نالت فنلندا الاثنين لقب «أسعد بلد في العالم» للسنة السادسة على التوالي، في تصنيف يصدر سنويًا بإشراف الأمم المتحدة أشار إلى أنّ التصرفات التي تنمّ عن لطف تزايدت في أوكرانيا رغم الغزو الروسي لأراضيها، في حين جاءت الدول العربية في مراكز متأخرة.

اليوم العالمي للسعادة
ويحتفل العالم، اليوم الإثنين، بما يعرف باليوم العالمي للسعادة الذي قرّرت الأمم المتحدة أن يكون في 20 مارس من كل عام، وذلك بالقرار الأممي الذي حمل رقم 65/309 العام 2012.

وتشتهر الدولة الاسكندينافية التي تضم آلاف البحيرات وغابات شاسعة، بنظام رعاية واسع النطاق وثقة سكانها الكبيرة تجاه السلطة ومعدلات منخفضة من عدم المساواة بين الفنلنديين البالغ عددهم 5,5 ملايين نسمة.

- «تحقيقات»: ليبيا.. في مهب التصنيفات الدولية

منهجية التقرير
واعتمد التصنيف معايير متوسط العمر المتوقع الصحي، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والدعم الاجتماعي، والفساد المنخفض، وكرم المجتمع واعتناء بعضه بعضا، والحرية في اتخاذ قرارات الحياة الرئيسية.

تستند التقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة والمدعوم ببيانات «جالوب» للإحصاءات؛ الدرجات على السكان المقيمين في كل بلد، وليس جنسيتهم أو مكان ميلادهم.

الإمارات الأسعد في العالم العربي.. وأفغانستان أكثر دول العالم تعاسة
وتصدرت الإمارات تصنيف الدول الأسعد في العالم العربي، محتلةً المرتبة 26 في قائمة تقرير السعادة العالمي، تلتها السعودية في المرتبة 30، ثم البحرين في المرتبة 42، بالرغم من أن ترتيب الأخيرة لم يعتمد دراسة 2022، بل أرقام 2020 و2021.

وجاءت المغرب في المركز الـ100 في مؤشر السعادة العالمي لسنة 2023، بينما حلّ لبنان في المركز 136 وقبل الأخير، من أصل 137 دولة شملها التقرير، تليه فقط أفغانستان التي ذيّلت القائمة لتصبح أكثر دول العالم تعاسة.

وبالنسبة إلى ليبيا، احتلت في تقرير العام 2017 المركز 68، وتأخرت مركزين في تقرير العام التالي 2018، ثم جاءت في المركز الـ80 في تقرير العام 2020، والمركز 78 في العام 2022. كذلك حلت جزر القمر والأردن ومصر في مراتب متأخرة، مبتعدةً عن الدول السعيدة بعشرات المراتب.

ومع أنّ ترتيب أوكرانيا ارتفع من 98 إلى 92 هذا العام رغم الغزو الروسي لأراضيها، إلا أنّ علامتها الإجمالية انخفضت من 5,084 إلى 5,071 على 10.

تزايد الإحساس بالتعاطف في أنحاء أوكرانيا
وأشار البروفيسور يان إيمانويل دو نوف، أحد معدّي التقرير، إلى «تزايد كبير للإحساس بالتعاطف مع الآخرين في مختلف أنحاء أوكرانيا» رغم ما وصفه التقرير بـ«جسامة المعاناة والأضرار المُسجّلة في أوكرانيا» منذ الغزو الروسي لأراضيها في فبراير العام 2022.

وتوصّل التقرير إلى أنّ العام 2022 «ارتفعت الممارسات التي تنطوي على لطف بصورة كبيرة في أوكرانيا بينما انخفضت في روسيا». ومن بين هذه الممارسات مساعدة الغرباء وأعمال التبرع.

وأشار التقرير كذلك إلى «ارتفاع الشعور لدى الأوكرانيين بأنّ هدفاً مشتركاً يجمعهم، بالإضافة إلى تزايد الثقة في السلطات الأوكرانية»، مقارنة بما كان الوضع عليه عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها العام 2014.

وحافظت الدول الإسكندنافية على مراكزها في أعلى الترتيب، مع حصول الدنمارك على المركز الثاني تليها أيسلندا في الثالث. وقال معدّو التقرير: «في حين تتصدّر الدول نفسها القائمة كل عام، تتقدم دول البلطيق سريعاً نحو مستويات دول أوروبا الغربية».

وباتت ليتوانيا الدولة الوحيدة من هذه الدول تظهر في المراكز العشرين الأولى مع احتلالها المرتبة العشرين، فيما أتت إستونيا في المركز الـ31 بعدما كانت في المرتبة 66 العام 2017.

سنوات الحرب تجلب التعاسة لـ أفغانستان 
أما في أفغانستان التي شهدت عقوداً من الحرب وكانت تذيّلت التصنيف العام 2020، فتفاقمت الأزمة الإنسانية منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة العام 2021 عقب انسحاب القوات الأميركية.

ويستند معدو الدراسة المنشورة سنوياً منذ 2012، إلى استطلاعات رأي يجيب فيها السكان عن استبيانات بشأن درجة السعادة الشخصية. وتتم مقاطعة هذه البيانات مع إجمالي الناتج المحلي ومؤشرات التضامن والحرية الفردية والفساد، لوضع درجة نهائية على 10.