Atwasat

«نورمبرغ» الألمانية تستعين بطلاب الجامعات لسد النقص في سائقي الترامواي

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 26 مارس 2024, 11:41 مساء
WTV_Frequency

يتدرب الشاب بنديكت هانه على قيادة مركبات الترامواي في شوارع نورمبرغ، في خطوة من شأنها أن تساعده على تكبّد نفقاته الشهرية، مع المساهمة في سد النقص في السائقين في ألمانيا.

يركز الطالب الجامعي، (24 عامًا)، على لوحة القيادة، مظهرًا براعة في التعامل مع المركبة ذات اللونين الأحمر والأبيض، تحت عين مدربه الساهرة. وهذا العالم بعيد جدًا عن حياته اليومية كطالب جامعي يتابع دروسه ليصبح عاملاً اجتماعياً، بحسب وكالة «فرانس برس».

يقول الشاب ذو العينين الزرقاوين والشعر المنسدل حتى الكتفين، في مركز التدريب التابع لشركة النقل في نورمبرغ: «إنه شعور رائع أن تكون كل هذه العربات خلفك».

ويتعين على هذه السلطة البلدية تعيين 160 سائقًا جديدًا كل عام لمركبات المترو والترامواي والحافلات مجتمعة، في حين يعاني قطاع النقل، على غرار الكثير من القطاعات المهنية في ألمانيا، من نقص حاد في العمالة.

- خفض ساعات عمل سائقي القطارات في ألمانيا يطوي صفحة الإضرابات

مناصب شاغرة
يقول مدير التوظيف والتدريب في شركة النقل في نورمبرغ هارالد روبن: «لن نحقق الهدف إلا إذا استغللنا كل الإمكانات الموجودة». لذلك، نشرت الوكالة عروض عمل تستهدف الطلاب، وتقدّم وظائف بدوام جزئي تتوافق مع جداول الجامعة.

وليست نورمبرغ في جنوب ألمانيا المدينة الوحيدة التي تستخدم هذه الاستراتيجية غير النمطية. ففي ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا، تروج هيئة النقل المحلية لوظيفة طلابية «رائعة» تشمل اشتراكًا مجانيًا للسفر في جميع أنحاء المدينة. وفي مانهايم بغرب البلاد، أنشئت شراكة سُميت «Drive and Study» (القيادة والدراسة) مع الجامعة المحلية للعلوم التطبيقية.

بسبب مشاكل التوظيف، تُضطر مدن عدة إلى تقليص وتيرة وسائل النقل المحلية في بعض الأحيان. ودفع النقص في العمال بموظفي قطاع النقل العام في جميع أنحاء ألمانيا إلى الإضراب في الأسابيع الأخيرة لتسليط الضوء على تدهور ظروف عملهم.

وقد أبلغت شركات محلية عدة مشغلة لوسائل النقل عن وجود 20 إلى 30% من الوظائف الشاغرة، بحسب اتحاد النقل «فيردي».

تدريب نظري وتطبيقي
في نورمبرغ، يرتدي الطلاب السائقون الزي الأحمر والأزرق الخاص بشركة النقل المحلية. ويجب ألا يقل عمرهم عن 21 عامًا وأن تكون لديهم رخصة قيادة. ويتبع هؤلاء دورة تدريبية سريعة مدتها أربعة أسابيع خلال إجازاتهم الجامعية، فيما التدريب «العادي» يستمر ضعف هذه الفترة تقريبًا.

ويشمل التدريب ساعات عدة يوميًا من التمارين النظرية والتطبيقية على متن جهاز محاكاة، ثم على قطار ترامواي حقيقي. كل ذلك تكمله «فروض» يتعين إنجازها في المنزل.

من بين 36 طلباً تلقتها، وظّفت شركة النقل المحلية خمسة طلاب، بينهم بنديكت هانه الذي لم يكن يتخيل نفسه أبدًا سائق ترامواي.

وبعد اجتياز اختبار القيادة وتمضية بضعة أيام على السكة برفقة مدرب، سيجد بنديكت نفسه وحيدًا في قيادة المركبة، لعشرين ساعة في الأسبوع، مقابل أجر يوازي معدّل الأجور التي يتقاضاها سائر العاملون في القطاع. كما أن الانتقال من الحصص الدراسية إلى قمرة القيادة في اليوم نفسه لا يخيفه.

ويقول الرجل الذي شغل سابقًا وظائف طالبية عدة، بينها كعامل في محطة وقود «لو كان الخيار بيدي، أفضّل قيادة الترامواي قبل الذهاب إلى الجامعة، ما يتيح لي إنهاء يومي بالدراسة»، «لكنني أرغب أيضًا في القيادة في أوقات خرى من اليوم، لرؤية أشخاص ومواقف مختلفة».

ويتشوق بنديكت ليجوب شوارع المدينة في الترامواي «الخاص به». ويقول «يعتقد زملائي أن الأمر رائع حقًا، وكذلك عائلتي. سوف يستقلون الترام الخاص بي، هذا أمر مؤكد».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
الجثث «المحنطة طبيعيا» بعد عشرات السنوات من الوفاة.. ظاهرة غامضة في بلدة كولومبية
الجثث «المحنطة طبيعيا» بعد عشرات السنوات من الوفاة.. ظاهرة غامضة ...
البيرو أنشأت محمية طبيعية بحرية على الحدود مع الإكوادور
البيرو أنشأت محمية طبيعية بحرية على الحدود مع الإكوادور
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم