Atwasat

علي الزعتري لـ«الوسط»: حكومة الوفاق هي الحل.. والخلافات يمكن تصفيتها لاحقًا (حوار)

حوار: محمد نعيم السبت 27 فبراير 2016, 10:37 صباحا
WTV_Frequency

بلغة الدبلوماسي المحنك تعاطى الأردني علي الزعتري نائب ممثل الأمم المتحدة في ليبيا مع جميع الإشكاليات ذات الصلة بالواقع الليبي، وفي حديث لا يخلو من الصراحة اختص به صحيفة «الوسط»، تطرق إلى حكومة الوفاق، والجهود المبذولة لجمع الليبيين حول كلمة واحدة، فضلاً عن تصوره للمستقبل المنظور، إذا لم يساعد الليبيون أنفسهم على حد قوله؛ كما ألقى نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا الضوء على تبعات التدخل العسكري في البلاد، وجهود الأمم المتحدة، الرامية إلى تفادي تعرض المدنيين لكوارث إنسانية جراء عمليات القصف؛ بالإضافة إلى حديث عن التركيبة الاجتماعية داخل المجتمع الليبي، وانعكاساتها على المشهد السياسي.

العالم يدرك أن ليبيا ثريَّة وأن دعمها من الداخل وليس من الخارج

منسق الشؤون الإنسانية للبعثة الأممية في ليبيا، أوضح أن عمله من تونس أو القاهرة خلال زيارته الأخيرة لها، يهدف إلى التواصل مع جميع الأطراف المعنية بالملف الليبي، للخروج من الأزمة التي باتت تفرض نفسها على أرض الواقع، وفي معرض حديثه عن عمليات التواصل الإعلامي مع الليبيين، أوصى الزعتري بضرورة توسيع نطاق توزيع صحيفة «الوسط»، مشيرًا إلى أنها لا تصل تونس، التي يوجد فيها بشكل شبه مستمر.

وإلى نص الحوار:
برأيك كممثل عن الأمم المتحدة في ليبيا، وفي ظل محاولات ترتيب الأوراق السياسية في هذا البلد، ما تصورك لملامح الفترة المقبلة؟
ليس ثمة شك في أن الإشكاليات السياسية التي تفرض نفسها على ليبيا، تنعكس بشكل مباشر على الوضع الإنساني، فالليبيون يعانون فرقة الأطياف السياسية، وحكومة الوفاق التي نتطلع لمصادقة البرلمان عليها، تفتقر إلى إجماع الداخل الليبي، فما زالت هناك حكومة الثني، وما زال هناك الكثير من القوى السياسية التي تتحكم في جزء كبير من الدولة، حتى إن فايز السراج ربما يواجه معضلة كبيرة، إذا ما قرر إدارة حكومته بعد المصادقة عليها من العاصمة طرابلس، نظرًا لسيطرة الميليشيات على المدينة، واعتراض قادتها على الحكومة المزمعة.أمام ذلك لابد من الاعتراف بأن المشهد الليبي مقبل على مرحلة عصيبة للغاية، إذا لم تتخل القوى السياسية متباينة الأهداف عن تطلعاتها، فلا شك أنه من الضروري تغليب المصالح العامة على الخاصة، إذا كانت هناك رغبة أساسية لعودة الدولة الليبية.

هل لوجودكم الحالي في القاهرة علاقة بمحاولات ترتيب البيت الليبي؟
ننسق مع جميع الأطراف المعنية والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة جامعة الدول العربية، لتفادي المخاطر التي تترتب على حالة الاضطراب التي تمر بها ليبيا، فالأمم المتحدة تسعى بكل قواها لتحييد بؤر النزاع ليس في ليبيا فقط، وإنما في مختلف دول العالم، لكن الوضع في هذا البلد يحتاج جهدًا أكبر، نظرًا للتركيبة الاجتماعية والقبلية، التي تتحكم في مفاصل التطورات السياسية.

ليبيا مقبلة على كارثة إذا لم يتنازل الساسة عن مصالحهم الخاصة

ما الدور الذي تقومون به في الوقت الراهن للسيطرة على الأزمة الإنسانية في ليبيا؟
نبذل كل جهد ممكن لتفادي أزمات إنسانية كارثية، فهذا البلد يواجه نقصًا حادًا في الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة، وقريبًا سيكون هناك نحو مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة، فبحلول نهاية مارس قد تنفد الأدوية الضرورية للحياة في ليبيا، وإذا لم تصل أدوية وإمدادات طبية فإن هذا سيمثل مشكلة حقيقية للبلاد.

أمام هذا المشهد القاتم كيف تعملون لاحتواء الأزمة؟
نتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لاحتواء الوضع الإنساني، لكن لا أخفيك سرًا أن الدوائر الدولية لا تقتنع بأن ليبيا بلد فقير يحتاج مساعدة، فالثروات الليبية تكفي لإعمار دول، ومعالجة أزمات إنسانية كبيرة، لكن الليبيين في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضي للإجماع، وإعادة رص الصفوف لإنقاذ وطنهم من مصير ربما يكون خطيرًا في المستقبل المنظور.برأيك ما آليات الإجماع التي تطالب بها الليبيين حاليًّا؟
ينبغي أن تلتف جميع الأطراف حول حكومة الوفاق، فلا إجماع بنسبة 100 في المئة حول أية حكومة في العالم، لكن ليبيا في حاجة إلى من يمثلها إقليميًا ودوليًا، وفي حاجة لاستخراج وتصدير ثرواتها النفطية بشكل يفوق حالة الركود التي خيّمت عليها منذ فترة ليست بالقليلة، وتوازيًا مع سير العملية السياسية، وإعادة صياغة أركان الدولة، يمكن بشكل أو بآخر تصفية الخلافات بين الحكومة وخصوم الداخل.

نحاول تجنيب المدنيين خسائر مجابهة «داعش» والتنظيمات الإرهابية

من خلال اتصالاتكم بالمجتمع الدولي، ما تقييمكم لتعامله مع الملف الليبي؟
القلق لا يفارق المجتمع الدولي لاسيما أوروبا، خاصة أن ما يجري في ليبيا ينطوي على خطورة، باتت تعانيها القارة العجوز، فالعناصر الإرهابية وفي طليعتها «داعش»، تحتل في ليبيا موقعًا استراتيجيًا هو الأقرب لأوروبا، ولذلك تحرص الدول الأوروبية على احتلال الصفوف الأولى في التصدي للخطر المقبل من ليبيا.

أما فيما يخص الداخل الليبي، فالمجتمع الدولي يتطلع إلى أن يخدم الليبيون أنفسهم، ولا ينتظرون مساعدة من الآخرين، فمن غير اللائق أن تستغرق عملية تشكيل حكومة الوفاق هذا الوقت الطويل، خاصة أن الجميع يعلم أنها البوابة الوحيدة للخروج من عنق الزجاجة، وتفادي انهيار الدولة الليبية، التي أضحت تحتاج مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 166 مليون دولار لنحو 2.4 مليون ليبي متضرر.

هل ترى التدخل الأجنبي حلاً لدحر التنظيمات الإرهابية خاصة «داعش» في ليبيا؟
في الحقيقة ليست لديّ إجابة عن هذا السؤال، لكن يمكنني القول بأن الأمم المتحدة تعمل في الوقت الراهن ومنذ فترة طويلة على تجنيب الشعب الليبي المخاطر الإنسانية المترتبة على عمليات قصف معاقل التنظيمات الإرهابية؛ وعلى تلك الخلفية خاطب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي، لتفادي تعرض المدنيين لخطر عمليات القصف.إذا كان ذلك كذلك فلماذا إذن طالت عمليات القصف الأميركي الأخيرة المدنيين في صبراتة؟
تبسم ضاحكًا وقال: لست مسؤولاً عسكريًا لأجيبك عن هذا السؤال، لكننا ننسق مع جميع الجهات الداخلية والخارجية الضالعة في الأزمة الليبية، لتحجيم الخسائر الإنسانية المترتبة على مجابهة التنظيمات الإرهابية، وإذا أردت مثالاً فنحن ننسق في نشاطنا الداخلي مع جمعية الهلال الأحمر الليبي، ومنظمات غير حكومية، ووزارات تقنية، وبعض البلديات وأطراف أخرى. فالوصول ليس صعبًا، بل الصعب هو الحصول على الموارد المالية اللازمة، وأمام ذلك نسعى لدى جميع الأطراف الدولية لجمع تلك الموارد واستخدامها ميدانيًا في ليبيا.

الملف الليبي في طليعة أولويات المجتمع الدولي خاصة أوروبا

وكيف تحصلون على المعلومات الخاصة بالأزمة الإنسانية في ليبيا، وهل هناك من يؤمِّن عناصر الأمم المتحدة في البلاد؟
من خلال التنسيق مع جمعية الهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الليبية، نحصل على كثير من المعلومات اللازمة لتقييم الأوضاع الإنسانية في ليبيا؛ صحيح أن عناصر تلك المنظمات تواجه صعوبات بالغة في أداء مهامها، لكنها تقوم بواجبها الإنساني، وتصل إلى نتائج ممتازة، تساعدنا في التعامل مع القضية من جميع جوانبها، وإعادة تصدير هذه البيانات في مختلف أرجاء العالم، لتتضح الصورة ويضع الجميع يده على حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في هذا البلد.

للاطلاع على العدد 14 من صحيفة «الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

علي الزعتري لـ«الوسط»: حكومة الوفاق هي الحل.. والخلافات يمكن تصفيتها لاحقًا (حوار)
علي الزعتري لـ«الوسط»: حكومة الوفاق هي الحل.. والخلافات يمكن تصفيتها لاحقًا (حوار)
علي الزعتري لـ«الوسط»: حكومة الوفاق هي الحل.. والخلافات يمكن تصفيتها لاحقًا (حوار)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى سرت
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى سرت
شركة الكهرباء: بدء استبدال الخلايا المتهالكة في محطة الخثنة بسوق الخميس
شركة الكهرباء: بدء استبدال الخلايا المتهالكة في محطة الخثنة بسوق ...
ضبط تاجر مخدرات في بنغازي بحوزته كمية كبيرة من «الحشيش»
ضبط تاجر مخدرات في بنغازي بحوزته كمية كبيرة من «الحشيش»
تطورات تسوية الوضع الليبي على طاولة دول «بريكس»
تطورات تسوية الوضع الليبي على طاولة دول «بريكس»
الجزائر تكشف عن قمة ثلاثية في طرابلس.. وتأسف لخوض «كل الدول» في الملف الليبي
الجزائر تكشف عن قمة ثلاثية في طرابلس.. وتأسف لخوض «كل الدول» في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم