Atwasat

طرابلس.. حرب أبو سليم وطريق المطار.. هل تصبح «فجر ليبيا 2»؟

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 24 فبراير 2017, 07:33 مساء
WTV_Frequency

اضطر سكان منطقة أبوسليم، أحد أكبر أحياء العاصمة طرابلس لقضاء يومهم داخل منازلهم، بعد أربع وعشرين ساعة من القصف المتبادل بين ما يسمى بـ«قوّة الردع المركزي والتدخل المشتركة» التي يقودها عبدالغني الككلي المعروف بـ«غنيوة» والتى تتخذ من حي أبو سليم مقرّا لها، وكتيبة «صلاح البركي» المتمركزة قرب طريق المطار.

وقضى سكان المنطقة أمس، ليلة عصيبة، لم تتوقف خلالها الاشتباكات بين الطرفين، منذ عصر أمس، والتي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وأدت إلى إلحاق الضرر بالعديد من الشقق السكنية واشتعال النار في عدد من السيّارات، وفي أحد الأسواق التي افتتحت حديثا في المنطقة، ولم يعرف على وجه التحديد عدد ضحايا الاشتباكات من قتلى وجرحى، رغم تداول معلومات من مصادر طبيّة ترجح سقوط خمسة قتلى على الأقل.

أحد السكان الذين اتصلت بهم «بوّابة الوسط» ويقطن وسط حي أبوسليم يقول إن أحدا من عائلته لم يتمكن من الخروج إلى الشّارع، جرّاء القصف الذي يهزّ جدران البيت

وأفاد أحد السكان الذين اتصلت بهم «بوّابة الوسط» ويقطن وسط حي أبوسليم بأن أحدا من عائلته لم يتمكن من الخروج إلى الشّارع، جرّاء القصف الذي يهزّ أحيانا جدران البيت وفق قوله، مضيفا «محتجزون داخل بيوتنا الآن اضطراريا».

وقال آخر يسكن حيّ الأكواخ، المطل على طريق مطار طرابلس إنه عاد وعائلته من تونس، مساء أمس، ولم يتمكنوا من الوصول من مطار معيتيقة إلى بيتهم إلا بعد 16 ساعة قضوا بعضها في بيت أحد أصدقائهم.

وأوضحت مصادر محلية في تصريحات إلى «بوّابة الوسط» أن المناطق التي تركّز حولها القصف هي السوق وما يعرف بشركة البيبسي ومحطة البنزين وجوار حيّ الأكواخ، فيما سجّل سقوط قذائف في محيط مقر إقامة «غنيوة»، مشيرة إلى أن حدّة الاشتباكات خفّت نسبيّا وقت صلاة الجمعة لتعود بعدها من جديد.

ويخشى السكّان من استمرار الاشتباكات وتصاعدها، ما قد يجبر كثيرين منهم على ترك بيوتهم والنزوح إلى خارج المنطقة، في غياب أيّة وسائل تحميهم من القصف العشوائي.

ولم يستبعد مسؤول محلّي -لم يرغب في ذكر اسمه- في اتّصال مع «بوابة الوسط» أن تتطور الأمور إلى الأسوأ، حسب تعبيره، إذا ما صحت المعلومات بشأن تلقي طرفي الاشتباكات دعما بالسلاح من حلفائهما، ما يدفع إلى توقع اشتداد حدّة الاشتباكات واتساع دائرتها، حتى تنتهي بهزيمة وازاحة أحدهما ليتمكّن من السيطرة بالكامل على طريق المطار، وهو فيما يبدو أحد أهم أسباب الاشتباكات الدائرة منذ 24 ساعة.

ويبدو من حجم التحشيد وحدّة الاشتباكات التي استخدم فيها الطرفين مختلف أنواع الأسلحة أن المواجهة بينهما هذه المرّة قد تكون مواجهة الحسم

يذكر أن المنطقة نفسها شهدت جولات عديدة بين الطرفين نفسيهما، وهما كتيبة «صلاح المرغني» المحسوب على الجماعة الليبية المقاتلة، والمجموعات المسلّحة التابعة لقائد «لواء الصمود» صلاح بادي، ورئيس ما يعرف بحكومة الإنقاذ خليفة الغويل ومعهم المفتي السّابق الصادق الغرياني، وهو الجناح الرافض للاتفاق السيّاسي ومخرجاته، و«قوّة الرّدع المركزي والتدخل المشتركة» التي يقودها عبدالغني الككلي «غنيوة» المدعومة من قبل «كتيبة ثوار طرابلس» بقيادة هيثم التاجوري، و«قوّة الردع» التي يقودها عبدالرؤوف كارة، وكتيبة «النواصي»، وكتيبة «فرسان جنزور»، المؤيدين للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وفي كل تلك الجولات لم يتمكن أحدهما من إزاحة الآخر.

ويبدو من حجم التحشيد وحدّة الاشتباكات التي استخدم فيها الطرفين مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والراجمات، أن المواجهة بينهما هذه المرّة قد تكون مواجهة الحسم.

ويرى المصدر نفسه أن المواجهات المسلّحة الدائرة في حي أبوسليم وطريق المطار هي واجهة للمعركة الحقيقية بين الحلف الرافض للاتفاق السيّاسي، وحكومة الوفاق والحلف المؤيّد للأخير، وأن الأول الذي بدأ المواجهة، أمس، ربّما يسعى إلى السيطرة على حي أبوسليم أحد أكبر أحياء العاصمة، ومدخلها الجنوبي الأهم، وبالتالي السيطرة على طريق مطار طرابلس الدولي وتأمينه، الذي بدون ذلك لا يمكن ضمان تشغيل المطار الواقع تحت سيطرته، بعد أن أعلنت «الانقاذ» انتهاء أعمال الصيانة فيه وافتتاحه من جديد، وإذا ما تحقق هذا فإن الطريق يصبح مؤمنا من المطار إلى قصور الضيافة بمنطقة الهضبة الخضراء، ما يعزز موقف هذا الطرف في المعركة الرئيسة، وهي معركة السيطرة على العاصمة، ما يعيد إلى الأذهان حرب العام 2014 المعروفة بـ«عملية فجر ليبيا»، لكنها ستكون إن وقعت فستكون «منقّحة» هذه المرّة، لأن بعض أطرافها، هم حلفاء الأمس.

وحتى السّاعة لم يصدر عن المجلس الرئاسي الذي لا تفصله عن منطقة الاشتباكات سوى كيلومترات قليلة، أي ردّ فعل، ما يؤكد أنّه قاصر حتى الآن في مواجهة هذه التطوّرات، ولا يملك قوّة كافية للتعامل معها، ولا يبدو أمامه في هذه الحالة غير توظيف الكتائب المسلّحة المحسوبة عليه والسالف ذكرها، وانتظار ردود فعل الأطراف الدولية المؤئرة الداعمة له.

وهو موقف من شأنه تعزيز الأصوات المنتقدة للمجلس الرئاسي والتشكيك في قدرته على الصمود والبقاء في مواجهة مجموعات مسلّحة، خارج سيطرته، قادرة على تفجير الوضع الأمني وفرض أجندتها متى أرادت، في غياب تام لأي شكل من أشكال الترتيبات الأمنية التي نص عليها الاتفاق السياسي. 

طرابلس.. حرب أبو سليم وطريق المطار.. هل تصبح «فجر ليبيا 2»؟
طرابلس.. حرب أبو سليم وطريق المطار.. هل تصبح «فجر ليبيا 2»؟
طرابلس.. حرب أبو سليم وطريق المطار.. هل تصبح «فجر ليبيا 2»؟

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم حقيقة مرتقبة؟
«وسط الخبر» يناقش هواجس ليبيا: الحرب القادمة.. تهويل سياسي أم ...
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
مواطنون من تاورغاء يرفضون التبعية لبلدية مصراتة
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
عقيلة يدعو النواب لمناقشة قانون الميزانية بجلسة الإثنين
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
النهر الصناعي: تزويد زليتن بمياه النهر مرة في الأسبوع
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ليبيا» الجمعة
«الخطاب القوي والتفاعل».. قناة «الوسط» تبث الحلقة (20) من «مئوية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم