قررت السلطات السودانية تقييد حركة تنقل مواطنيها إلى الحدود الليبية، لمنع الآلاف من التسلل إلى مدينة الكفرة المكتظة بالنازحين الذين أجبرتهم المعارك بمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، على الهروب من نيران الحرب.
وحظرت الخرطوم بموجب القرار الجديد السفر من مناطق الحرب إلى المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، الذي يعتبر البوابة الرئيسية للجوء السودانيين إلى ليبيا عقب اشتداد المعارك في الفاشر.
وحسب تعميم إداري، نقله موقع «دارفور 24» المحلي، أمس الجمعة، دعا من يقفون وراء تنظيم رحلات اللجوء إلى «إيقاف السفر من موقع الخناق إلى المثلث إلى حين إشعار آخر»، مشددا على أن من يخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية، وفق تعبيره.
- «وسط الخبر» يناقش: اللجوء السوداني.. هل تملك ليبيا استراتيجية مناسبة؟
- جريدة سودانية: 1200 نازح يهربون من الحرب إلى الأراضي الليبية يوميًّا
وقف عمليات اللجوء المتواصلة نحو ليبيا
وبرر أحد منظمي الرحلات بالمثلث الحدودي، الذي يبعد نحو 400 كلم من دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية، قرار السلطات السودانية إيقاف السفر لـ«وقف عمليات اللجوء المتواصلة نحو ليبيا، واكتظاظ المثلث بالمواطنين في أوضاع مزرية دون مأوي أو غذاء ودواء، وانتشار الأمراض والسرقات والظواهر السلبية من المخدرات».
كما تتكدس مئات العائلات السودانية المتوجهة إلى مدينة الكفرة في أوضاع إنسانية مأساوية، مع عدم وجود مراكز لاستقبال المزيد من العائلات.
بدورها، قيدت السلطات الليبية حركة اللاجئين السودانيين نحو أراضيها بإغلاق منفذ العوينات الحدودي بين البلدين، ونشر عشرات الدوريات الصحراوية، وشددت إجراءات الدخول عبر مصادرة السيارات، وفرض غرامات مالية على السائقين تتجاوز سبعة آلاف دينار ليبي (ما يعادل 1000 دولار أميركي).
وأجبرت المعارك في مدينة الفاشر آلاف السكان على الفرار إلى ليبيا عبر سلك مسار الفاشر بولاية شرق دارفور نحو مدينة الدبة بالولاية الشمالية، والسفر إلى المثلث الحدودي، للوصول إلى الكفرة الليبية.
زيادة عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا
وصرح الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا زاد بشكل كبير منذ بدء الصراع في السودان.
وقال، في تصريح الأربعاء الماضي، إن منسقة الإغاثة الطارئة خصصت 5.3 مليون دولار لدعم نحو 195 ألف لاجئ والمجتمعات المضيفة المعرضة للخطر. وأضاف: «الحرب في السودان أجبرت خُمس سكانه على الفرار، ويشمل هذا أكثر من 2.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة».
وكشفت صحف سودانية، 13 يوليو الماضي، دخول نحو 1200 نازح من الحرب إلى الأراضي الليبية يوميا، وهو ما يمثل زيادة بستة أضعاف عن إحصاءات أواخر العام الماضي، مشيرة إلى تحذيرات من كارثة إنسانية في الكفرة حال توقفت عملية تقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى اللاجئين النازحين.
تعليقات