توجه أكثر من 200 لاجئ من الروهينغا وصلوا بحرًا إندونيسيا نحو مركز إيواء موقت الأربعاء، في حين يهدد السكان المحليون الرافضون لوجودهم بإعادتهم إلى البحر.

وصل ليل الثلاثاء الأربعاء 219 لاجئًا بينهم 91 امرأة و56 طفلًا شاطئ في جزيرة سابانغ، في أقصى جزيرة سومطرة الشاسعة، بحسب السلطات المحلية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ويرتفع بذلك إجمالي الوافدين بحرًا إلى هذا البلد منذ الأسبوع الماضي إلى أكثر من ألف من أبناء الأقلية المضطهدة في بورما، بحسب «فرانس برس».

 مركز ايواء موقت في إقليم أتشيه
وقالت ممثلة المفوضية في إندونيسيا آن مايمان إنه أكبر عدد من الروهينغا يصل إندونيسيا منذ العام 2015. وأمام رفض السكان الذين يهددون بإعادة اللاجئين إلى قواربهم، قررت السلطات المحلية نقل اللاجئين بالعبارات إلى مركز ايواء موقت في إقليم أتشيه الواقع في أقصى غرب إندونيسيا، بحسب المفوضية.

-  17 قتيلا في غرق مركب للمهاجرين «الروهينغا» قبالة بورما
-  لاجئو الروهينغا يتظاهرون ببنغلادش في الذكرى السادسة لتهجيرهم

وبعد الظهر، استقل اللاجئون وبينهم شخص محمول على نقالة عبارة بينما قام الطاقم بتوزيع الطعام على الأطفال. وقال مدير هيئة الشؤون الاجتماعية في سابانغ، نوفال، «من المقرر نقل اللاجئين إلى مركز إيواء في لوكسيوماوي». وقال المسؤول في هيئة حماية اللاجئين بالتنسيق مع الأمم المتحدة فيصل رحمن إن السلطات المحلية «قررت نقلهم إلى مكان خصصته الحكومة الوطنية».

 الآلاف يخاطرون بحياتهم في رحلات بحرية طويلة
الثلاثاء، نقلت مجموعة أخرى تضم 256 لاجئًا وصلوا قبل بضعة أيام وقام سكان منطقة بيروين بصدهم إلى مركز إيواء موقت في مدينة لوكسيوماوي. وجرى نقل 36 لاجئًا آخر  وصلوا الأحد إلى مركز الإيواء نفسه. ولكن هذا المركز «لم يعد صالحا للاستخدام» ولن يكون قادرا على استيعاب أكثر من 500 شخص، بحسب مسؤول الهجرة المحلي.

ويتعرض الروهينغا ومعظمهم من المسلمين لاضطهاد شديد في بورما، ويخاطر الآلاف بحياتهم كل عام في رحلات بحرية طويلة ومكلفة، غالبًا في قوارب متهالكة، في محاولة للوصول إلى ماليزيا أو إندونيسيا. وكما حدث الأسبوع الماضي عندما صد سكان في أتشيه عددًا من القوارب، هدد عدد من السكان بإعادة هؤلاء اللاجئين إلى البحر.

واعتبر رحمن أن «الوضع الميداني حاليا ليس جيدًا. فيروس الرفض تفشى لدى كل الناس». ويتعاطف سكان آتشيه الذين يذكرون النزاع الدامي الذي استمر لعقود مع محنة إخوانهم المسلمين. لكن البعض يقولون إن صبرهم نفد وإن الروهينغا يستهلكون الموارد الشحيحة وأحيانا يتواجهون مع السكان المحليين.

منطقة أشرطة صفراء 
والأربعاء، بعد ليلة من الأرق و15 يومًا أمضوها في البحر، كان اللاجئون منهكين ومجتمعين ضمن منطقة محددة في الشاطئ بأشرطة صفراء لا يمكنهم الخروج منها. ووسط بكاء الأطفال وصراخهم، أغمي على بعضهم بسبب الإرهاق.

تضم بنغلادش نحو مليون من أفراد هذه الأقلية المسلمة غير الحاملين لأي جنسية، بينهم نحو 750 ألفا نزحوا من بورما في العام 2017. وحاول أكثر من ألفي شخص من الروهينغا العبور إلى إندونيسيا أو ماليزيا في العام 2022، وتوفي أو فقد 200 منهم، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ولم توقع إندونيسيا اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وتقول إنها ليست ملزمة استقبال لاجئين من بورما، مشيرة الى أن الدول المجاورة أوصدت أبوابها أمامهم. لكن منظمات حقوقية تعتبر أن على جاكرتا فعل المزيد للمساعدة بموجب الاتفاقات الدولية الأخرى.