أعلنت الحكومة الباكستانية أنها ستبدأ من الغد الأربعاء توقيف الأفغان غير المسجّلين رسميا، ونقلهم إلى مراكز احتجاز جديدة، ثم ستعيدهم قسرا إلى أفغانستان، بعدما أعلنت مطلع أكتوبر مهلة شهرا لـ1.7 مليون أفغاني، للمغادرة طوعا أو التعرض إلى التوقيف والترحيل.
واضطر أكثر من 10 آلاف مهاجر أفغاني للتسارع إلى الحدود، الثلاثاء، في اليوم الأخير للمهلة المحددة، حسب وكالة «فرانس برس».
واعتبرت حكومة طالبان في كابل أن هذه السياسة ترقى إلى المضايقات. وقال المسؤول الحكومي عند حدود تورخام، إرشاد محمد، لـ«فرانس برس»: «ينتظر آلاف اللاجئين الأفغان دورهم للصعود إلى مركبات وشاحنات، والعدد يتزايد»، متابعا: «أكثر من 10 آلاف لاجئ تجمّعوا منذ الصباح».
وغادر أكثر من 100 ألف مهاجر أفغاني باكستان منذ مطلع أكتوبر، بعد إعلان الحكومة الباكستانية مهلة شهرا لـ1.7 مليون أفغاني تقول إنهم يقيمون بشكل غير قانوني في باكستان.
وقال ذوالفقار خان، وهو نجل لاجئين وولد في مخيم مساعدات مكتظ في بيشاور، لـ«فرانس برس» الأسبوع الماضي: «قررت المغادرة، لتجنب التعرض لإهانات من قِبل السلطات الباكستانية».
واتخذ أكثر من 80% منهم معبر تورخام في ولاية خيبر باختونخوا وجهة لهم، حيث تقطن غالبية المهاجرين الأفغان.
مناشدات لمنح مهلة أطول
وأفادت الشرطة في الولاية بأنها لم تبدأ عمليات التوقيف بعد، بينما تغادر العائلات طوعا. لكن لاجئين أفغان في كراتشي وإسلام أباد تحدثوا عن تعرضهم لتوقيفات ومضايقات وابتزاز.
وأشار محامون وناشطون إلى أن حجم الحملة الأمنية غير مسبوق، مناشدين منح الأفغان المزيد من الوقت، ليتمكنوا من المغادرة بكرامة، علما بأن بعضهم يقيم في البلاد منذ عقود.
بينما قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الثلاثاء: «الحكومة الباكستانية تستخدم التهديدات والانتهاكات والاعتقال في إجبار طالبي اللجوء الأفغان الذين يفتقرون لوضع قانوني على العودة إلى أفغانستان أو مواجهة الترحيل»، مضيفة: «الوضع في أفغانستان ما زال خطرا بالنسبة للكثير ممن فرّوا، بينما سيعرّضهم الترحيل إلى مخاطر أمنية كبيرة تشمل تهديدات لحياتهم».
عبر ملايين الأفغان الحدود على مدى عقود من النزاعات، فباتت باكستان تستضيف إحدى أكبر مجموعات اللاجئين في العالم، الذين يُقدّرون بمئات آلاف بعدما هربوا إلى باكستان منذ تولت حكومة طالبان زمام السلطة في أغسطس 2021.
وذكرت باكستان أن عمليات الترحيل تستهدف حماية سلامة وأمن البلاد، حيث تزداد المشاعر المناهضة للأفغان في ظل تردي الوضع الاقتصادي، وتصاعد الهجمات عبر الحدود.
تعليقات