أبدت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل لمواصلة المباحثات خلال آخر يومين من الهدنة، تحت رعاية الوساطة السعودية الأميركية، لمناقشة إمكانية الوصول إلى تجديد اتفاق وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية.
وبدأت الهدنة بين الفصائل المتحاربة، يوم الإثنين الماضي، لمدة سبعة أيام، لتأمين ممر آمن للمساعدات الإنسانية وقيادة محادثات أوسع نطاقا برعاية الولايات المتحدة والسعودية، وفق وكالة «فرانس برس».
يأتي ذلك فيما اتهم قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، مبعوث الأمم المتحدة الخاص فولكر بيرتيس بتبني أسلوب «منحاز» و«المضلل»، أسهم في اندلاع النزاع المستمر الذي أودى بحياة أكثر من 1800 شخص، وفق موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (إيه سي إل إي دي).
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه «صُدم» برسالة من البرهان طلب فيها «ترشيح بديل» لبيرتيس، واتهمه بارتكاب «تزوير وتضليل»، أثناء قيادته عملية سياسية تحولت إلى حرب مدمرة.
وفي 15 أبريل، اليوم الذي بدأ فيه القتال في الخرطوم، كان من المفترض أن يلتقي البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لإجراء مفاوضات بتسهيل من الأمم المتحدة.
- الأمم المتحدة تجدد ثقتها في مبعوثها لدى السودان بعد طلب البرهان استبداله
وكان الهدف هو التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي يشهدها السودان منذ 2021، عندما استولى البرهان ودقلو معا على السلطة في انقلاب على شركاء الحكم المدنيين.
ومع تفاقم الخلاف بينهما، ناشد المجتمع الدولي الجنرالين المتعنّتين التوصل إلى اتفاق بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وكان فولكر بيرتيس قد عبر مرارا عن «تفاؤله» بالوصول الى اتفاق، وقال إنه «فوجئ» بالحرب التي أسفرت منذ بدئها عن مقتل نحو 1800 شخص ونزوح أكثر من مليون سوداني.
المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره «تضليلا وتدليسا»
لكن البرهان قال، حسب نص الرسالة التي نشرت اليوم في الخرطوم، إن المبعوث الدولي الخاص مارس في تقاريره «تضليلا وتدليسا بزعم الإجماع على الاتفاق الإطاري»، مضيفا أنه «أصر على فرضه (الاتفاق) بوسائل وأساليب غير أمينة رغم ما اعترى هذا الاتفاق من ضعف وثغرات»، فأفضى ذلك إلى «ما حدث من تمرد ومواجهات عسكرية».
واعتبر أن دقلو ما كان أقدم على ما أقدم عليه «لولا تلقيه إشارات ضمان وتشجيعا من أطراف أخرى» بينها المبعوث الدولي.
كما اتهم بيرتس بعدم احترام واجب «الحياد وعدم الانحياز واحترام سيادة الدول»، معتبرا أنه صار «طرفا وليس مسهلا أو وسيطا».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه «صُدم بالرسالة»، مضيفا أنه «فخور بالعمل الذي قام به فولكر بيرتيس، ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص»، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
كما أعربت الخارجية الأمريكية عن «دعمها القوي» لبيرتيس، مشيرة إلى «قلقها» من رسالة البرهان التي دعا فيه إلى استقالة المسؤول الأممي.
ويشهد السودان اليوم الخامس من وقف إطلاق نار لأسبوع جرى الاتفاق عليه بوساطة من الولايات المتحدة والسعودية، لكن طرفي النزاع تبادلا الاتهام مرارا بانتهاكه.
ودعت واشنطن والرياض الطرفين المتحاربين إلى مواصلة النقاش، لتمديد وقف إطلاق النار من أجل تسهيل «إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني»، وفق وكالة «الأنباء السعودية» الرسمية.
تعليقات