Atwasat

استمرار أزمة السيولة بالمصارف.. و«الكاش» في السوق الموازية

طرابلس - بوابة الوسط الثلاثاء 02 أبريل 2024, 01:31 مساء
WTV_Frequency

معاناة مستمرة يعيشها المواطنون في رحلة البحث عن السيولة النقدية، حيث لم يتمكن الكثير منهم من صرف صكوكهم مع دخول أزمة نقص السيولة الخانقة في المصارف التجارية شهرها الرابع.

وقال المواطن محمد بن عثمان، في حديثه لـ«بوابة الوَسَط»، إنه أب لسبعة أطفال، ولم يتحصل على ما يكفيه من السيولة النقدية خلال رمضان، فطوال الشهر الكريم لم يتعد السحب سوى ألف دينار فقط.

اللجوء إلى السوق الموازية
وأضاف أنه لجأ إلى السوق الموازية، وحصل على خمسة آلاف دينار «كاش» عبر شراء الدولار وبيعه بالصك المصدق، متعجبا من توافر السيولة في السوق الموازية مقابل نقصها في المصارف.

ويتردد المواطن جلال المسلاتي يوميا على المصرف التجاري الوطني - فرع الميناء بالظهرة لغرض سحب ألفي دينار، لكن السيولة غير متوافرة.

وأمام مصرف الجمهورية الرئيسي، يقف المواطن عبدالرحيم الغول الذي أكد أن الأزمة لم تشهد أي حلحلة حتى بعد العمل بسعر الصرف الجديد للنقد الأجنبي المشمول بضريبة 27%.

عجز عن سحب الراتب
ويقول الغول، الذي يعمل موظفا في قطاع الإسكان والمرافق، إنه غير قادر على سحب راتبه الشهري، البالغ 1500 دينار، بينما تأخذ التعاملات الرقمية للمصارف التجارية عمولات كثيرة، منها خدمَات النقال لكل سحب نقدي من ماكينات الصراف الآلي من 200 إلى 400 دينار.

وصرح المصرفي معتز هويدي إلى «بوابة الوسط» بأن المشكلة في عدم قدرة المصرف على تحويل تعهداته إلى نقد حاضر عند الطلب، مضيفا أن الأزمة تعود إلى أن مصرف ليبيا المركزي كان يبيع العملة الأجنبية عبر الاعتمادات المستندية، للحصول على سيولة نقدية، وضخها بالمصارف التجارية، بينما تتوقف المنظومة تارة بسبب الطلب المتزايد على النقد الأجنبي وتارة أخرى بسبب ضريبة الدولار.

فقد الثقة في القطاع المصرفي
وأرجع أستاذ الاقتصاد الدكتور عادل المقرحي استمرار أزمة السيولة منذ العام 2011 إلى فقدان الثقة في الجهاز المصرفي على خلفية الانقسام السياسي وتدهور الأوضاع الأمنية، فضلا عن عدم استقرار الدينار.

وأضاف، خلال حديثه إلى «بوابة الوسط»، أن السيولة النقدية الزائدة في الأسواق لها تأثيرات على ارتفاع الأسعار، و70% من النقود تضخ في عمليات طلب شراء العملات الأجنبية.

طوابير أمام المصارف
وتشهد شوارع طرابلس بشكل شبه يومي طوابير المواطنين الطويلة أمام المصارف منذ ساعات الصباح الأولى، لسحب ودائع، بينما لم يتدخل المصرف المركزي للتعامل مع الأزمة، ولم تحدد البنوك سقفا لمعدلات السحب اليومي.

وقدّرت بيانات رسمية للمصرف مجموع العملة المتداولة خارج المصارف التجارية بنحو 43 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي، مما يفوق المعدلات الطبيعية بسبع مرات.

رحلة طويلة بحثا عن السيولة
وقال المواطن صلاح القنطري لـ«بوابة الوسط» إنه يسافر شهريا من جبل نفوسة إلى طرابلس لغرض شراء الدولار بالصك، وبيعه في السوق الموازية، مؤكدا أنه يخسر بعض من أمواله في العملية، ولكنه في النهاية يحصل على «الكاش».

وتنتشر محال الصرافة وبيع العملة في طرابلس، وتتركز معظمها في أشهر سوقين بالعاصمة، وهما «المشير» و«الظهرة».

موقع أميركي: الليبيون يعانون مع دخول رمضان أزمة سيولة وتأخر رواتب وارتفاع الدولار
- ليبيون يعانون مع ارتفاع أسعار السلع.. وخبراء يبيّنون السبب
- في «اقتصاد بلس».. «تخبط السياسة النقدية» و«أسعار السلع في رمضان»

وصرح أحد القائمين على محل للصرافة، عبدالهادي الحالي، إلى «بوابة الوسط» بأن السيولة النقدية متوافرة لديه بشكل كبير، والناس تطلب الدينار عبر شراء الدولار بصكوكهم، ثم بيعه بالدينار لغرض الحصول على «الكاش» غير المتوافر في المصارف التجارية.

وقد ﺗﺰاﻳﺪ «اقتصاد الظل» عقب ثورة فبراير حتى أصبح يعادل 60% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفق تصريحات صحفية سابقة لمحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالصور: ورشة عمل أوروبية لحماية الآثار في ليبيا
بالصور: ورشة عمل أوروبية لحماية الآثار في ليبيا
«النهر الصناعي» يخفض ضخ المياه لبنغازي غدا.. ماهي الأحياء المتأثرة؟
«النهر الصناعي» يخفض ضخ المياه لبنغازي غدا.. ماهي الأحياء ...
بعد ضريبة النقد الأجنبي.. لماذا لم ينخفض سعر الدولار؟
بعد ضريبة النقد الأجنبي.. لماذا لم ينخفض سعر الدولار؟
افتتاح مركز صحي لدعم النازحين السودانيين في الكفرة
افتتاح مركز صحي لدعم النازحين السودانيين في الكفرة
خبراء يحذرون: النفوذ الروسي في ليبيا يصل «مستويات خطيرة»
خبراء يحذرون: النفوذ الروسي في ليبيا يصل «مستويات خطيرة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم