نقلت وكالة «نوفا» الإيطالية عن مسؤول أميركي قوله إن المنظمات شبه العسكرية المرتبطة بروسيا «حاولت منذ سقوط القذافي ملء فراغ السلطة الذي نشأ»، معتبرًا أن وجود «القوات الروسية يعرض استقلال البلاد للخطر»، مشددًا على أن المشير خليفة حفتر «لا ينبغي أن يعتمد على بوتين».

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية للوكالة، لم تحدد هويته، إن مرتزقة شركة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية يمثلون عنصرًا «ضارًا ومضرًا في ليبيا»، معتبرًا أنهم «ينهبون الدول التي يوجدون فيها، ويعرضون الأمن العام للخطر ويتسببون في عدم احترام حقوق الإنسان».

«الفيلق الأفريقي» يجدد الصراع الأميركي - الروسي في ليبيا
واستشهد المصدر الأميركي بمعلومات حول إطلاق وحدة «الفيلق الأفريقي» الخاصة به، حيث تتطلع موسكو إلى ترسيخ نفوذها في القارة وسط منافسة مع الولايات المتحدة وحلفائها، وهو موقف جديد من الجيش الروسي تجاه ليبيا لتعميق جهود استيعاب عمليات مجموعة «فاغنر» السابقة في أفريقيا.

وأوضح أن هذه المعلومات تشير إلى أن سلطات موسكو تعمل مع ليبيا على إنشاء فيلق عسكري روسي في أفريقيا، خاصة بعد زيارة نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف إلى ليبيا بدعوة من قائد قوات «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر. ويتهم الكرملين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بأنهما الخصمان الرئيسيان لأفريقيا.

- القيادة العامة: حفتر يلتقي بوتين ووزير الدفاع الروسي في موسكو
- حفتر يستقبل نائب وزير الدفاع الروسي بمقر القيادة العامة في الرجمة
- «الفيلق الأفريقي» الروسي.. هل يكون بديل «فاغنر»؟

وسيتعين على الفيلق الأفريقي الروسي إجراء «عمليات عسكرية واسعة النطاق في القارة» لمواجهة النفوذ الغربي ودعم الدول «التي تحاول تحرير نفسها من الاعتماد على الاستعمار الجديد».

مصدر أميركي: مجموعة فاغنر «زعزعت استقرار ليبيا»
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إن مجموعة «فاغنر»: «زعزعت استقرار ليبيا»، واستخدمتها كمنصة لتنظيم أنشطتها في المنطقة، مشيرا إلى أن المرتزقة الروس قاموا في العام 2020 «بزرع مئات الألغام أثناء الانسحاب من طرابلس أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص».

وتابع «إن فاغنر أعاقت كذلك العملية الانتخابية العام 2021، وليس لديها مصلحة في التوصل إلى حل سياسي للصراع الليبي»، مضيفًا أنه يجب على المرتزقة الروس «مغادرة البلاد فورًا» واحترام إرادة الشعب الليبي، كما يجب على جميع القوات الأجنبية الأخرى النشطة في البلاد.

هل يحل «الفيلق الأفريقي» محل «فاغنر» في أفريقيا؟
وقال معهد دراسة الحرب الأميركي في نشرة أصدرها في 20 نوفمبر الجاري، إن وزارة الدفاع الروسية بدأت التجنيد العام لـ«الفيلق الأفريقي» بهدف دمج عمليات مجموعة «فاغنر» في أفريقيا بعد محاولات فاشلة مزعومة لوزارة الدفاع لتجنيد أفراد سابقين في فاغنر بشكل مباشر.

ونشر أحد المدونين الروس إعلاناً عن خدمة التعاقد في «الفيلق الأفريقي» الروسي في 20 نوفمبر حيث ادعى أن وزارة الدفاع الروسية قررت تشكيل «الفيلق الأفريقي» الروسي في ليبيا بعد أن التقى نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في إشارة على الأرجح إلى اجتماعهما في 22 أغسطس الماضي.