اهتمت الصحافة العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بالتطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا حاليًا، تزامنًا مع انطلاق الجيش الوطني إلى العاصمة طرابلس لتحريرها من العناصر المسلحة، وانطلاق المحادثات العربية والدولية بشأن سبل حل الأزمة السياسية في البلاد.

رودريجز: داعش لديها معسكرات تدريب شرق ليبيا
ففي صحيفة «الأهرام» حذر قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا ديفيد رودريجز، من أن تنظيم داعش «الإرهابي» لديه معسكرات تدريب في شرق ليبيا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تراقبها عن كثب.

واستبعد القائد الأميركي تنفيذ أي عمل عسكري ضد المعسكرات «حديثة العهد» في المستقبل القريب، وذلك على الرغم من المخاوف الغربية المتصاعدة من الانفلات الأمني في ليبيا.

وأكد رودريجز أن تكفيريي داعش «أقاموا معسكرات تدريب هناك»، إلا أنه أشار إلى أن نشاط التنظيم في شرق ليبيا «محدود للغاية وحديث العهد». وقال إن «قرابة مائتي» إرهابي موجودون حاليًا في هذه المعسكرات، مشددًا على أن واشنطن ستواصل مراقبة المنطقة تحسبًا لأي توسع للتنظيم.

القبض على زعيم «القاعدة» في ليبيا
ونقلت صحيفة «الخبر» عن وسائل الإعلام التركية ذكرت أمس أن قوات الأمن التركية، بالتنسيق والتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. آي) وجهاز المخابرات التركي، ألقت القبض على عبد الباسط عزوز زعيم تنظيم القاعدة في ليبيا، والمتورط في عملية قتل السفير الأميركي في بنغازى.

وأفادت المصادر أن جهاز الـ«سي. آي. آي» أبلغ نظيره التركي عن دخول زعيم التنظيم عبد الباسط عزوز إلى مدينة اسطنبول بجواز سفر مزوّر باسم عواد عبد اللّه. واستنادًا للمعلومات الاستخباراتية، شرع جهاز المخابرات في مراقبة وتحقيق عنوان المواطن الليبي عزوز وشكلت فريقًا خاصًا لاعتقاله. ووفق المصادر نفسها، فإنه تم إلقاء القبض على عزوز يوم 13 نوفمبر الماضي وسط أحد الشوارع في مدينة «يالوفا» أثناء خروجه من منزله.

وحسب الرواية نفسها، فإن أجهزة الأمن التركي احتجزت حاسوبين خاصين بزعيم التنظيم الإرهابي في ليبيا، ثم أبعدته أجهزة الأمن إلى إحدى الدول العربية في 24 نوفمبر الماضي ليتسلمه لاحقًا رجال المخابرات الأميركية فور هبوط الطائرة التي أقلّته من اسطنبول. ولم تعلن وسائل الإعلام التركية سوى نهار أمس عن هذه التطورات الخاصة بالقبض على زعيم القاعدة في ليبيا.

الجيش الليبي يقترب من طرابلس
وبحسب صحيفة «الجمهورية»، بدأ الجيش الليبي عملياته العسكرية للدخول إلى مدينة طرابلس لإخراج المجموعات المسلحة الخارجة عن السلطة التي سيطرت على المدينة بقوة السلاح. وأشار بيان صادر عن الحكومة الليبية الموقتة إلى أن القوات التابعة للجيش الليبي تتقدم باتجاه طرابلس من أطرافها، بهدف تحريرها.

ودعت قوات الجيش، في البيان، أفراد تلك المجموعات إلى إلقاء السلاح وعدم المقاومة، وفي المقابل ستضمن لهم سلامتهم وعدم تعرضهم لأي خطر ومعاملتهم حسب اللوائح والضوابط القانونية.

وصرح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي الرائد محمد الحجازي، إن أكثر من 95 في المائة من مدينة بنغازي باتت تحت سيطرة الجيش الليبي، مضيفًا أن الخناق بات يضيق على المسلحين في المدينة.

دول الجوار الليبي في الخرطوم يؤكدون مشروعية الحكومة والبرلمان
وأعلن وزراء خارجية دول الجوار الليبي، بحسب «الشرق الأوسط»، دعمهم الكامل وتأييدهم للجولة الثانية من الحوار الوطني الليبي المقرر عقدها بمدينة غدامس الليبية في التاسع من ديسمبر الحالي، وتخليهم عن التوسط بين الفرقاء الليبيين، في أعقاب إعلان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي و«مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا» بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأربعاء، عن انطلاق مفاوضات «غدامس2» برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

وأنهى وزراء خارجية دول: السودان، ومصر، وليبيا، والجزائر، وتونس، وتشاد، ومالي، بالإضافة إلى ليبيا، المكونون لمجموعة دول الجوار الليبي اجتماع المجموعة الذي انعقد في العاصمة السودانية الخرطوم أمس الخميس.

وأعلن وزير الخارجية السوداني رئيس دورة مجموعة دول الجوار الليبي علي كرتي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الليبي محمد الدائري، أن وزراء الخارجية، بحضور مبعوث الجامعة العربية ناصر القدوة، ومبعوث الاتحاد الإفريقي داليتا محمد داليتا، اتفقوا على تأكيد الاعتراف بالبرلمان الليبي المنتخب وبمشروعية الحكومة الليبية، واحترام خيارات الشعب الليبي، وعلى إقرار الحوار بين الفرقاء الليبيين باعتباره الطريق الأمثل.

وأضاف كرتي، أن الوزراء أكدوا عزمهم على منع تدفق السلاح إلى ليبيا للحيلولة دون حدوث المزيد من التدهور الأمني فيها، والتأكيد أن الحوار المزمع يجب أن يقوم على الخيار السلمي. وتعاني ليبيا من الانفلات الأمني منذ إطاحة نظام معمر القذافي في 2011.

ورفض كرتي الإقرار بأن المجموعة كانت تتبنى مبادرة للحوار بين الأطراف الليبية المتقاتلة، وقال إن جهودها كانت تنحصر في دفع الفرقاء باتجاه الحوار، وأعلن أنها تؤيد الحوار في غدامس، وتدعم جهود مجموعة الاتصال الدولية، وأنها لن تشترك فيه باعتباره مخصصا للأطراف الليبية وحدها، وأن دول المجموعة لن تتدخل أو حتى أن تلعب دورًا تشاوريًا. وقال الوزير السوداني، إن وزراء الخارجية وجهوا في بيانهم الختامي الدعوة للفرقاء الليبيين لإعلاء قيمة الحوار، وأكدوا أن المبادرات جميعها تهدف لجمعهم حول مائدة التفاوض.

وأكد كرتي أن المجموعة قامت باتصالات كثيرة للإقرار بأن الحوار هو الطريق الأمثل لحل المشكلة الليبية، وأن منتدى «غدامس2» أتى تأكيدا للجهود التي قاموا بها.