افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، قناة السويس الجديدة، وسط مشاركة واسعة من وفود محلية وأجنبية، بعدما استقل في وقت سابق من اليوم أحد اليوخوت مستطلعًا القناة الجديدة مرتديًا الزي العسكري.

وقال السيسي في خطاب أذاعه التلفزيون المصري، قبل قليل إن الشعب المصري استطاع أن يصنع التاريخ باقتدار، موجهًا خطابه للمصريين قائلاً: «أقول للمصريين مصر تقدم للإنسانية هدية في خلال عام واحد، من أجل التنمية والبناء والتعمير».

وأشار السيسي خلال كلمته في الاحتفال الرسمي الذي أُقيم في الإسماعيلية شرق البلاد إلى أن «مصر في هذا العام جابهت أخطر فكر إرهابي لو تمكن من الأرض لحرق الأرض».

وأضاف الرئيس المصري أن «المصريين تصدوا للفكر المتطرف من أجل أن يقدموا التعمير والإنسانية والرخاء وليس القتل والإرهاب»، لافتًا إلى أن «الأزهر الشريف وعلماءه تصدوا لتجديد الخطاب الديني حتى يتناغم مع عصره ومحيطه».

وأشار السيسي إلى التحديات التي واجهتها مصر خلال حفر القناة والمتمثلة في تحديات اقتصادية، وأخرى أمنية من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يسميها السيسي بـ«أهل الشر».

وأثناء خطابه عبرت أول سفينة لقناة السويس الجديدة (قافلة الجنوب) بعد قليل من توقيع الرئيس عبدالفتاح السيسي على وثيقة التشغيل الفعلي للقناة التي تأمل مصر أن تسهم في دعم الاقتصاد.

وقال السيسي إن «مصر ستنتصر على الإرهاب»، قائلاً: «لا يمكن أبدًا أن يستطيع أحد أن ينال من مصر طالما أن الشعب المصري كتلة واحدة ويد واحدة»، مشيرًا بيده إلى شيخ الأزهر وقداسة البابا اللذين يجلسان بجوار بعضهما البعض في إشارة إلى الوحدة الوطنية، منوهًا بأن «قناة السويس الجديدة ليس عملاً هندسيًا فقط، لكنّه يبعث برسالة ثقة وعدم الإحباط لدى المصريين».

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد «تنمية منطقة القناة من خلال تنمية منطقة عالمية ومناطق لوجستية وتنمية التجارة بين مصر وجميع دول العالم»، فضلاً عن «إنشاء شبكة قومية للطرق وإنشاء عدد من المدن الجديدة، بالإضافة إلى استصلاح مليون فدان زراعي».

ووفقًا للتلفزيون الحكومي حضر الاحتفال «الضخم» عدد من القادة والمسؤولين العرب والأجانب، على رأسهم العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بجانب مسؤولين محليين.

ودشن السيسي مشروع حفر القناة الجديدة في الخامس من أغسطس العام الماضي، لتكون موازية للممر الملاحي القائم، وذلك من أجل تمكين السفن والناقلات من عبور القناة في اتجاهين في ذات الوقت بما يقلل زمن الرحلة ويسهم في زيادة الإيرادات لمصر.