تدرس هيئة الرقابة السويسرية على الأسواق المالية «فينما» سبل محاسبة مسؤولي بنك «كريدي سويس» في أعقاب الأزمة التي عصفت به، وفق ما أعلنت رئيسة الهيئة في تصريحات إعلامية.
وقالت مارلين أمستاد في مقابلة نشرتها جريدة «إن زد أم تسونتاغ» الأحد «لسنا سلطة جنائية، لكننا نستطلع الاحتمالات». وأدى التدخل السريع من بنك «يو بي إس» لإنقاذ منافسه «كريدي سويس» بضغط من الحكومة والسلطات التنظيمية إلى جدل في سويسرا، بحسب «فرانس برس».
ويخشى العديد من المراقبين أن يكون حجم «يو بي إس» قد صار أكبر من قدراته، فيما قالت أمستاد إنه يجب أن يرفع رأس المال والسيولة تدريجيًا.
وسائل التواصل الاجتماعي تساهمفي إغراق البنك
جاءت عملية الاستحواذ في أعقاب اضطرابات شهدتها مصارف في الولايات المتحدة ودفعت المستثمرين إلى بيع أسهمهم في المؤسسات التي تعتبر ضعيفة مثل «كريدي سويس» الذي عانى فضائح مدى العامين الماضيين.
كما اتهم رئيس مجلس إدارة بنك «كريدي سويس» أكسل ليمان وسائل التواصل الاجتماعي بالمساهمة في إغراق البنك. لكن وفق أمستاد التي عملت سابقا في كريدي سويس، «من الواضح أن الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي ليس سبب مشاكل كريدي سويس».
- انهيار أسهم المصارف الأوروبية الكبرى رغم صفقة «كريدي سويس»
- «يو بي إس» يتراجع 8.77% بعد الاستحواذ على «كريدي سويس»
وأضافت أن مشاكل المصرف «طويلة الأمد، ونتجت من العديد من الفضائح والأخطاء الإدارية في السنوات الأخيرة. كان البنك بالفعل في خضم أزمة سمعة وثقة». وإذ أشارت إلى أن مشاكل كريدي سويس لم تقتصر على قطاع أعمال واحد، أكدت أن لدى البنك عددًا كبيرًا جدًا من الموظفين الذين أدوا عملهم بشكل سليم.
«ضعف في تحمل المسؤولية»
وتابعت رئيسة هيئة الرقابة السويسرية على الأسواق المالية «في النهاية، فشل بسبب الفضائح العديدة والقرارات السيئة التي اتخذتها الإدارة. تشبثت إدارة البنك باستراتيجية تحمل مخاطر عالية لفترة طويلة، لكنها لم تكن قادرة على إدارة هذه المخاطر بالشكل المناسب. استمرت هذه المشكلة لعدة سنوات».
وأردفت «لن أعطي اسما، لكن العديد من الأخطاء ارتكبت مدى عدة سنوات. كان لدى كريدي سويس مشكلة ثقافة انعكست ضعفا في تحمل المسؤولية». واتهم بعض المراقبين الدولة وهيئة الرقابة بالتأخر في التحرك، فيما دعت عدة أحزاب إلى إجراء تحقيق برلماني لإلقاء الضوء على دور «فينما» في الأزمة.
لكن مارلين أمستاد قللت من أهمية هذه الانتقادات، مشيرة خصوصا إلى أن تدخلات «فينما» مع المصارف لا يجري الإعلان عنها دائما. وأكدت أن «ضعف الثقافة المؤسسية وأخطاء الإدارة الاستراتيجية في التقدير لا يمكن القضاء عليها كليًا من خلال القواعد التنظيمية الصارمة».
تعليقات