أعلن الموسيقار الإسباني جوردي سافال، عبر صفحته الشخصية، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رفضه لجائزة الدولة للموسيقى لهذا العام.

ونشر سافال مقال يشرح من خلاله رفضه للجائزة، وذكر أنه شعر منذ مدة بعدم اهتمام الدولة بالفنانين ودعم الثقافة والفنون وبشكل خاص الموسيقي.

وأوضح أنه كان في انتظار هذا التكريم منذ سنوات طويلة لمشواره الفني، وكذلك رفضه للسياسات الثقافية الإسبانية، ما وضعه في مأزق قرر أن الخروج منه لصالح مبادئه ورفض الجائزة.

وتسبب هذا الإعلان في صدمة لوزارة التعليم والثقافة والرياضة وهي الجهة المانحة للجائزة، إذ صدمها انتقاده لسياستها الثقافية والتي يديرها خوسيه إجناثيو ويرت. وأصدرت وزارة التعليم والثقافة والرياضة يوم الجمعة الماضي بيانًا أعربت فيه عن احترام قرار سافال، مشيرةً إلى أنه أحد أهم الموسيقيين الإسبان المعاصرين، وأنها تتفهم تمامًا أسباب رفضه.

وقال سافال في رسالته التي تداولتها الصحف الإسبانية إنه يشكر الجائزة، لكنه لا يستطيع قبولها حتى لا يخون مبادئه وقناعاته، إذ يأتي التكريم من مؤسسة الدولة الرسمية المسؤولة عن التجاهل الدرامي للدفاع عن الفن وترويجه ومبدعيه، ويضيف أنّ ما يؤلمه هو هذا الدعم البائس في استعادة ونشر الإرث الموسيقي الإسباني القديم، الإرث الثري الذي كرّس له حياته لمدة تزيد على أربعة عقود، موضحًا أنّ جهود المؤسسة واستثماراتها ليست فقط غير كافية فيما يخص الفنون والثقافة بشكل عام، والموسيقى بشكل خاص، بل اتهم وزارة الثقافة بخروجها من المنافسة بشكل مخزٍ فيما يخص دعم الفن والفنانين، معترفًا، في الرسالة التي وصلت إلى خوسيه ويرت، أنه استفاد في بعض المناسبات، خلال أربعين عامًا، من بعض التعاون المؤسسي.

وأوضح سافال أنَّ دعم المؤسسة له كان في مناسبات محدودة، واعترف كذلك بـ"المساعدات الصغيرة" في جولاته الدولية، وأشار للدعوات الجديدة من المركز القومي لنشر الموسيقى، لكنه يؤكّد، مثله مثل الكثير من الموسيقيين، أنه واصل طريقه بمفرده وبجهد شخصي دون الاعتماد على مساعدة مؤسسية.

واختتم سافال خطابه قائلاً: "لا يمكن أن نسمح بالتجاهل وغياب الوعي بقيمة الثقافة من جانب المسؤولين في أعلى الهيئات الحكومية الإسبانية، تجاهل لا يليق بالموسيقيين والممثلين والراقصين والسينمائيين والكتاب والفنانين التشكيليين، الذين يبذلون أقصى جهودهم للحفاظ على الثقافة ولا يستحقون كل هذه المعاناة، لأنهم في نهاية الأمر الأبطال الحقيقيون للهوية الثقافية لهذا البلد".