قال مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، إنه «يرفض» نعت «الثوار» بـ«الميليشيات الإرهابية»، مشددًا على أن هذا لن يسهم في إيجاد حل للأزمة في البلاد.

جاء ذلك خلال لقاء ليون وفدًا من مدينة الزاوية ضم «أعضاءً من مجلس النواب وممثلين عن البلدية وعن الثوار»، للتشاور بشأن الخطوات القادمة للحوار السياسي، وفقًا لما ذكره بيان للبعثة اليوم الخميس.

وأعرب المبعوث الأممي خلال اللقاء، الذي لم يحدد البيان توقيته ومكان انعقاده، عن تقديره للدور الذي «لعبه الثوار خلال ثورة فبراير»، وقال إنه «يرفض نعتهم بالميليشيات الإرهابية؛ حيث إن هذا لن يسهم في إيجاد حل للأزمة الليبية».

وأكد ليون خلال الاجتماع على أن التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق السياسي الذي جرى مؤخرًا «يعد خطوة كبيرة نحو التسوية السلمية للأزمة»، وأن الأمم المتحدة تشجع جميع الأطراف المشاركة في الحوار على أن تصبح «طرفًا كاملاً في الاتفاق»، مشيرًا إلى أن الجلسة القادمة للحوار السياسي «تمثل فرصة بالنسبة للأطراف لتوضيح أي سوء فهم أو قضايا عالقة من خلال الملاحق».

كما أكد المبعوث الأممي أن الاتفاق السياسي «يحتوي على أحكام واضحة بشأن تفعيل وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية بالاستناد إلى مبادئ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون». لافتًا إلى أنه «سيتم اتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالمؤسسات الأمنية من خلال التوافق».

وشدد ليون خلال الاجتماع على الحاجة الماسة لقيام «الضباط العسكريين وضباط الشرطة والثوار بالاتفاق على تنفيذ الترتيبات الأمنية الموقتة ودعمها من خلال المسار الأمني للحوار»، داعيًا إلى إيجاد بيئة سالمة وآمنة في طرابلس وبنغازي وفي جميع أرجاء ليبيا؛ كي تتمكن حكومة الوفاق الوطني من العمل في جو خال من التهديدات والعنف.

كما رحب المبعوث الأممي باتفاقات وقف إطلاق النار والمصالحة المحلية التي أبرمت في المنطقة الغربية، مثل تلك التي جرت بين الزاوية والزنتان، وقال إنه يشجع جميع الأطراف على اتخاذ الخطوات اللازمة بسرعة لتنفيذ هذه الاتفاقات بشكل كامل.

وقال ليون إن «الثوار الليبيين ملتزمون بمنع الإرهاب والتطرف وعدم عودة الحكم الاستبدادي»، ونوه إلى أن تنفيذ الاتفاق السياسي «سيسمح لهم بالمساهمة في هذا من خلال الانضمام إلى قوات مسلحة، وقوات أمنية تتسم بالمهنية وخاضعة للسيطرة الديمقراطية أو من خلال الاندماج في الحياة المدنية».

من جهتهم أكد ممثلو الزاوية دعمهم الكامل للاتفاق السياسي، حيث إنه يمثل فرصة حقيقية لحل الأزمة في البلاد، كما أعربوا عن استعدادهم للمساعدة في تنفيذه، واقترحوا أن يتم توضيح أي سوء فهم أو غموض من خلال ملاحق النص، وفق ما ذكره البيان.