Atwasat

تحرير سرت.. حسم مؤجَّل وخسائر متزايدة (تقرير)

سرت - بوابة الوسط السبت 23 يوليو 2016, 04:43 مساء
WTV_Frequency

بينما لا تزال قوات «البنيان المرصوص» تفرض حصارها على مسلحي تنظيم «داعش» في جميع محاور القتال لتحرير مدينة سرت، فإن حسم المعركة لصالح الجيش الليبي لا يزال رهن التطورات الميدانية، بالتزامن مع تزايد خسائر بشرية ومادية في صفوف «البنيان المرصوص».

صباح اليوم شن تنظيم «داعش» هجومًا عنيفًا ضد قوات «البنيان المرصوص» المرابطين بالمحور الجنوبي الغربي لجبهة سرت، مستخدمًا المدفعية الثقيلة وصواريخ (جراد)، التي سمعت أصواتها في ضواحي سرت الجنوبية والشرقية.

*مواجهات وحصار
وكشفت مصادر محلية لـ«بوابة الوسط» أن التنظيم استهدف حي 700 ومنطقة الغربيات، مما أسفر حسب معلومات أولية عن مقتل 6 من قوات «البنيان المرصوص». فيما أفادت المصادر بانفجار عبوتين ناسفتين بمحور الميناء، ألحقتا إصابات بعدد من عناصر قوات «البنيان المرصوص» بينهم عسكري برتبة ضابط، لافتة إلى أن تنظيم «داعش» لا زال يمتلك كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.

قوات «البنيان المرصوص» تحكم حصارها على مسلحي «داعش» من جميع المحاور لمنع فرار المسلحين

وقال مصدر من غرفة عمليات «البنيان المرصوص» إن اشتباكات عنيفة يشهدها محورا القتال الجنوبي الغربي والشرقي من وسط مدينة سرت، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة من مدفعية وراجمات الصواريخ، أسفرت عن أضرار عديدة بمباني المنطقة.

وأكد المصدر، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، أن قوات «البنيان المرصوص» تحكم حصارها على مسلحي «داعش» من جميع المحاور لمنع فرار المسلحين، لافتًا إلى أن هجوم التنظيم اليوم على مواقع «البنيان» كان محاولة لفتح مسلك للهروب، بعدما أصبحت قوات التنظيم محصورة داخل مساحة لا تتجاوز 4 كلم بين المنطقتين السكنيتين الثانية والثالثة، وعمارات 656 وحدة سكنيّة، المطلة على البحر، والقريبة من محور الميناء وقصور الضيافة.

*لماذا تأخر الحسم
وقال القائد الميداني محمد شكلاون لـ«بوابة الوسط»، الليلة الماضية، إن قوّات «البنيان المرصوص» عثرت على أكثر من 25 جثة لعناصر «داعش» ملقاة على الأرض قرب محور ميناء سرت البحري، بعضها متحلل، كما عثرت على جثث أخرى لعناصر من ذوي البشرة السمراء، في شوارع الحي السكني المعروف بحي الدولار وسط سرت، الذي تسيطر علية قوات «البنيان المرصوص» منذ 48 ساعة.

وذكر مصدر بغرفة عمليات «البنيان المرصوص» أمس الجمعة لـ«بوابة الوسط» أن اشتباكات أول من أمس الخميس خلّفت 29 قتيلاً و190 جريحًا في صفوف القوات التابعة للغرفة، بينهم 22 من مصراتة والباقون من مناطق زليتن وبني وليد ودرنة وتاجوارء ومسلاتة، مشيرًا إلى أنّ نشر «داعش» قناصة فوق الأسطح للمباني العالية، واعتماده على تلغيم الطرقات ساهم في رفع حجم خسائر «البنيان».

عناصر تنظيم «داعش» المتمركزين وسط مدينة سرت يبلغ حوالي 300 عنصر، ما زالوا يملكون سلاح الهاون ودبابة واحدة

وقدر مدير المكتب الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، محمد هدية، عدد عناصر تنظيم «داعش» المتمركزين وسط مدينة سرت بحوالي 300 عنصر، ما زالوا يملكون سلاح الهاون ودبابة واحدة، بالإضافة إلى الأسلحة المتوسطة.

وأرجع هدية تأخر حسم المعركة ضد تنظيم «داعش» إلى اختلاف طبيعة المعركة، موضحًا أن الحرب في بدايتها كانت في مساحات مفتوحة، وفقًا لوكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، لكنّ تكتيك المعركة تغير عندما انتقلت إلى الأحياء السكنية، وانتشر قناصة التنظيم فوق المباني هو مَا أعاق تقدم قوّات «البنيان المرصوص».

*خسائر «البنيان المرصوص»
واقتربت خسائر «البنيان المرصوص» من 300 قتيل وأكثر من 1500 جريح، معظمهم من مدينة مصراتة، منذ بدء الحرب على «داعش»، التي انطلقت في منتصف شهر مايو الماضي، بعد صدور قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، وفق اتفاق الصخيرات بتشكيل غرفة عمليات خاصة لقيادة العمليات العسكرية في المنطقة الواقعة بين مدينتي مصراتة وسرت، غرب ليبيا، إثر سلسلة عمليات لتنظيم «داعش» مكنت التنظيم من السيطرة على مناطق أبوقرين وأبونجيم وصولاً إلى كوبري الدادة، ولم تعد تفصله عن مدينة مصراتة 50 كيلومترا تقريبا.

واستبق المجلس الرئاسي بذلك تحركات لقوّات الجيش الخاضعة لإمرة الفريق خليفة حفتر باتجاه تحرير مدينة سرت من تنظيم «داعش»، وفق بيانات ومعلومات بالخصوص تم تداولها إعلاميًا آنذاك، أعقبها بيان من المجلس الرئاسي بتاريخ 28/4/2016 طالب فيه جميع القوى العسكرية التي أعلنت عن استعدادها لتحرير مدينة سرت بالانتظار وعدم التعجل حتى صدور التعليمات من المجلس الرئاسي للحكومة بصفته القائد الأعلى للجيش، وفق البيان.

وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا استعدادها لدعم حكومة الوفاق الوطني في الحرب على «داعش»، وبذل مساع لإقناع مجلس الأمن برفع قرار حظر توريد ليبيا بالأسلحة، من أجل مساعدة الحكومة في حربها على التنظيم، إلا أن تلك المساعي لم تسفر حتى الآن عن نتائج إيجابيّة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري الثالث (صور)
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري ...
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من التداول
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من ...
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم