انطلقت، الأربعاء، في مقاطعة كالابريا جنوب إيطاليا محاكمة أكثر من 350 شخصًا يشتبه بصلتهم بمافيا ندرانغيتا، أكثر المافيات الإيطالية نفوذًا، في أكبر مسار قضائي من نوعه بحق هذه الشبكات منذ عقود.
واُفتتحت الجلسة بعيد الساعة الحادية عشرة قبل الظهر (10.00 ت غ) بتلاوة القاضية تيتسيانا ماكري أسماء محامي الدفاع والمتهمين، وفق «فرانس برس».
وسيجري خلال الجلسات الاستماع إلى أكثر من 350 متهمًا بينهم أعضاء مفترضون في مافيا ندرانغيتا، إضافة إلى قادة سياسيين وعناصر في الشرطة ورجال أعمال، داخل قاعة استُصلحت خصيصًا لاستضافة هذه المحاكمة غير الاعتيادية في منطقة لاميزيا تيرميه في قلب كالابريا. وسيمثل أكثرية هؤلاء عبر الفيديو بسبب قيود جائحة «كوفيد-19».
وسيستمع القضاة إلى 900 شاهد و400 محامٍ في هذه المحاكمة الأكبر من نوعها منذ ثلاثة عقود، في أفقر المناطق الإيطالية، حيث تنشط بقوة مافيا ندرانغيتا التي تتحكم بخطوط التموين بالكوكايين في سائر أنحاء أوروبا.
وقال المدعي العام، نيكولا غراتيري، عشية بدء الجلسات، لوكالة «فرانس برس» إن هذه المحاكمة الموسعة تشكل «دعامة في الجدار المشيد ضد المافيا في إيطاليا».
وأشار، الأربعاء، قبيل انطلاق الجلسة إلى أن هذه المحاكمة «تسعى لإعطاء فكرة دقيقة عن مافيا كالابريا اليوم، إذ لم تعد مجرد مافيا لرعاة مواشٍ ينفذون عمليات خطف بل باتت منظمة إجرامية».
وفي كالابريا، تسللت المافيا إلى كل دوائر الحياة العامة والبلديات والمستشفيات والمدافن وحتى المحاكم، وفق الخبراء.
وتشير تقديرات السلطات إلى أن مافيا ندرانغيتا تضم في عدادها 150 عائلة وما لا يقل عن ستة آلاف عنصر وشريك في كالابريا، إضافة إلى آلاف العناصر في العالم، خصوصًا في أميركا الجنوبية ونيويورك، مع إيرادات سنوية تبلغ 50 مليار يورو وفق المدعي العام غراتيري.
تعليقات