قال وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه بمعية نظيريه الألماني والايطالي نقلوا رسالة بسيطة إلى السلطات الليبية خلال زيارتهم طرابلس مفادها وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب السلطة التنفيذية الجديدة.

ونشرت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس السبت، الكلمة الكاملة لجان ايف لودريان خلال الإحاطة المشتركة التي عقدها مع نظرائه الألماني هايكو ماس والإيطالي لويجي دي مايو خلال زيارته طرابلس يوم الخميس وبحضور وزير الخارجية نجلاء المنقوش.

وأعرب لودريان عن «سعادته الغامرة بوجوده في طرابلس، بعد أسابيع قليلة من منح مجلس النواب الثقة لسلطة تنفيذية شرعية، وهو ما يمثل مرحلة في غاية الأهمية ينبغي أن تتيح لليبيا استعادة استقرارها ووحدتها وسيادتها» وفق قوله. كما عبر عن اعتزازه بحضوره رفقة نظيريه هايكو ماس و لويجي دي مايو، ما عده دليلًا على «وحدة الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الموضوع، إذ تمثل هذه الوحدة ضرورة؛ لأنّ ليبيا جزء من الجوار المباشر».

ويرى لودريان أنه لا يمكن للأوروبيين غض الطرف عن تداعيات الأزمة الليبية عليهم فيما يتعلق بالأمن والإرهاب والهجرة؛ حيث يمثل الاستقرار في ليبيا عاملًا أساسيًا من عوامل استتباب الأمن في منطقة الساحل وأفريقيا الشمالية والبحر الأبيض المتوسط.

أمران أساسيان
وكشف الوزير الفرنسي عن نقلهم رسالة بسيطة إلى السلطات الليبية خلال تواصلهم معها، «ألا وهي أنّ الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب السلطة التنفيذية الجديدة، أي أننا نقف إلى جانبها من أجل مساعدتها على استكمال عملية التحوّل الديمقراطي الذي يصبو إليه الشعب الليبي».

وبالنسبة لهم تنطوي العملية على أمرين يتمثل أولهما في إجراء الانتخابات المرتقبة في 24 ديسمبر المقبل في موعدها، وهو تمامًا ما يتطلع إليه الليبيون، ويستدعي تحقيق ذلك استهلال العمل منذ الآن، مبديًّا استعداد الوزراء الثلاثة للمساعدة على تنظيمها.

-  لودريان: يجب السماح لليبيا باستعادة استقرارها وسيادتها
-  ألمانيا: زيارة ماس ودي مايو ولودريان تهدف إلى دفع جهود السلام والوحدة في ليبيا

أما الثاني فيتمثل في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 23 أكتوبر تنفيذًا كاملًا، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير فورية لبناء الثقة مثل التراجع العسكري وإعادة فتح الطريق الساحلي.

وشدد جان ايف لودريان على إيلاء الأولوية لرحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودين في ليبيا، وهو أمر ضروري لتستعيد ليبيا سيادتها ووحدتها. ويعتقد أن ليبيا أخيرًا ستتمكن من خلال الامتثال لهذين الشرطين، من طي صفحة هذه الأزمة التي دامت لسنوات طوال وقسّمت البلد وكبّدت شعبه الويلات.

التوافق بين الفرقاء الليبيين
والتقى الوفد الأوروبي رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الذي عبر عن «شكره وامتنانه لموقف ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والشركاء الأوربيين كافة على دعمهم لخريطة الطريق وحرصهم على التوافق بين الفرقاء الليبيين».

وأكد الدبيبة «استعداد حكومة الوحدة الوطنية لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع الدول كافة مما يعزز دور ليبيا في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم»، بحسب بيان نشره المكتب الإعلامي للحكومة الليبية عبر حسابه على «فيسبوك».

وتطرق اللقاء إلى «عدة ملفات على رأسها إرساء قواعد للتعاون المشترك وعودة للشركات الأوروبية لاستكمال مشاريعها المتوقفة في ليبيا، وكذلك عودة شركات الطيران من وإلى ليبيا، بالإضافة إلى تعزيز وجودهم الدبلوماسي من داخل طرابلس ومعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية كونها مسؤولية تضامنية بين ضفتي المتوسط».