أكدت وزيرة خارجية إيطاليا فدريكا موغيريني، المكلّفة بمنصب الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، أن البرلمان الليبي المنتخب يوم 25 يونيو الماضي، والذي يتّخذ حاليًا من مدينة طبرق مقرًا له هو المجلس الشرعي الوحيد في ليبيا.

وقالت موغيريني خلال جلسة سماع نظّمتها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء، إنَّ أية محاولة لإرساء جسم بديل عن المؤسسات الشرعية هو أمر غير مقبول.

وقالت إنّه لا يمكن قبول محاولات إرساء مؤسّسات موازية للمؤسسات الشرعية في ليبيا. مضيفة أنَّ إيطاليا متواجدة في ليبيا وتقوم برعاية مصالح الرعايا الأوروبيين، كما تُسهم في تسهيل الاتصالات لبلورة حل عبر إرساء حوار فعلي بين مختلف الأطراف في ليبيا، وأنه يجب التركيز على هذا الحوار والتوصل سريعًا لوقف إطلاق النار.

وأكدت موغيريني أن مسألة الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا مسألة تهم كل الأوروبيين ويجب التنسيق بشأنها، كما أنَّ دول الجوار لليبيا لها دور مهم في مجال بسط الاستقرار وإدارة الحدود الخارجية لهذا البلد، وأن مؤتمر دول جوار ليبيا الذي انعقد مؤخرًا في القاهرة كان محطة هامة على هذا الطريق.

وبيّنت المسؤولة الأوروبية "نحن نساعد المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون وندعم كل تحركاته". وأشارت إلى أن إيطاليا لعبت دورًا رائدًا في استصدار قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا رقم 2174.

ويدعو القرار بشكل صريح لملاحقة مرتكبي أعمال العنف والاعتداءات على مرافق الدولة الليبية.

وأكدت أن عمل المبعوث الأممي لليبيا برناردينو ليون سيكون أفضل لأنه يحظى بدعم جميع الأطراف، ولأنه يتحرّك في إطار أممي، ولا يوجد ما يُعرقل مهمته من تنافر بين الشمال أو الجنوب داخل المجتمع الدولي وسيسهم في تقليص الخلافات بين الدول حول ليبيا.

وقالت عبر برناردينو ليون تستلم الأمم المتحدة تنسيق كافة التحركات حول ليبيا، ودعت الوزيرة الإيطالية التي ستستلم مهامها رسميًا على رأس الدبلوماسية الإيطالية أول نوفمبر المقبل الليبيين إلى رفع التحديات التي تواجههم.

وتابعت: "ادعوهم إلى مواجهة التحديات والعمل مع بعض، وعلينا تشجيع كل أصحاب النوايا الحسنة في ليبيا للدفع نحو الحوار ووقف القتال". وأضافت أنه توجد أهمية قصوى لدور دول الجوار لأن الأزمة الليبية هي مسؤولية ذات أبعاد إقليمية.

وحذّر العديد من النواب الأوروبيين خلال جلسة الاستماع من مخاطر ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، وحثّت النائبة البرتغالية آن غوميش الاتحاد الأوروبي إلى تجنُّب تحول أفغانستان جديدة على مشارفه الجنوبية.

كما طالب العديد من النواب الإيطاليين حكومة روما بجعل ليبيا محورًا رئيسًا في الرئاسة الدورية الإيطالية للاتحاد الأوروبي، والتعامل بحزم وجدية مع ما تمثِّله ليبيا من تهديدات على الأمن القومي الإيطالي وأوروبا، وطلبوا بمساعدة السلطات الشرعية في البلاد.