قدّر تحليل وضعته شركة أميركية – بريطانية لإدارة المخاطر حجم الخسائر التي تتكبدها ليبيا بسبب الفيضانات التي صاحبت العاصفة «دانيال» في الشرق بحوالي 4.3 مليارات دولار.

وذكرت شركة «أون» (AON)، وهي شركة أميركية – بريطانية للخدمات المهنية والاستشارات تقدم خدمات البيانات والتحليلات والاستشارات الإستراتيجية، أن الخسائر المؤكدة عالميا بسبب الكوارث الطبيعية كانت الأعلى على الإطلاق في الربع الثالث من العام 2023.

ثاني أكثر الكوارث الطبيعية فتكا خلال 2023
وذكرت، في تقرير تحليلي نشرته، أمس الإثنين، أن الفيضانات الغزيرة التي شهدتها ليبيا، سبتمبر الماضي، هي ثاني أكثر الكوارث الطبيعية فتكا خلال العام 2023، وتسببت في خسائر مالية بقيمة 4.3 مليار دولار.

ولفتت إلى أن العاصفة دمرت آلاف المباني في مدينة درنة وحدها، وأسفرت عن أكثر من أربعة آلاف وفاة وفقدان أكثر من ثمانية آلاف آخرين.

وتسببت العاصفة «دانيال» في هطول كميات غير مسبوقة من الأمطار لم تشهدها ليبيا من قبل، لكن التأثير الكارثي للفيضانات تضاعف بسبب انهيار سدين في وادي درنة، ما أطلق العنان لـ24 مليون متر مكعب من المياه تقريبا.

جرى بناء كلا السدين في السبعينات من القرن الماضي، وعانيا من أضرار بالغة بسبب عاصفة ضربت المنطقة بالعام 1986. وبالرغم من تخصيص مبالغ طائلة لإصلاح السدين في 2012 و2013، لم يجرِ إنجازعملية الترميم.

25 مليون طن من الحطام.. البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يقيم آثار العاصفة «دانيال» شرق ليبيا
«تحقيقات»: سيول إيسن والحلول الترقيعية

2023.. العام الأكثر دموية منذ 2010
ومن خلال تحليل البيانات، وجد التقرير أن العام 2023 كان العام الأكثر فتكا من حيث الخسائر البشرية التي خلفتها الكوارث الطبيعية منذ العام 2010، مع تسجيل 75 ألف وفاة بسبب الكوارث الطبيعية حول العالم.

وشهدها الربع الثالث من العام سلسلة من الكوارث الطبيعية المميتة، أبرزها الفيضانات الغزيرة في ليبيا جرّاء مرور العاصفة «دانيال»، والزلزال الذي ضرب المغرب، والذي أسقط ثلاثة آلاف قتيل.

وبلغت خسائر التأمين العالمية جراء الكوارث الطبيعية في 2023 حوالي 88 مليار دولار بنهاية الربع الثالث، بزيادة قدرها 17% عن المتوسط السنوي للقرن الحادي والعشرين.

وبالرغم من تراجع الخسائر المالية بسبب الكوارث الطبيعية على أساس سنوي إلى 295 مليار دولار، من المتوسط السنوي البالغ 310 مليار، إلا أن إجمالي الخسائر البشرية كان الأكبر منذ العام 2010.

وشهد الربع الثالث من 2023 وحده سلسلة من الكوارث التي كلفت مليارات الدولارات من خسائر التأمين، بما في ذلك العواصف الشديدة في الولايات المتحدة، التي تسببت في خسائر مؤمن عليها بقيمة 50 مليار دولار.

كما أسفرت الفيضانات في بكين وغيرها من المقاطعات الصينية، أغسطس الماضي، عن خسائر هي الأكثر تكلفة للاقتصاد العالمي.

وكان الزلزال الذي ضرب مناطق من سورية وتركيا، يوليو الماضي، أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة خلال العام، إذ تسبب في خسائر تخطت 91 مليار دولار، وخسائر تأمين بقيمة ستة مليارات دولار، وسقوط ما يقرب من 60 ألف قتيل.