Atwasat

مجموعة مراقبة بالأمم المتحدة: إجدابيا الهدف التالي لـ«داعش»

القاهرة - بوابة الوسط: (ترجمة: هبة هشام) الأربعاء 02 ديسمبر 2015, 03:37 مساء
WTV_Frequency

قالت مجموعة مراقبة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة إن تنظيم «داعش» يضع مدينة إجدابيا ضمن أهدافه التالية داخل ليبيا، محذِّرة من «التواجد الكبير» للتنظيم، لكنها قالت إنه سيواجه عددًا من العقبات قد تحد من توسعه في المستقبل.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن التقرير الصادر، أمس الثلاثاء، إن التنظيم يضع مدينة إجدابيا ضمن أهدافه التالية في ليبيا، ومنها يتجه شرقًا. وأوضح أن التنظيم بالفعل أنشأ خلية تابعة له تضم مقاتلين سابقين في تنظيم «أنصار الشريعة»، تحاول تقوية وجودها. وقدرت المجموعة أعداد مقاتلي «داعش» في سرت بثلاثة آلاف مقاتل.

وفي سرت، أوضح التقرير أن التنظيم يدير عملياته في مركز «واغادوغو» للمؤتمرات بالمدينة، ومنها ينسق العمليات بين الجماعات الأخرى في شرق ووسط ليبيا، تحت قيادة أبو عبد الله الورفلي، الذي عيَّنه التنظيم أميرًا على سرت، والتونسي أبو محمد الصفاقسي كقائد للعمليات، وحسن الكرامي.

«داعش» يستعد لإطلاق منظومة خاصة به للضرائب داخل سرت، وإقامة «نظام للدولة شبيه لذلك في سورية والعراق»

وتلقى التنظيم مساعدة من المقر الرئيسي في سورية والعراق في إنتاج الدعاية الخاصة به، خاصة الشريط المصوَّر لذبح مسيحيين مصريين قرب شواطئ سرت. ولفت التقرير إلى أنه رغم المنظومة الإعلامية المتطورة للتنظيم، إلا أنه لم يستطع تجنيد مقاتلين داخل ليبيا على نطاق واسع مثل سورية والعراق.

لكن التقرير اعتبر ليبيا «أكثر المناطق الواعدة بالنسبة للتنظيم»، حيث تضم جميع الظروف الملائمة لنموه، مشيرًا إلى سيطرة «داعش» الكاملة على مدينة سرت ومئات الأميال من الساحل الليبي.
واعتمدت مجموعة المراقبة في تقريرها على معلومات ومخابرات من دول أعضاء في الأمم المتحدة.

مصادر تمويل
وتحدثت مجموعة المراقبة الأممية عن تمك «داعش» من تأمين مصادر دخل تكفي لتمويل عملياته داخل ليبيا، لكن ليست غنية مثل تلك التي يسيطر عليها داخل سورية والعراق.

واستبعد التقرير نجاح التنظيم في استغلال آبار ومصادر النفط مثلما فعل في سورية والعراق، وذلك لعدة أسباب من بينها أن التنظيم يفتقر إلى القدرة على تأمين وإدارة حقول النفط والمنشآت المرتبطة بها في ليبيا، وغياب سوق سوداء محلية لتهريب النفط، بالإضافة إلى بعد التنظيم عن أسواق النفط في المنطقة، فالمسافة بين سرت وحدود ليبيا البرية كبيرة جدًّا، ولن يستطيع التنظيم تأمين توصيل النفط وتهريبه عبر تلك المسافات الكبيرة، إذ أن التنظيم لا يسيطر على أية خطوط أنابيب أو موانئ.

وقال التقرير إنه، بناء على معلومات من دول أعضاء بالأمم المتحدة، يستعد «داعش» لإطلاق منظومة خاصة به للضرائب داخل سرت، وإقامة «نظام للدولة شبيه لذلك في سورية والعراق».
وهناك مخاوف من أن يستغل التنظيم شبكات تهريب البشر إلى أوروبا لزيادة مصادر تمويله.

عقبات أمام التنظيم
ولفت التقرير إلى عدد من المعوقات التي تواجه التنظيم داخل ليبيا والتي، وفق تقدير المجموعة، ستعيق تقدمه في المستقبل.

التنظيم ينسق عملياته في شرق ووسط ليبيا تحت قيادة الورفلي والصفاقسي قائد العمليات وحسن الكرامي

أول تلك المعوقات هو المقاومة المحلية للتنظيم: وقال التقرير إن «داعش» يواجه مقاومة محلية وشعبية داخل المدن التي يسيطر عليها، وصعوبة في بناء تحالفات محلية، فهو مجرد طرف واحد بين عدد كبير من التشكيلات المسلحة في ليبيا.

وثانيًّا، غياب النزعة الطائفية:قال التقرير إن «داعش» يجد صعوبة في إشعال الخلافات الطائفية داخل ليبيا، إذ أن معظم أهلها من السنة.

ثالثًّا، العداوة مع التشكيلات المحلية: أشار التقرير إلى وجود منافسة شديدة بين «داعش» و«القاعدة» شرق ليبيا، وبينه وبين التشكيلات المحلية الأخرى التي نجح بعضها في طرده من مدينة درنة.

فرصة للتوسع
ولفت التقرير إلى أن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، يسيطر بشكل أكبر على الأوضاع داخل سرت وعلى صلة مباشرة بالتنظيم وقياداته أكبر من أي فرع آخر أعلن ولاءه لـ«داعش»، باعتبارها فرصة للتوسع والانتشار خارج حدود سورية والعراق، وهو ما يتفق مع تقييم المخابرات الأميركية

وأرسل البغدادي عددًا من قيادات التنظيم البارزين للإشراف على «بناء الولاية الجديدة للتنظيم»، بينهم القيادي العراقي معروف باسم أبو نبيل الأنباري، الذي أعلنت الولايات المتحدة مقتله في غارة أميركية بمدينة درنة، وأبو مغيرة القحطاني.

البغدادي أرسل عدد من القيادات بينهم العراقي معروف باسم أبو نبيل الأنباري، الذي أعلنت الولايات المتحدة مقتله في غارة أميركية بمدينة درنة، وأبو مغيرة القحطاني

وأوضح التقرير أن قيادات التنظيم في ليبيا جميعهم من القيادات الأجنبية من غير الليبيين، وعاد 800 ليبي ممَّن انضموا إلى صفوف «داعش» في سورية والعراق إلى ليبيا، جميعهم مهرة في استخدام المتفجرات وحرب الشوارع، وقدرت الأمم المتحدة عدد الليبيين المنضمين للتنظيم بـ3500 ليبي.

وجذب التنظيم في ليبيا عددًا كبيرًا من المقاتلين من شمال أفريقيا، بينهم مقاتلو مصر اليمن وفلسطين ومالي، بالإضافة إلى أكثر من 200 مقاتل من جماعة «بوكو حرام» النيجيرية.

وحذَّر التقرير من الخطر الذي يمثله التنظيم داخل ليبيا على الدول الأوروبية، في أعقاب الهجمات التي ضربت العاصمة الفرنسية (باريس) في 13 نوفمبر وقتلت أكثر من 130 شخصًا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم حقيقة مرتقبة؟
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم ...
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ليبيا» الجمعة
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم