ستصبح إيطاليا ثاني دولة أوروبية، بعد مالطا، تستأنف الرحلات الجوية المباشرة مع ليبيا، وذلك في سبتمبر المقبل، مما يطرح تساؤلات بشأن مصير قرار وضع شركات طيران ليبية في القائمة السوداء، والذي بمقتضاه يحظر تحليق طائرات تلك الشركات فوق الأجواء الأوروبية.

تبعث روما من خلال رفع هذا الحظر رسالة دعم قوية لليبيا، ورغبتها في إعادة البناء والاندماج الكامل على الساحة الدولية، فضلا عن تعزيز التجارة والسياحة عبر تمكين المسافرين من الاستمتاع بروابط جوية مباشرة بين إيطاليا وليبيا، مع تسهيل السفر نحو أوروبا، وتحفيز التبادلات الاقتصادية.

مفاوضات حكومة الوحدة مع فرنسا وإيطاليا
يأتي هذا الإعلان بعد استئناف المفاوضات في مارس بين حكومة الوحدة الوطنية الموقتة وفرنسا وإيطاليا، لإعادة الرحلات الجوية التي ظلت معلقة منذ العام 2014، حين صدر قرار الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي. وأشار المسؤولون الليبيون، بشكل دائم، إلى التحسينات الأمنية التي أُدخلت على نظام الملاحة الجوية، وسمحت لشركات الطيران بتسيير رحلات نحو وجهات مثل تركيا ومالطا ومصر وتونس.

مع ذلك، لم يحدد قرار الجانبين الليبي والإيطالي ما إذا كان ستحذف الشركات الليبية من القائمة السوداء، بعدما أدرجت المفوضية الأوروبية، 27 يونيو الماضي، 10 شركات طيران ليبية، من بينها «الخطوط الجوية الأفريقية والخطوط الجوية الليبية وطيران البراق والمجموعة العالمية للطيران والخدمات وطيران النفط»، ضمن القائمة السوداء المحظور عليها التحليق فوق الأجواء الأوروبية خلال العام 2023، والتي تضم 117 شركة طيران حول العالم.

القائمة الأوروبية السوداء لشركات الطيران
أنشأ الاتحاد الأوروبي هذه القائمة في مارس 2006 بعد سلسلة من الكوارث الجوية حينها، ويجري تحديثها كل ستة أشهر، مما يعني أنه يمكن للشركة دخول القائمة أو الخروج منها، وفي هذه الحالة يُسمح لها مرة أخرى بالهبوط في المطارات الأوروبية.

وتقول المفوضية الأوروبية إن إصدار القائمة السوداء يعمل على رفع معايير السلامة والأمن، وحث شركات الطيران الراغبة في دخول الأسواق الأوروبية على الالتزام بالمعايير المطبقة أوروبيا.

بدأ الحظر الجوي للطيران منذ العام 2014، حين اندلعت اشتباكات مسلحة داخل مطار طرابلس الدولي ومحيطه، وتعرض أسطول ليبيا الجوي المدني في عدة مرات إلى أعمال عنف وتخريب، ليدخل قطاع الطيران في أزمات مالية متعددة بدأت بتكبده خسائر ناجمة عن إغلاق الأجواء أمام طائراته المدنية.

- اتفاقية ومذكرة تفاهم مع إيطاليا بشأن الرحلات الجوية
- أول تعليق إيطالي بعد قرار رفع الحظر الجوي عن الطيران المدني الليبي

وخطت حكومة الوحدة الوطنية عدة خطوات في مجال إنهاء الحظر الجوي الأوروبي. ففي أول زيارة من نوعها لوفد من المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) إلى ليبيا مطلع أبريل، أوضحت مصلحة المطارات الليبية، في بيان، أن الزيارة جاءت «تمهيداً لزيارة التدقيق، المزمع إجراؤها نهاية السنة الحالية، من أجل رفع الحظر المفروض على المطارات والشركات الناقلة الليبية».

وقد زار الوفد مطارات ليبية، لمعاينة الإجراءات المتبعة، ومدى مطابقتها المعايير والقواعد القياسية المعتمدة لدى المنظمة، إلى جانب إسهام المنظمة في دعم خطط وبرامج مصلحة الطيران المدني الليبية، لتطوير القطاع، وإخراجه من الحظر الجوي الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الطائرات الليبية.