إلى التغير المناخي الذي حذرت الأمم المتحدة في تقرير حديث من أنه سيؤدي إلى كوارث «غير مسبوقة» في العالم الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية

وتتهم الإدارة الذاتية أنقرة بعرقلة تدفق نهر الفرات إلى سورية وباستخدام المياه كسلاح للضغط عليها، كما اتهمت دمشق أيضاً تركيا ، بحجز مياه نهر الفرات وعدم الالتزام بالاتفاقية الموقعة في 1987.

والاتفاقية خاصة بتقاسم المياه بين البلدين، حيث تعهدت بموجبها أنقرة أن توفر لسورية معدلاً سنوياً من 500 متر مكعب في الثانية، لكن هذه الكمية انخفضت إلى أكثر من النصف خلال الأشهر الماضية، ووصلت في فترات معينة إلى 200 متر مكعب في الثانية، وفق تقنيين.

إلا أن مصدراً دبلوماسياً تركياً قال لـ«فرانس برس» إن بلاده «لم تقدم يوماً على خفض نسبة تدفق المياه .. لأسباب سياسية أو أي أسباب أخرى»، وأوضح «تواجه منطقتنا أسوأ فترات الجفاف بسبب التغير المناخي»، مشيراً إلى تسجيل «أدنى مستوى تساقط أمطار منذ 30 عاماً على الأقل» هذا العام في جنوب تركيا.

انخفاض مرعب في المياه خلف سد تشرين
ويحذر مدير سد تشرين حمود الحماديين من «انخفاض تاريخي ومرعب» في منسوب المياه لم يشهده السد منذ بنائه العام 1999.

ومنذ ديسمبر، تراجع منسوب المياه في السد خمسة أمتار، وفي حال استمراره بالانخفاض سيصل إلى ما وصفه الحماديين بـ«المنسوب الميت»، ما يعني أن تتوقف «العنفات بشكل كامل» عن العمل.

وعدا عن تراجع إمداد المنطقة بالكهرباء، توقفت محطات ضخ مياه عدة عن العمل، وفق الحماديين الذي نبّه إلى أن انخفاض منسوب المياه يهدد بارتفاع معدل التلوث ويعرض الثروة السمكية للخطر، ويقول «نحن نتجه إلى كارثة إنسانية وبيئية».

في سد الطبقة، تراجع منسوب المياه في بحيرة الأسد حوالى خمسة أمتار، وبات يقترب من المنسوب الميت أيضاً.

وفي كامل شمال شرق سورية، تراجع إنتاج الكهرباء بنسبة 70% لأن سدي تشرين والطبقة لا يعملان بالشكل المطلوب، وفق «فرانس برس».

 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عشرات الشهداء والجرحى في قصف صهيوني عنيف على قطاع غزة
عشرات الشهداء والجرحى في قصف صهيوني عنيف على قطاع غزة
«الجيش الأميركي»: تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء العائم في غزة
«الجيش الأميركي»: تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء ...
«الصحة الفسطينية»: ارتفاع ضحايا الإبادة الصهيونية على غزة إلى 35 ألفا و303 شهداء
«الصحة الفسطينية»: ارتفاع ضحايا الإبادة الصهيونية على غزة إلى 35 ...
الأمم المتحدة تعلن تلقيها 12% فقط مما طلبته لتوفير مساعدات للسودان
الأمم المتحدة تعلن تلقيها 12% فقط مما طلبته لتوفير مساعدات ...
الأمم المتحدة تدين «ترهيب ومضايقة» السلطات للمحامين في تونس
الأمم المتحدة تدين «ترهيب ومضايقة» السلطات للمحامين في تونس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم