طالب وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية، محمد عون، رئيس مجلس الوزراء، عبدالحميد الدبيبة، بإعادة تشكيل مجلس الإدارة الحالي للمؤسسة الوطنية للنفط برئاسة مصطفى صنع الله، معتبرا أن هذا المجلس «تم تشكيله بصورة مخالفة للقوانين والتشريعات المنشأة للمؤسسة والمنظمة لأعمالها»، كما شدد على «ضرورة تدارك هذا الأمر تصحيحا للأوضاع».

ووفق رسالة مؤرخة في 14 أغسطس جرى تداولها على موقع التواصل الاجتماعي، فإن عون اقترح على الدبيبة تشكل مجلس إدارة جديد للمؤسسة يتكون من 6 أعضاء برئاسة طاهر رمضان حمد القطعاني، وعضوية كل من وكيل وزارة النفط والغاز وأحمد الجيلاني الغزال، والدوكالي رمضان الزريقي، ومحمد علي عبدالله دنقو.

وأوصى وزير النفط والغاز رئيس حكومة الوحدة الوطنية بضرورة معالجة وضع مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في «أسرع وقت».

عون: صنع الله «لا يستجيب لنا»
وقال عون في مقابلة مصورة مع صحفية «مال»، اليوم الخميس، إن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الحالي مصطفى صنع الله «لا يستجيب لنا ولا يعتد كثيرا بما نطلبه منه»، مشيرا إلى أنه «مدعوم من سفارتي أميركا وبريطانيا»، متمسكا بحقه في «طلب تغييره ومجلس إدارته لأن هذا شأن داخلي وعمل سيادي ولا يجب الخضوع لأي ضغوط».

وذكر عون أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة، المكلف منذ العام 2014، لم يتعاون مع وزارة النفط ومجلس النواب بشأن صفقة بيع حصة شركة «مارثون» الأميركية في شركة الواحة إلى شركة «توتال» الفرنسية عندما طلبت لجنة الطاقة بالمجلس من المؤسسة معلومات عن الصفقة التي استكملت في العام 2020.  

وأضاف وزير أن تكليف مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الحالي جرى من قبل وكيل وزارة النفط المكلف في العام 2014، وليس من الوزير أو من قبل «مجلس الوزراء المخول بتعيين مجلس الإدارة» وفق القانون، معتبرا أن تغيير مجلس إدارة المؤسسة «أمر اعتيادي».  

رسالة من وكيل وزارة النفط إلى الدبيبة
لكن وكيل وزارة النفط والغاز لشؤون الإنتاج، رفعت العبار، رفض مقترح عون وأبلغ رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة في كتاب تحفظه على ما جاء فيه، موصيا باستمرار مجلس الإدارة الحالي «لما يملكونه من خبرة وكفاءة في تسيير القطاع».

وأكد العبار في رسالة إلى الدبيبة مؤرخة في 14 أغسطس عدم علمه بالمقترح المقدم من عون لتغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، واعتبره مخالفا لاتفاقه مع الوزير خلال اجتماعهما يوم 10 أغسطس والذي اتفقا فيه «على عدم إحداث أي تغيير يمس المؤسسة الوطنية للنفط إلا بعد التشاور» فيما بينهما.

ودافع العبار عن مجلس الإدارة الحالي وقال إنه قاد القطاع خلال السنوات الماضية «بكل نجاح واقتدار» ومكن الشركات من القيام بعملها أو بجزء منه في ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة للغاية بل قد يصل الأمر للاستحالة وفق المعطيات على أرض الواقع في ظل الانقسام السياسي الذي طال أغلب مؤسسات الدولة.

وأشاد العبار بمجلس الإدارة الحالي برئاسة مصطفى صنع الله في مواجهة التحديات وقدرته على الحفاظ على وحدة القطاع وزيادة القدرة الإنتاجية رغم الظروف المالية الصعبة، مطالبا بتكريمه بدل استبداله.