Atwasat

«رايتس ووتش» ترصد شهادات حول ما فعلته «الكانيات» في ترهونة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 08 يناير 2021, 11:52 صباحا
WTV_Frequency

رصدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ما قالت إنه «شهادات سكان مدينة ترهونة حول تجاوزات ميليشيا الكانيات، وارتكابها جرائم اختطاف، واحتجاز، وتعذيب، وقتل، وسرقات، إضافة إلى مسؤوليتها عن المقابر الجماعية».

وقالت المنظمة، في بيان أمس الخميس، إنها تحدثت خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين إلى ثماني عائلات «زعمت مسؤولية الكانيات عن إخفاء أقاربهم بين سبتمبر العام 2019 وأبريل العام 2020»، إضافة إلى صحفيين ونشطاء محليين، وسلطات حكومة الوفاق، وأعضاء منظمات غير حكومية.

كما زودت «رابطة أسر الشهداء والمفقودين» المنظمة «ببيانات عن 166 من سكان ترهونة يُزعم اختطافهم أو إخفاؤهم على يد ميليشيا الكاني».

شهادات بشأن أفعال «الكانيات»
وأشارت المنظمة إلى «ادعاء أفراد ست من العائلات الثماني تورط قائد الميليشيا محمد خليفة الكاني وشقيقه عبدالرحيم مباشرة في إخفاء أقاربهم».

وقال أحد سكان ترهونة، الذي اختطفت الميليشيا ثلاثة من أقاربه: «عندما يقبضون على شخص ما ويقتلونه، يحرصون أيضا على قتل بقية (الرجال) في عائلته كي لا ينتقمون، وبعد أن يقتلوا الناس، يستولون على أموالهم وممتلكاتهم».

وأوضح رئيس الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين التابعة لحكومة الوفاق، الدكتور كمال السيوي، أن غالبية المفقودين في ترهونة فُقدوا خلال المعارك التي اندلعت بين أبريل العام 2019 ويونيو العام 2020، مضيفا أنه منذ يونيو استخرجت الهيئة نحو 120 جثة، من بينها بعض النساء والأطفال، من مواقع مقابر لا تحمل علامات في ترهونة وحولها.

وتابع: «كل مقبرة تحوي بين جثة و12 جثة، وفي بعض الحالات أجزاء من الجسم، وتقع معظمها في منطقة زراعية كبرى تعرف باسم مشروع الربط، بينما وجدت جثتان في ترهونة في آبار ماء في موقع تابع لوزارة الداخلية»، معقبا أنه «عُثر على بعض الجثث مكبلة اليدين وأن معظمها في مرحلة متقدمة من التحلل، ما منع أقاربها من التعرف عليها، إحدى الجثث كان معلقا بها جهاز تنفس للطوارئ».

- «رايتس ووتش» تطالب حكومة الوفاق بالتحقيق في «المقابر الجماعية» بترهونة

 - عرض متعلقات ضحايا المقابر الجماعية بترهونة للأهالي السبت المقبل

وتأخذ الهيئة عينات الحمض النووي من كل جثة تستخرج، ومن أقارب الأشخاص الذين يُعلن عن فقدانهم، إذ ذكر السيوي أن الهيئة «لم تتعرف بعد على أي من الجثث»، لكن تعرفت النيابة العامة على ثلاث جثث استُخرجت وسمحت للعائلات بدفنها.

وقال أحد أقارب علي رمضان التهامي، الذي فُقد منذ ديسمبر العام 2019 لـ«رايتس ووتش» إن السلطات استخرجت جثته من مقبرة جماعية في ترهونة في 18 نوفمبر الماضي، ونقلتها إلى مستشفى في طرابلس، حيث تعرف أفراد العائلة عليه من ملابسه، وأسنانه، وجرح من طلقة قديمة غير متصلة بالنزاع.

استهداف الضحايا لدعمهم ثورة فبراير
وقال جميع أفراد العائلات الذين تحدثوا إلى المنظمة إن أقاربهم لم يكونوا مقاتلين، معقبين إن «ميليشيا الكانيات استهدفت الضحايا لأنهم عارضوها أو لأن أسرهم دعمت ثورة فبراير، بينما قال آخرون إن أقاربهم استُهدفوا لأنهم ميسورون».

وأفاد أفراد العائلة أن المواقع التي استخدمتها ميليشيا الكانيات كمراكز للاستجواب والاحتجاز في ترهونة «شملت عين الرومية، وهو مصنع سابق للمياه المعبأة، ومنشأة للشرطة القضائية تعرف باسم القضائية، ومنشأة للشرطة العسكرية تعرف باسم الدعم».

وفي نوفمبر الماضي، أفادت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية أن مكتبها أرسل بعثتين إلى ليبيا وأنه «تلقى معلومات موثوقة تشير إلى احتمال ارتكاب قوات من ترهونة تابعة للجيش الوطني الليبي جرائم خطيرة بما فيها القتل والاختطاف والإخفاء القسري».

وخلال الشهر نفسه، وضعت الحكومة الأميركية «محمد الكاني وميليشيا الكانيات تحت العقوبات؛ لقتلهم المدنيين الذين اكتشفوا أخيرا في مقابر جماعية عديدة في ترهونة، فضلا عن التعذيب والإخفاء القسري وتهجير المدنيين».

خطف 4 أشقاء من أسرة واحدة
ونقلت «هيومن رايتس ووتش» شهادات أسر الضحايا، مكتفية بذكر الأحرف الأولى الحقيقية من أسمائهم وذلك «خوفا من تعرضهم للانتقام».

وقال «ل.م» إن ميليشيا «الكانيات» خطفت ثلاثة من أقاربه، وهم «عبدالعظيم العمار، 35 عاما، وشقيقه جابر، 49 عاما، في 13 ديسمبر العام 2019، ثم شقيقه الثالث محمود، 40 عاما، في 27 من الشهر نفسه».

ويعتقد أفراد الأسرة أنهم استُهدفوا لأن جابر «عارض الميليشيا وقاتل في ثورة فبراير»، وأضاف «ل.م» أن الميليشيا اعتقلت في مطلع أكتوبر العام 2019 أخا رابعا، علي، واحتجزوه لمدة ثلاثة أشهر، لكنه تمكن من الفرار.

وأكمل أنه «بينما كان علي محتجزا في مزرعة تابعة للميليشيا، التقى شقيقه محمود وقضى الاثنان بضع ساعات معا قبل أن يقوم ثلاثة رجال، قال إن بينهم محمد الكاني، بإطلاق النار على محمود وقتله أمام علي، ومكان جثته مجهول إلى الآن».

«لم يُقتل علي في تلك الليلة، لأن الجناة اقتادوه في اليوم التالي إلى بنك لسحب بعض أمواله التي أخذوها منه، ثم اصطحبوه لنفس الغرض خلال اليومين التاليين، وبعد ذلك تمكن من الفرار»، وفق «ل.م».

في حين يروي «أ.س» كيف «نصب مسلحون مرتبطون بميليشيا الكانيات، يعرف أربعة منهم، كمينا لقريبه أبوبكر عامر أبونعمة، 36 عاما، في 14 نوفمبر العام 2019، أثناء عودته إلى منزله، ولم يره مرة أخرى».

وتابع: «أبوبكر كان ضد الكانيات، واستهدفوه في وقت مبكر جدا من الصباح، حينما كان يقود سيارته، حيث اقتادوه إلى مكان مجهول، وكان هناك شاهد على الاختطاف، لكن بحلول الوقت الذي أبلغنا فيه، كان الأوان قد فات، ولم تصلنا أخبار منه بعد ذلك»، واضطر «أ.س» إلى مغادرة ترهونة بعد خطف أبو بكر وعاد في اليوم الذي تم فيه استعادة البلدة.

إذا لم تكن معهم فأنت ضدهم
ويقول: «أتذكر أنني كنت أبحث عنه في كل مكان، بما في ذلك في السجون، حيث كان آل الكاني يحتجزون الناس، وفي المستشفى، لكني لم أجده، لقد كان يوما مظلما، كان يوما حزينا في حياتي، الكانيات متوحشون وعملوا على القضاء على كل من يقف في طريقهم، بالنسبة لهم، إذا لم تكن معهم، فأنت ضدهم».

«ولم يكتف عناصر الكانيات بخطف أبوبكر، بل هاجموا منزله، وأخذوا أمواله، وكادوا يقبضون على شقيقه الآخر، محمد، لكن أخت أبوبكر توسلت إليهم أن يتركوه قائلة سبق أن أخذتم واحدا»، حسب حديث «أ.س».

وذكر «س.ت» أن «ميليشيا الكانيات اختطفت قريبه، مراد اللافي شتيوي، 31 عاما، في 15 ديسمبر العام 2019، وقريبا آخر، مصطفى محمد اللافي، 48 عاما، الذي عمل مع الشرطة، في 23 أبريل الماضي، وكلاهما لا يزال مفقودا».

واستطرد: «لا أعرف إن كان مراد ومصطفى حيين أم ميتين، أخبرني أحد معارفي أن الخاطفين قتلوا مراد، وقال لي المصدر نفسه إن أربعة رجال قُتلوا في ذلك الوقت، لكن ليس لدي تأكيد».

ولا يعرف «س.ت» سبب استهداف قريبه، فيقول: «لم يشارك أحد من عائلتي في النزاع أو حمل السلاح، لكن وجهة نظرهم كانت أنك إذا لم تكن معنا، فأنت ضدنا، وعائلتي كلها ضدهم».

وأضاف: «محمد خليفة الكاني، وعبدالرحيم الكاني، وشعيب علي ميلاد، هم الذين اعتقلوا مراد بعد صلاة المغرب، وبعد أن أخذوه، جاؤوا إلى منزل العائلة في ترهونة وفتشوا كل زاوية، وأرادوا أخذ شقيق مراد أيضا، لكنهم هددوا فقط أنه إذا لم يغادر ترهونة، فسيعودون ويأخذونه».

استهداف شخصين بسبب منشورات على «فيسبوك»
وقال «ب.ت» إن «مسلحين مرتبطين بميليشيا الكانيات اختطفوا اثنين من أقاربه، عبدالوهاب بوزويدة، 49 عاما، وهو أب لعشرة أولاد، في 16 نوفمبر العام 2019، وعبدالرزاق بوزويدة، 52 عاما، والد أحد العاملين بشرطة ترهونة، في 21 من الشهر نفسه، ولا يزال كلا الرجلين في عداد المفقودين، ولم يرهما أو يسمع عنهما منذ ذلك الحين».

وأكمل: «اختطف ثلاثة رجال من ميليشيا الكانيات عبدالوهاب في الساعة الثانية بعد الظهر، بعد أن غادر متجر إلكترونيات لشراء شيء، بعد صلاة الجمعة في المسجد المركزي وسط ترهونة، وتعرف الشهود على اثنين منهم، بعد أيام قليلة، أخذ نفس الرجال الثلاثة عبدالرزاق بينما كان في المصرف التجاري الوطني في ترهونة، ليحصل على بطاقة مصرفية جديدة».

وأردف: «وكان عبدالرزاق قد تلقى في وقت سابق مكالمة من البنك لتسلم بطاقته، وقيل لي من قبل بعض الأشخاص إن عبدالوهاب وعبدالرزاق قُتلا لأنهما كتبا منشورات على «فيسبوك» ضد آل الكاني، لكننا لم نتمكن من العثور على مثل هذه المنشورات».

شائعات عن نقل معتقلي الكانيات إلى المنطقة الشرقية
ولفتت «هيومن رايتس ووتش» إلى أن «ميليشيا الكاني رأوا من أيدوا ثورة 17 فبراير، هم ضدها وضد (القائد العام للجيش المشير خليفة) حفتر، وكانت تستهدفهم، وهناك شائعات بأن بعض المعتقلين نقلوا إلى المنطقة الشرقية عندما فر الكانيات من ترهونة في يونيو 2020، لكن ليست هناك معلومات رسمية».

وقال «ب.ت» إنه «بعد اختطاف عبدالوهاب وعبدالرزاق، ذهب بعض الأقارب للقاء عبدالخالق الكاني، أحد إخوة الكاني، لمعرفة ما حدث لأقاربهم، ليخبرهم أن أحد الأجهزة الأمنية في شرق ليبيا اعتقلت الأقارب بسبب منشوراتهم العلنية على فيسبوك ضد آل الكاني».

وعقب أنه «تقدم بشكوى بشأن حالتَي الإخفاء إلى شرطة ترهونة في يونيو الماضي، بعد أن استعادت القوات التابعة لحكومة الوفاق سيطرتها على المدينة، لكنه لم يتلق أي رد»، مشيرا إلى أن هيئة البحث عن المفقودين «أخذت عينات من الحمض النووي من العديد من أفراد الأسرة في سبتمبر الماضي، لكن لم يتم إخطاره بأي نتائج».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
«وسط الخبر» يستكشف مستقبل الأزمة بعد استقالة باتيلي
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
نورلاند يثمن جهود باتيلي ويؤكد ضرورة الانتخابات في ليبيا
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
داخل العدد 439: الحالة الليبية «تستنسخ نفسها».. وأزمة سيولة خانقة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من «مئوية ليبيا» الجمعة
«حكومات وولايات وتداعيات».. قناة «الوسط» تبث الحلقة الـ19 من ...
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. وليبيا لا تسمح بإدانة المقاومة
السني: فلسطين استوفت شروط العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم