كانت توقعات الإعلام الرياضي والمدربين والكثير من متتبعي الكرة عند انطلاق البطولتين الآسيوية والأفريقية، أن منتخبات الدول العربية الخمس المشاركة في البطولة الأفريقية سوف تحقق نتائج إيجابية ومراكز متقدمة في البطولة، لما لها من تجربة طويلة في هذا المجال، ولما حققته من بطولات أفريقية سابقة، ولكونها تضم عدداً من النجوم المحترفين في الدوريات الأوروبية.

نتائج مخيبة للمنتخبات العربية في كأس أمم أفريقيا
لكن عندما توالت المباريات ظهرت هذه المنتخبات بصورة باهتة وحققت نتائج مخيبة للآمال، باستثناء المنتخب الموريتاني شبه الجديد علي البطولة الذي قدم مستوى فنياً ونتائج طيبة وخرج من البطولة مرفوع الرأس.

هذا ما حدث للعرب في البطولة الأفريقية الرابعة والثلاثين التي فاز ببطولتها منتخب كوت ديفوار بعد تغلبه في المباراة النهائية علي نيجيريا 2-1، أما المنتخبات العربية العشرة المشاركة في البطولة الأسيوية فلم يكن أحد يراهن على أغلبها في تحقيق البطولة في ظل وجود منافسة قوية مع منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وإيران وأستراليا، إلي جانب بعض المنتخبات الجديدة الأخرى التي تطورت إلى حد كبير.

لكن مع استمرار جدول المباريات التي صاحبتها الإثارة والحماس في الملاعب، ومن الجماهير الغفيرة في المدرجات، توالت المفاجآت والنتائج غير المتوقعة وتساقط الكبار المرشحون للبطولة وبرز المنتخب الأردني «الحصان الأسود» الذي اكتسح كل من أتت به القرعة في طريقه حتى وصل للمباراة النهائية بكل جدارة واستحقاق وخسرها أمام المنتخب القطري 3-1.

عموماً هذه المرة الثالثة التي يصل فيها منتخبان عربيان إلى المباراة النهائية، الأولى حين فازت السعودية على الإمارات، والثانية حين فاز منتخب العراق على السعودية، فهنيئاً للمنتخبات العربية على هذا الوصول العربي وعلى المستويات الفنية الجيدة التي قدمتها الفرق العربية الأخرى، وكانت نداً قوياً في معظم المباريات التي خاضتها في البطولة، وهكذا تفوقت المنتخبات العربية المشاركة في البطولة الأسيوية على المنتخبات العربية المشاركة في البطولة الأفريقية، التي لم تحقق أي ترتيب يشرف الكرة العربية.

صحيح إن شدة المنافسة في الأفريقية أقوى لوجود منتخبات السنغال ومالي والكاميرون وكوت ديفوار وجنوب أفريقيا ونيجيريا والكونغو الديمقراطية وغيرها من المنتخبات الجديدة التي وصلت إلى مراحل متقدمة وأحرجت الفرق الكبيرة.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط».. انطلاق البطولة الآسيوية والأفريقية والمتعة الكروية
- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: متعة الكرة في البطولتين

أخيراً.. كم تمنيت لو لم تكن المباراة النهائية بين منتخبين عربيين بهذا الشكل غير المرضي، حيث منح المنتخب البطل ثلاث ركلات جزاء جاءت منها الأهداف الثلاثة دون وجهة حق في ركلتين منها، وكأن الحكم الصيني وحكم الفيديو «VAR» متفقان على إخراج مسلسل ركلات الجزاء، فالأولى اللاعب القطري ارتمى بنفسه داخل منطقة الجزاء دون أي عرقلة من لاعبي الخصم، وكان يفترض أن توجه له بطاقة صفراء على تحايله على الحكم، أما ركلة الجزاء الثانية فهي صحيحة ولاغبار عليها، وفي ضربة الجزاء الثالثة فقد طالت الكرة من المهاجم القطري فيما خرج حارس المرمى لالتقاط الكرة ولحقها المهاجم فاصطدم بالحارس الذي لم يقم بأي عرقلة للمهاجم وبالتالي ضربة الجزاء الثالثة غير صحيحة.

وقد كان الفريق الأردني قمة في الانضباط والروح الرياضية العالية، ولو حدث ذلك مع المنتخب الإيراني لانتهت المباراة بمعركة داحس والغبراء التي ما زالت تؤثر في عقلية الإنسان العربي مهما حقق من تقدم في وسائل العصر الحديث.

وقد استحوذ مستضيف البطولة على كل شيء الكأس بركلات الجزاء وأحسن لاعب من قطر، وجائزة اللعب النظيف من قطر، وهداف البطولة من قطر، وأفضل حارس مرمى من قطر، وكأن المنتخبات الـ24 الأخرى لم يكن بها أي لاعب يستحق أحد الألقاب التي استولت عليها الدولة المضيفة بالكامل، فالتهنئة للمنتخب القطري بالرغم من كل ما حدث، والتهنئة أيضاً للفريق الأردني المليء بالنجوم ويستحق جهازه الفني ولاعبيه كل التقدير والاحترام.