كشف مستشار المبعوث البريطاني في ليبيا منذ العام 2011 إلى 2014 عدم صحة اعتقاد بريطانيا بسهولة بناء ليبيا بعد إطاحة نظام القذافي، مشددًا على ضرورة مراجعة بريطانيا موقفها تجاه ليبيا.

وأكّد المستشار جوزيف ووكر كازينس في مقاله بجريدة «ذي غارديان» البريطانية أمس الجمعة أنه لم يتخيل في زيارته لليبيا على متن طائرة عسكرية عقب إطاحة القذافي العام 2011 أن «مستقبلاً أسود» ينتظر ليبيا، مشيرًا إلى أن مهاجرين سياسيين ليبيين في بريطانيا قادوا الحكومة إلى تصديق أن بناء دولة على أسس جديدة وثابتة في ليبيا سيكون سهلًا.

جوزيف كازينس يلقي بالمسؤولية على عاتق «الإسلاميين» الذين لم يقبلوا خسارتهم في صندوق الانتخابات لثلاث مرات.

وأشار ووكر إلى اختلاف الفصائل الليبية المدنية والإسلامية عقب سقوط القذافي حول وسائل بناء ليبيا بين الإصلاح والثورة المستمرة، مؤكدًا أنه كان على بريطانيا اختيار جانب من يشاركونها القيم والاهتمامات الأمنية والاقتصادية.

وأكّد أن عدم وجود سياسة طويلة المدى لبريطانيا وعدم دعمها بصورة واضحة لمن تتفق معهم وهم الجيش والشرطة الليبية، وفق الكاتب، جعلها ترث أسوأ ما لدى الفصيلين.

«بيروقراطية» السياسة الغربية
وألقى الكاتب مسؤولية توجه ليبيا «نحو النهاية» على عاتق «الإسلاميين» الذين رغبوا في السيطرة على جزء أكبر من الدولة الليبية، وعدم قبولهم الخسارة في صندوق الانتخابات لثلاث مرات.

وأوضح ووكر أن ليبيا لم تعد معقدة بعد ظهور العلاقات وأجندات الفصائل المتنازعة بشكل واضح، إلا أنه أشار إلى أن المُبهم الآن هو البيروقراطية التي تحيط بعملية صناعة السياسة الغربية، مضيفًا أنه على الرغم من أن الحل في أيدي الليبيين إلا أن سياسة بريطانيا تُهدّد مصالحها في المنطقة وتقلل من البرلمان المنتخب في ليبيا.

وأكّد المستشار أن الليبيين بإمكانهم التصدي لتنظيم «داعش»، وأنّه ينبغي مساعدتهم بالبعثات الدبلوماسية لمساعدة البرلمان في دعم الشرطة والجيش لمحاربة التنظيم، والمساعدة في فرض سيطرة البرلمان على مصرف ليبيا المركزي والصندوق السيادي الليبي، رافضًا العمل العسكري الآني والمكثف.