قالت مصادر دبلوماسية في نيويورك إن مجلس الأمن صوت بالإجماع على تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 31 يوليو المقبل، وسط خلافات بين روسيا وبين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشأن مدة تجديد البعثة وتعيين مبعوث أممي جديد.

وقالت مندوبة بريطانيا لدى مجلس الأمن: «بذلنا جهودا جبارة للتوصل إلى اتفاق في الآراء حول قرار كان سيوفر للبعثة استقرار أعمق لتكون أكثر قدرة على تنفيذ ولايتها على مدى أطول فترة من الزمن ولكن لسوء الحظ لم يكن ذلك مستطاعا».

وانتقدت مندوبة بريطانيا روسيا، وقالت إنها «عزلت نفسها عن البقية ورفضت الانضمام لتوافق الآراء الذي ظهر بين أعضاء المجلس، وقد وقفت وتصدت لاعتماد ولاية أطول للبعثة في ليبيا كما طلبت الوفود والبعثة والليبيون أنفسهم».

وقالت «نحن ندعو روسيا لتحمل مسؤوليتها كعضو في هذا المجلس الانضمام لتوافق الآراء مع أعضاء المجلس حول ولاية موضوعية للبعثة». 

المندوب الروسي: استعمار جديد 
وقال مندوب الاتحاد الروسي لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، في إحاطة خلال الجلسة، «أصررنا على أن يتضمن هذا النص على ضرورة البت في اختيار قائد جديد للفريق الأممي في ليبيا، ونتوقع من الأمين العام أن يضطلع بمهمته وأن يعين ممثلا خاصا».

وأضاف «وافقنا على التمديد لمدة ثلاثة أشهر فقط، لأنه ولمدة ستة أشهر الآن، ونظرا لغياب ممثل خاص، لم تتكمن البعثة من المشاركة الكاملة في العملية السياسية في ليبيا». ونوه المندوب الروسي إلى أهمية المحافظة «على أرفع مستويات الحياد في الأمم المتحدة وللأسف الشديد هي مسألة لم يأبه بها الكثير من زملائنا».

وحذر «من أن عدم تعيين ممثل أممي خاص سيكون له مغبة وخيمة في المستقبل»، وقال «للأسف بعض أعضاء المجلس ليسوا مستعدين لقبول تصور وسيناريو يترأس فيه البعثة شخص من أفريقيا وهذا نراه أمر غير بناء بالمرة لأن تولي شخص خارج القارة الأفريقية يعد شكلا من أشكال الاستعمار».

وقال «علينا أن نتذكر أنه في 2011 كان الاتحاد الأفريقي هو الكيان الذي يسعى إلى إيجاد حل للأزمة الليبية، ولكن جنبت أفريقيا وبدأ المجتمع الدولي ينظر بطريقة مختلفة لليبيا وأظن أن هذا هو سبب ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم».

- مجلس الأمن يبحث تجديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا الخميس المقبل 
- «الجنائية الدولية» تكشف استراتيجية جديدة بشأن ليبيا 
- الطاهر السني: تحقيق العدالة اختصاص سيادي.. والجنائية الدولية ليست بديلة للقضاء الليبي

من جهته، قال مندوب الصين تشانج جون: «من المهم للأطراف في ليبيا تعزيز المشاورات للتوصل إلى اتفاق بقيادة ليبية»، داعيا الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن «يعين ويرشح رئيسا للبعثة في ليبيا في أسرع الآجال على أن يكون من قارة أفريقيا مما يمكن البعثة للاضطلاع بمهمتها بالكامل».

المندوبة الأميركية تنتقد الموقف الروسي
أما مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية ليندا توماس-جرينفيلد فقد أعربت عن «خيية أمله لفشل المفاوضات مرة أخرى لتجديد ولاية البعثة الأممية سنة كاملة، وخيبة الأمل من الموقف الروسي لأنه طالب بحذف عناصر عديدة من هذا القرار كانت لتوفر للبعثة التوجيه والمصادر المطلوبة في تنفيذ قضايا مهمة كالمصالحة وإصلاح القطاع الأمني».

وقالت إن «إصرار روسيا على ولاية بثلاثة أشهر فقط وذلك بادعاء تيسير تعيين ممثلا للأمين العام ستعود بأثر عكسي، لأن تعيين فترة قصيرة تعقد كثيرا قدرة الأمم المتحدة على تعيين رئيسا لبعثتها كما يخلق حالة انعدام يقين لشعب وقادة ليبيا بشأن التزام مجلس الأمن بقضيتهم».

وقال مندوب فرنسا، «بعد إرجاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بات ملحا اليوم بالنسبة لليبيا استعادة مسار الانتخابات بما يفضي للسلام والمصالحة، ووساطة بعثة الأمم المتحدة يجب أن تأتي مصاحبة لهذه العملية».

ودعا «مجلس الأمن في المستقبل إلى أن يجدد الولاية لسنة كاملة كما من مسؤولية المجلس تشجيع الليبيين لحل كل أوجه الخلاف لإجراء الانتخابات في أقرب الآجال».

المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن اليوم الجمعة، 29 أبريل 2022. (تسجيل مصور)