تقع بعض مناطق مدينة بنغازي منذ قرابة خمسة أشهر وسط الاشتباكات والقصف اليومي، ويعيش الأهالي تحت سماء القصف حالة ذعر تسببت في نزوح كثير منهم، بلا أمل في تحسن الأوضاع مع تشتت واضح للسلطات التشريعية والتنفيذية.

«أسرتي عاشت بؤسًا ونكدًا خوفًا على ابنهم والبيت أيامًا طويلة»، هكذا تحدث نادر فهمي أحد سكان منطقة بوعطني القريبة من معسكر الصاعقة، عن أيام القصف والاشتباكات.

وأضاف: «عشت أيام قصف معسكر الصاعقة إلى أن تمكَّن أنصار الشريعة والدروع من دخوله بعد أسابيع من التفجيرات. بيتنا القريب من المعسكر قضيت به عشرة أيام من شهر رمضان وحيدًا دون أهلي خشية سرقته، وكنت أعيش الموت في كل لحظة».

وتكشف إيمان المجبري، من حي الليثي، ما ألمَّ بها وأسرتها وسكان المنطقة نفسيًّا جراء الوضع الأمني، قائلةً: «أنا محبطة جدًّا. نتوقع في أي لحظة سقوط صاروخ علينا، والحالة النفسية لجميع سكان منطقة الليثي تعبانة، وللأسف كلما نمرض ونذهب للعلاج تظهر النتيجة أن المرض نفسي جراء الظروف المحيطة بنا».

أما الصحفي أحمد العيلة من سكان حي بوعطني، فقال: «بكل بساطة، جميع الأطراف وضعت مصلحتها في مرتبة عُليا، وممتلكات الناس وحرماتهم وأحوالهم في أخرى دون ذلك، وبتنا منتهكين لدرجة العبث. الأمور إن استمرت سنخطو إلى الأسوأ».

ومن منطقة الهواري، قالت منال مهني: «أنا شخصيًّا لم أعد أخاف من أصوات القصف وصرت معتادة عليها.لا نستطيع الخروج من بيتنا لأننا لا نملك بيتًا آخر، وعائلتنا كبيرة. أتمنى أن تتوقف المعارك والقصف، لأننا تعبنا والخوف كل يوم يزيد».

يذكر أن منظمة "مدن السلام" الأممية، منحت بنغازي لقب "عاصمة أبدية للسلام" في 14 أغسطس 2013، لتكون هي المدينة الثانية التي تحمل اللقب في الشرق الأوسط بعد مدينة القدس الفلسطينية.

وبينما كان العالم يحتفل باليوم العالمي للسلام تحت شعار "حق الشعوب في السلم"، لم تهدأ أصوات الانفجارات والقصف، جراء الاشتباكات التي تشهدها بنغازي منذ منتصف مايو الماضي.