Atwasat

حرفيون من «الداليت» في الهند يكافحون التمييز بصنع حقائب اليد

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 30 مارس 2021, 04:00 مساء
WTV_Frequency

تتردد أصوات الجلبة التي يصدرها عمال يثقبون قطعًا جلدية في مشغل صغير في أكبر مدن الصفيح الهندية، تخرج منه حقائب يد فاخرة تحمل توقيع أناس مهمشين يسعون إلى استعادة موقعهم في المجتمع.

وعلامتها التجارية «شامار استوديو» منسوبة إلى عمال الجلود الهندوس من مجتمع الداليت المنبوذ الذي يتذيل التسلسل الهرمي للطائفة الهندوسية. أما اسمهم «شامار» فيعني باللغة السنسكريتية «جلد» وكانت تستخدم كإهانة في الهند، وفق «فرانس برس».

لطالما كانت حياة هؤلاء الأفراد قاسية. وأدى قرار رئيس الوزراء الهندوسي القومي ناريندرا مودي الأخير بإعلان الحرب على استهلاك لحوم البقر، إلى تفاقم أوضاعهم.

كما ازداد خطر الإعدام خارج نطاق القانون من قبل من يسمون بـ«حراس البقر»، وهم متشددون هندوس يقاتلون لحماية هذا الحيوان الذي يعتبرونه مقدسا.

وقال المصمم ومؤسس العلامة التجارية سودير راجبار إن «الظلم اللاحق بأفراد الشامار استمر طويلا». ويعتزم هذا المصمم، وهو ليس من الشامار لكنه فرد من الطبقة الدنيا، أن يقدم لهم بداية جديدة بفضل صناعة حقائب اليد البسيطة المصنوعة من المطاط المعاد تدويره، وهو بديل مستدام للجلد.

كذلك، أراد أيضًا تجاوز نظام الطبقات بإطلاق اسم «شامار» على العلامة التجارية.

اسم غريب جدا
لكن أولا، كان عليه تقييم الأخطار القانونية، إذ حظرت المحكمة الهندية العليا في العام 2008 استخدام كلمة شامار باعتبارها «كلمة مهينة للغاية» والتي تستخدم على نطاق واسع كإهانة في البلاد.

وبعد ذلك، كان من الضروري إقناع الحرفيين الذين يخشون التداعيات والخسائر المادية من خلال طرح منتج راق في السوق مرتبط بالطبقة الدنيا.

وقال راهول غور (35 عاما) وهو من عمال الجلود كان ضحية للتمييز منذ الطفولة في قريته التي تبعد 300 كيلومتر عن بومباي: «وجدت أنه اسم غريب جدًا لعلامة تجارية». وأضاف: «كان بإمكاننا اللعب مع أطفال من الطبقات العليا لكن أهاليهم كانوا يمنعوننا من الذهاب إلى منازلهم أو مشاركة طعامنا. لقد كان ذلك مؤلمًا جدًا».

واستثمر راجبار كل مدخراته مدعومة بقروض مصرفية وبلغ مجموعها مليون روبية (13700 دولار) في عمله الذي أطلقه في العام 2017. ولجأ إلى صانع الأحذية المحلي ساشين ساخار لمساعدته في تدريب الحرفيين.

وقال ساخار لوكالة «فرانس برس»: «أردت تحسين وضع مجتمعي». بدأ العمل على الأرصفة المزدحمة في بومباي عندما كان يبلغ 13 عاما بعدما دهست سيارة والده وهو صانع أحذية أيضا.

وقال ساخار الذي كان يكسب 400 روبية يوميا في ذلك الوقت: «لقد خلق النظام الطبقي مثل هذا التمييز لدرجة أن الناس لا يحترمون مهنا معينة». واليوم، يقود هذا الأب لطفلين فريقا من الحرفيين الشامار والمسلمين الذين يصنعون بفخر كل أنواع الحقائب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
البندقية تبدأ بفرض ضريبة على الزيارات اليومية
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار غزيرة
«نستله» تتلف «على سبيل الاحتراز» زجاجات مياه «بيرييه» بعد أمطار ...
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
سقوط مراوح طاحونة ملهى «مولان روج» الاستعراضي في باريس
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«مطعم حي الرمال» شاورما في القاهرة بمذاق فلسطيني مميز
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
«انبعاثات الوقود الأحفوري» وراء فيضانات الإمارات وعُمان
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم