عشر دقائق قبل نهاية المباراة، ونيجيريا وكوت ديفوار في صراع محموم لنيل الكأس الأفريقية وحسابات الأشواط الإضافية بدأت تسيطر على عقول لاعبي المنتخبين المرهقين.. كثيرون فقدوا التركيز، لكن المهاجم الإيفواري سيباستيان هالر كان ينتظر فرصته لاقتناص المجد، وهو حققه بالفعل.

بلمسة بارعة من قدمه اليمنى، منح هالار منتخب بلاده الهدف الثاني والحاسم، لتحصل كوت ديفوار على كأس الأميرة الأفريقية للمرة الثالثة في تاريخها، ويسطر المهاجم المثابر تاريخا جديدا لا يقل إثارة عن قصص حياته المليئة بالكفاح ضد المرض اللعين.

مواجهة السرطان
خارج الملعب الأخضر، واجه نجم نادي بروسيا دورتموند منافسا أكثر شراسة، لا يلتزم بصافرة الحكم، ولا تخيفه أي كروت.. فسباستيان هالار صاحب التسعة وعشرين عاما خاض رحلة علاج استمرت عاما بعدما أصيب بالسرطان في يوليو من العام 2022.

بدأت رحلة الكفاح منذ أن علم هالار إصابته بالمرض عند إجراء تحاليل روتينة خلال معسكر فريقه الألماني، ليخضع على الفور لعملية جراحية لاستئصال الورم، ثم ظل لعام كامل يتلقى العلاج الكيماوي.

قاوم الفيل الإفواري المرض بضراوة، كما أكد الأطباء المعالجون له، وتشبث بأمل أن يتعافى سريعا ليعود إلى الملاعب، وأقوى حتى من قبل إصابته، وظل متمسكا بالأمل.. غالبته دموعه عندما دُعي لأجل تكريمه عن مسيرته في ناديه السابق أياكس أمستردام الهولندي في سبتمبر العام 2023، حين قال وسط تصفيق الجماهير «الأمور تسير بخير، أنا هنا حتى أكون ملهمًا للآخرين».

إلهام الأفارقة
وبالفعل عاد هالار إلى فريقه بروسيا دورتموند في يناير الماضي، قبل أن يلتحق بمنتخب بلاده، ويقدم أداء كبيرا، بلغ أوجه في المباراة النهائية بتدخلات قوية على أمل اقتناص هدف الفوز وهو ما نجح خلاله في النهاية، وسط احتلافات الملايين من أبناء بلده.

وعلق هالار بعد المباراة بأن ما حدث كان استثنائيًا، وقال باكيًا: «واجهت صعوبات ومعاناة بسبب السرطان، ولكن بالعزيمة والصبر أصبحت الأمور بخير، وفي النهاية تلقيت أهم مكافأة».