وجدت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة «سيل»، الأربعاء، أن بعض الأورام تطلق بروتينا شبيها بالفيروس يمكنه تحفيز نظام المناعة الخارج عن السيطرة لتدمير خلايا الدماغ.
ويعد التصاعد السريع لأعراض السرطان بما في ذلك فقدان الذاكرة، حيث يبدأ الجهاز المناعي للمريض في حالات نادرة من السرطان، بمهاجمة الدماغ، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة بسرعة، إضافة إلى التغيرات السلوكية وفقدان التنسيق وحتى النوبات، جزءا من حالة تسمى «متلازمة الأباعد الورمية العصبية المضادة لـMa2»، وفقا لـ«إندبندنت».
ويقول الباحثون إن هذا المرض العصبي النادر قد يحدث لدى واحد من كل 10 آلاف مريض مصاب بالسرطان.
- «الصحة العالمية» : 77% زيادة متوقعة في إصابات السرطان بحلول 2050
- باحثون يؤكدون ضرورة تغيير الطريقة المعتمدة في تصنيف السرطانات
- فقدان الذاكرة ليس المؤشر الوحيد للزهايمر
وفي حين أن أعراضه الدقيقة قد تختلف بين الأفراد، إلا أنها جميعا تنطوي على ردود فعل مناعية سريعة ضد الجهاز العصبي والتي يمكن أن تكون منهكة بسرعة.
وتقول الدراسة إن معظم المرضى قد يعانون من هذه الأعراض العصبية حتى قبل أن يعرفوا أنهم مصابون بالسرطان. مشيرة إلى أن الأعراض ناجمة عن استهداف الجهاز المناعي فجأة لبروتينات معينة في الدماغ، بما في ذلك بروتين يسمى(PNMA2).
وعندما فحص الباحثون بنية البروتين باستخدام الفحص المجهري المتقدم، وجدوا أن العديد من بروتينات (PNMA2) يمكن أن تنظم نفسها تلقائيا في مجمعات ذات 12 جانبا تشبه الأغلفة الخارجية لبعض الفيروسات.
البروتين مشتبه به في نظر الجهاز المناعي
ووجد الفريق أنه نظرا لأن الوظيفة الرئيسية للجهاز المناعي هي مهاجمة الفيروسات، فإن البنية الشبيهة بالفيروسات في هذا البروتين تجعله عرضة للاستهداف.
وفي تجارب الفئران، وجد الباحثون أن الجهاز المناعي يهاجم البروتين فقط عندما يجري تجميعه في هذه البنية الشبيهة بالفيروس.
وأشار الباحثون أيضا إلى أنه في حالات نادرة، تبدأ الخلايا السرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في إنتاج البروتين (PNMA2)، والذي يجري تصنيعه عادة في الدماغ فقط.
وفي هذه الحالات، يقوم الجهاز المناعي للجسم بتكوين أجسام مضادة توجه الخلايا لمهاجمة هذا البروتين.
وبمجرد تنشيط الجهاز المناعي لاستهداف هذا البروتين، فإنه يستهدف أيضا أجزاء من الدماغ التي تنتجه بشكل طبيعي، مثل مناطق الدماغ المشاركة في الذاكرة والتعلم والحركة.
النتائج قد تفيد في الوقاية
وفي مزيد من الأبحاث، يأمل العلماء في فهم أي جانب من جوانب الاستجابة المناعية لدى هؤلاء المرضى يسبب التدهور المعرفي، الأجسام المضادة نفسها، أو الخلايا المناعية التي تشق طريقها إلى الدماغ، أو مزيج من الاثنين.
ويقول الباحثون إن هذه النتائج قد تؤدي إلى طرق لمنع الأجسام المضادة من الوصول إلى الدماغ لدى مرضى السرطان الذين يعانون من أعراض عصبية.
تعليقات