«الطيوب» تحتضن حفل توقيع «هيرودوت»

الدكتور محمد الدويب أثناء إلقاء كلمة استهلالية (بوابة الوسط)

شهدت قاعة بلد الطيوب بوزارة الثقافة والتنمية المعرفية، الثلاثاء، حفل توقيع كتاب «هيرودوت» الصادر عن الوزارة لمؤلفه الدكتور محمد الدويب، أستاذ اللغات القديمة بجامعة طرابلس، والذي تحدث عن خلفيات تأليفه للكتاب والظروف التي صاحبت ذلك.

وأشار إلى أن هذا العمل له عدة مخطوطات، وتحقيقها تم عبر مؤسسات مختلفة في العصر الحديث حتى وصلتنا مطبوعة، أهمها جامعة أكسفورد التي اعتمد على نسختها الأصلية في الترجمة من اليونانية القديمة التي مرت بعدة مراحل، إحداها التي كتب بها هيرودوت وتلحقها مستويات أخرى.

طبعة أدق
وأوضح أن طبعة أكسفورد تعد الأدق إذ حققت عددا كبيرا من المخطوطات وبذا كان الاعتماد عليها في تحقيق هذا العمل.

وذكر الدكتور عبدالعزيز الصويعي المتخصص في الآثار والحضارات القديمة في ورقة احتفائية أن علم التاريخ والجغرافيا بدأ عند الإغريق على صورة هرطقات تميل إلى السفسطة أكثر منها للواقع، ثم بدأت تتحدد وتتحسن ملامحها، وقد تكلم بها هوميروس مشافهة في القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد، وتناولها هيرودوتس بالكتابة والتدوين في القرن الخامس قبل الميلاد، وكلاهما ذكر ليبيا وكذلك أرسطو فيها مقولته الشهيرة «من ليبيا يأتي الجديد».

- الدكتور محمد الدويب: كتاب «هيرودوتس» حصيلة ثلاثة عقود من الترجمة

وأضاف أنه إذا اعتُبرت اللغة كائنا حيا، فإن الترجمة من لغة إلى أخرى قد تضعف تلك الروح وتبدد أنفاسها، فتبتعد عن معانيها الأصلية وتفقد مصداقيتها، إلا أن العلماء المسلمين برعوا في النقل من اللغة الأم مباشرة كالفارسية والإغريقية والهندية بحكم إتقانهم لها، وهو ما فعله الدكتور الدويب حين أتقن اللغات القديمة وتخصص في الإغريقية منها، وقدم مجموعة من التراجم وتحديدا فيما يخص ليبيا وما حولها.

وتوقف الدكتور محمد علي عيسى عند بعض الهفوات الواردة في الكتاب الرابع والمعروف بالسكيثي والليبي، وأكد في المجمل أن هذه العمل أصدق ترجمة وصلتنا حتى الآن، خاصة أنها توضح فقرات الكتب التسعة بكل دقة وبطريقة منظمة وواضحة.

وتولى الدكتور الدويب بعدها الإمضاء على نسخ من كتابه كتذكار منه للجمهور من أصدقاء وزملاء وكتاب وصحفيين.