Atwasat

صدى «الدمى الفارسية» يتردد في باريس

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 09 أكتوبر 2022, 04:11 مساء
WTV_Frequency

بعد أربع سنوات من إطلاقها، حققت مسرحية «الدمى الفارسية»، التي استوحتها عائدة أصغر زاده من قصة والديها المنفيين في فرنسا بسبب الثورة الإيرانية، صدى خاصًا.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني منتصف سبتمبر، في أثناء اعتقالها لدى الشرطة الإيرانية بتهمة مخالفة قواعد اللباس الصارمة في البلاد، لم تعد المخرجة والمؤلفة الفرنسية الإيرانية (35 عاما)، تنظر بالطريقة نفسها إلى مسرحيتها التي حققت نجاحا في مهرجان «أوف أفينيون» الفرنسي خلال الصيف الفائت، وتُعرض حاليا على خشبة «تياتر دي بيلييه باريزيان» في العاصمة الفرنسية.

تحمل مسرحية «الدمى الفارسية» توقيع المخرج ريجيس فاليه، وهي مستوحاة من قصة والدي عائدة أصغر زاده اللذين كانا ملتزمين سياسيا ضد الشاه محمد رضا بهلوي، قبل الفرار من البلاد عقب الثورة الإسلامية، وفق «فرانس برس».

- وفاة الكاتب الإيراني رضا براهني

وتشكل المسرحية قصة فشل، لكنها أيضا تكريم لوالدي أصغر زاده. وتقول الكاتبة المولودة في فرنسا لوكالة فرانس برس «أكبر مصدر أسف لهما هو أنهما أرادا شيئا ولم ينجحا في الحصول عليه، أو حصلا على ما هو أسوأ. لقد عاشا شكلا من أشكال العار لفترة طويلة».

وتضيف «عندما كنت صغيرة، أتذكر أنني لم أفهم سبب استمرار والدي في قول فشلنا؛ لم يشرحا لي ذلك».

تنفيس وجداني
في المسرحية، تتخيل أصغر زاده قصة مختلفة قليلاً، عن اثنين من الأزواج الجامعيين يتوقان إلى تغيير النظام في السبعينيات. وينتهي الأمر بزوجين من هؤلاء إلى الانفصال بصورة قسرية، مع زج الرجل في السجن لسنوات، وهروب زوجته إلى فرنسا مع ابنتها وابنة صديقة تربيها على أنها ابنتها. تتوالى المشاهد الواحد تلو الآخر مع ذكريات من الماضي بين إيران في ذلك الوقت وفرنسا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وتقول المؤلفة التي يزخر سجلها بأعمال كثيرة بينها «La Main de Leïla» التي شاركت في كتابتها ورُشحت لجوائز موليير، أبرز المكافآت المسرحية في فرنسا، «عندما قرأ والداي النص لأول مرة، شعرا بأنه بعيد منهما، شكّل ذلك صدمة لهما في مكان ما وكانا بحاجة إلى تلقفه».

وتضيف «ثم عندما شاهدا العمل لأول مرة على خشبة المسرح، تأثرا بشدة.. لم أر والدي يوما من قبل يبكي بهذه الطريقة، لقد غاصا مجددا في الذكريات».

 مطلوب للسلطات
في إيران، كان والدها مطلوبا للسلطات، وكان يغير مكان سكنه باستمرار. ونجح مع والدتها في الفرار بصعوبة عبر محافظة كردستان الإيرانية بفضل مهرّب. وتقول «لقد ترددا في اصطحاب أختي، التي كانت تبلغ آنذاك أربع سنوات، وكانا مقتنعين بأنهما سيعودان بعد بضعة أسابيع»، حسب «فرانس برس».

وتوضح أصغر زاده «عندما شاهدت والدتي المسرحية مجددا، أخبرتني أنها شعرت كما لو أن العمل قد نظف العار، بما يشبه التنفيس الوجداني».

تؤدي عائدة أصغر زاده نفسها شخصيتين، إحداهما قريبة من شخصية والدتها، وهي مدرسة ظهرت في البداية مكشوفة الذراعين، قبل أن تضع الحجاب.

وتقول أصغر زاده «يفاجأ الجمهور على الفور بهذا الاختلاف الذي يلخص ما يحصل اليوم: تتظاهر النساء من أجل حرية اختيار ارتداء الحجاب أو عدمه من دون أي فرض».

وتبدي تأثرها وافتخارها بهذه الفئة السكانية التي «تجازف بحياتها كل يوم»، وتؤكد، رغم «الخوف من فشل جديد»، أن لديها أملا لأن «هذه الثورة تأخذ أبعادا أكبر من تلك التي سبقتها». وتقول إنها كانت على علاقة «مضطربة» مع إيران خلال طفولتها.

أردت أن أكون فرنسية
وتوضح «عندما كنت في المدرسة، أردت أن أكون فرنسية، رغم أني كنت أتحدث الفارسية  في ما بعد، عندما أدركت ما حدث لوالدي، شعرت بالخجل من الشعور بالخجل».

وتختم قائلة «بهذه المسرحية أشعر بأني إيرانية أكثر من أي وقت مضى، كما لو أني أخت هاتيك النساء» المتظاهرات.  

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الثقافة الفلسطينية» تنفذ مشروع «المرسم المفتوح» في غزة
«الثقافة الفلسطينية» تنفذ مشروع «المرسم المفتوح» في غزة
فعالياته مستمرة غدا.. معرض ثقافي ليبي ـ باكستاني للمنتجات التقليدية والفنون اليدوية
فعالياته مستمرة غدا.. معرض ثقافي ليبي ـ باكستاني للمنتجات ...
ملاك الغويل: تعالج الأمراض النفسية بالفن وتحوّل المشاعر إلى سجّاد
ملاك الغويل: تعالج الأمراض النفسية بالفن وتحوّل المشاعر إلى سجّاد
موسم مزادات الربيع في نيويورك ينطلق الإثنين وسط «تفاؤل» نسبي
موسم مزادات الربيع في نيويورك ينطلق الإثنين وسط «تفاؤل» نسبي
المخرج محمد رسولوف يغادر إيران بعد أيام من صدور حكم بالسجن بحقه
المخرج محمد رسولوف يغادر إيران بعد أيام من صدور حكم بالسجن بحقه
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم