أبرمت السلطات العراقية اتفاقًا مع مؤسسة التمويل التابعة لمجموعة البنك الدولي، لإعادة تأهيل مطار بغداد الدولي وتطوير منشآته المتهالكة، التي لم تشهد أية محاولة للتطوير منذ بنائه قبل أربعين عامًا.

وحسبما أفاد بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «واع» وُقِّع الاتفاق برعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتضمن «تقديم المؤسسة الدولية محفظة استثمار متكاملة تشمل الكيفية التي يجري فيها توسيع المطار الدولي وتمويله وتشغيله وصيانته».

ويهدف الاتفاق إلى «رفع كفاءة مطار بغداد ومرافقه وعوامل السلامة فيه، بهدف الارتقاء بخدماته، عبر إحدى الشركات العالمية المتخصصة لتتوافق مع المعايير الدولية للمطارات في العالم»، وفقا للبيان.

ولم يشهد مطار بغداد أي مشاريع لإعادة تأهيل مرافقه التي بنيت قبل أربعين عامًا، على الرغم من الأهمية الكبيرة للمطار الذي يعد أكبر محطة استقبال في البلاد.

ويهدف المطار لتيسير حركة الملاحة الجوية المتردية منذ التسعينيات؛ إذ توقف مطار بغداد عن العمل خلال تسعينيات القرن الماضي، جراء الحصار الذي فُرِض على العراق إثر اجتياح نظام صدام حسين للكويت، ومنذاك، يعتمد العراقيون على الطريق البري وصولًا للأردن التي كانت المحطة الرئيسية للسفر جوًا لباقي دول العالم.

ويتألف مطار بغداد من ثلاث محطات، تكتظ بسرعة في حال تدفق المسافرين خصوصًا خلال المراسم الدينية الشيعية.

ولا تزال قوات تابعة للتحالف الدولي تتواجد في بعض منشآت المطار الذي يتعرض لهجمات بين حين وآخر، ففي يناير 2022، أصيبت طائرتان مدنيتان كانتا خاليتين في أحد مواقف المطار بأضرار مادية، كما دفع حريقان محدودان، نهاية العام 2022، السلطات الى إقالة ثلاثة من كبار مسؤولي المطار.

خصَّصت الحكومة العراقية، في أبريل الماضي، مبلغ 500 ألف دولار لهيئة الطيران المدني لإبرام عقد مع مؤسسة التمويل الدولية، التي تركز على القطاع الخاص في البلدان النامية.

ووفقًا للاتفاقية ستقدم المؤسسة الدولية، كذلك «استشارات لمسار تنمية دور القطاع الخاص، وتعزيز دخوله في ساحة الخدمات العامة بالشراكة مع القطاع العام»، وفقًا للبيان.

ولفت البيان إلى التجربة الطويلة للمؤسسة الدولية في «مجال تأهيل المطارات، حيث أشرفت سابقًا على تطوير وتوسعة أهم المطارات في المملكة العربية السعودية وتركيا، فضلًا عن مطار الملكة علياء الدولي».

ويعاني العراق، رغم ثرواته النفطية الهائلة، من تدهور في البنى التحتية وسوء الخدمات العامة بعدما شهد صراعات استمرت عقودًا ويواجه سوء إدارة وفسادًا مستشريًا.