قال مسؤولون ليبيون لجريدة «ذا غارديان» البريطانية، إن «جهاز دعم الاستقرار» برئاسة عبدالغني الككلي، احتجز أبوعجيلة مسعود المريمي في منزله بحي أبوسليم في العاصمة طرابلس لمدة أسبوع قبل نقله إلى قاعدة عسكرية في مصراتة. 

ونقلت «ذا غارديان»، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين على علم بالقضية قولهم «إن فريقا من الأميركيين وصل إلى مصراتة بعد أسبوع آخر، حيث جرى نقل المريمي من مطار المدينة على متن طائرة خاصة إلى مالطا». 

وذكرت الجريدة البريطانية أنه لم يكن بإمكانها تأكيد كل التفاصيل التي وصفها المسؤولون الليبيون، لكن الخبراء قالوا إن الرواية «معقولة للغاية».

عائلة أبو عجيلة لـ «بوابة الوسط»: «القوة المشتركة» هي من اعتقلته
في حين كشف ابن شقيق المريمي في اتصال هاتفي بـ«بوابة الوسط»، الأحد، أن عناصر من «القوة المشتركة» التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، هي من اعتقلت المريمي، يوم 17 نوفمبر الماضي، وجرى احتجازه في أحد مقارها بمدينة مصراتة. 

- الولايات المتحدة تؤكد احتجاز أبوعجيلة مسعود في واشنطن
- عائلته لـ«بوابة الوسط»: أبوعجيلة مسعود اعتقلته «القوة المشتركة» ولم نتمكن من مقابلة الدبيبة
- مجلس الدولة يحمل حكومة الوحدة الوطنية مسؤولية تسليم أبوعجيلة مسعود للولايات المتحدة
- رئاسة مجلس النواب تطلب تحريك دعوى جنائية ضد كل من تورط بـ«خطف» أبوعجيلة مسعود
- البيت الأبيض: أبوعجيلة محتجز بشكل قانوني في الولايات المتحدة

وأوضح المصدر نفسه أن أبوعجيلة مسعود الذي يناهز الـ80 عامًا من العمر، كان طريح الفراش ساعة اعتقاله، حيث يعاني من مرض مزمن. وروى لـ«بوابة الوسط» أن العائلة خاطبت مكتب النائب العام، ووزارة العدل، إلى جانب المحامي العام، والمجلس الرئاسي، ولكنها لم تتحصل سوى على وعود وتطمينات بالخصوص.

وأضاف لـ«بوابة الوسط» أن وفدًا اجتماعيًا مكونًا من حوالي 40 شخصًا، حاول مقابلة رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بالخصوص لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وجرت مقابلتهم من أحد ممثليه. وأوضح أن أفرادًا من عائلة المريمي زاروه في مقر احتجازه بمدينة مصراتة، حيث أبلغوا بقرب إطلاقه، إلا أنهم تفاجأوا بخبر تسليمه إلى الولايات المتحدة.

ردو فعل منددة باحتجاز أبوعجيلة
وأبوعجيلة مسعود المريمي، هو مسؤول مخابرات ليبي سابق أدين بتهم لا علاقة لها بحادث «لوكربي»، لكن الولايات المتحدة وجهت إليه تهما بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، ويزعم المسؤولون الأميركيون أنه ساعد في صنع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية. 

إلا أن  مستشار الأمن القومي الليبي، إبراهيم بوشناف، أكد أن القضية أغلقت تمامًا، وفق اتفاقية التسوية بين الولايات المتحدة وليبيا في العام 2008، التي تنص على أنه «لا يجوز فتح أي مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت من الطرفين بحق الآخر قبل تاريخ 30 يونيو العام 2006».

ومحليا، أثار احتجاز أبوعجيلة ردود فعل واسعة، حيث طلبت رئاسة مجلس النواب من النائب العام المستشار الصديق الصور، تحريك الدعوى الجنائية ضد المتورطين في العملية، كما ندد أعضاء المجلس بالواقعة التي تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية والمحلية، ووصفوها بـ«الجريمة النكراء».

إلى ذلك، تقدمت أسرة أبوعجيلة، اليوم الثلاثاء، بشكوى إلى مكتب النائب العام ضد ما وصفته بعملية «اختطافه وتسليمه للجانب الأمريكي بالمخالفة للقانون الليبي»، على ما علمت «بوابة الوسط».

بدوره، حمل المجلس الأعلى للدولة، الثلاثاء، حكومة الوحدة الوطنية الموقتة «المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية» عن تسليم أبوعجيلة إلى الولايات المتحدة بشكل «مجحف ومخجل»، بدوره، أعرب رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، فتحي باشاغا، عن خشيته أن تكون عملية تسليم «مواطن ليبي»، في إشارة إلى أبوعجيلة مسعود، قد جرت خارج الأطر القانونية ودون إشراف القضاء الليبي، معتبرًا ذلك يشكِّل «خرقًا قانونيًا فاضحًا ومساسًا بسيادة الدولة الليبية واستقلال قضائها الوطني».