Atwasat

في حديثه إلى الصحفيين في نيويورك: سلامة يتحدث عن الحرب والنازحين ومؤتمر برلين ومسارات ليبية جديدة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 يناير 2020, 06:15 مساء
WTV_Frequency

قال مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، غسان سلامة إن البعثة قررت في بداية هذا العام إطلاق «ثلاث مسارات: اقتصادي ومالي، وعسكري وأمني، ومسار الحوار السياسي»، مشيرا إلى أنه بدأ بالمسار الاقتصادي والمالي، من خلال اجتماع في تونس أمس جمع كافة الأطراف للمرة الأولى.

وأضاف سلامة الذي كان يتحدث إلى الصحفيين أمس في نيويورك، أنه يأمل في أن يتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من «إطلاق المسار الثاني الذي يُعنى بالمسائل العسكرية والأمنية، التي تشمل وقف إطلاق النار، وحظر الأسلحة ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج والإرهاب ومكافحة الإرهاب وغيرها من القضايا المماثلة».

وأعرب سلامة عن أمله في أن يتمكن أيضا من بدء الحوار السياسي قبل نهاية يناير الجاري ربما بمقر الأمم المتحدة في جنيف، وفي الوقت نفسه، «آمل أن يتم مسار برلين وأن يعطي دفعا دوليا ويوفر مظلة دولية لما تحاول البعثة القيام به على الأرض، وهذا ما أبلغت به مجلس الأمن».

الليبيون يدفعون الثمن
وجاء حديث سلامة إلى الصحفيين عقب اجتماع «مطول» عقده مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ومشاركته في جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الأمن حول الوضع الليبي أجرى خلالها «مناقشات صريحة ومفصلة» على مدى «ساعتين».

ووصف سلامة في حديثه الصحفي الوضع في ليبيا بأنه «صعب للغاية»، مشيرا إلى مقتل عشرات من طلاب الكلية العسكرية في طرابلس جراء غارة نفذتها طائرة مسيرة رجح أن تكون نفذتها «دولة تدعم الجيش الوطني الليبي».

ونبه سلامة إلى خطورة الوضع الإنساني في ليبيا، وقال إن «الليبيين هم الذين يدفعون الثمن غاليا» لأن هناك «آلاف النازحين داخليا كل يوم مع إغلاق عشرات المدارس، وتعرض عشرات المنشآت الصحية للهجمات بالطائرات المسيرة أو الطائرات الحربية ذات الأجنحة الثابتة بسبب استمرار القتال».

وأشاد سلامة بفريق بعثة الأمم المتحدة العامل في ليبيا ومحاولتهم تقديم المساعدة على المستويات الإنسانية والسياسية والاقتصادية، معترفا بأن «الوضع قاتم الآن» في ليبيا لكنه أكد عزم الأمم المتحدة على الاستمرار «في محاولة لإيجاد مخرج من هذا الوضع القاتم».

مصير «عملية برلين»
كما أعرب سلامة عن أمله في «أن تتم عملية برلين وأن تعطي دفعة دولية، وتكون مظلة دولية لما تحاول بعثة الأمم المتحدة في ليبيا القيام به على أرض الواقع»، مؤكدا أنه أبلغ مجلس الأمن بذلك خلال اجتماعه مع أعضاء المجلس.

وردا على سؤال بشأن هوية الدولة المسؤولة عن قصف الكلية العسكرية في طرابلس، وما إن كان لديه دليل يحددها، قال سلامة «كلا، نحن نعرف أنها دولة تدعم الجيش الوطني الليبي لكن هناك أكثر من دولة تدعم الجيش الوطني الليبي».

ارفعوا أيديكم عن ليبيا
وبشأن رسالته إلى الدول المتدخلة في ليبيا، ناشد سلامة جميع الدول قائلا: «ارفعوا أيديكم عن ليبيا. هذا البلد يعاني كثيراً من التدخل الأجنبي بشتى الطرق: من الأسلحة التي تباع لليبيين، وأعمال عسكرية أجنبية مباشرة في ليبيا وإلى البحث عن قواعد دائمة في ليبيا».

وشدد على أن «كل هذه الأنواع من التدخل المباشر تجعل الأمور صعبة للغاية». مطالبا بالابتعاد عن ليبيا لأن «هناك ما يكفي من السلاح في ليبيا، ولا يحتاجون للمزيد من الأسلحة. هناك ما يكفي من المرتزقة في ليبيا، لذا توقفوا عن إرسال المرتزقة كما هو الحال الآن، إذ يفد المئات أو الآلاف منهم إلى البلاد الآن».

«مسار برلين» لن يقرر مستقبل ليبيا
وعن توقعاته لمؤتمر برلين وقدرة المشير خليفة حفتر على تحقيق النصر عسكريا، قال سلامة إنه طلب من مجلس الأمن عقد المؤتمر الدولي حول ليبيا في 24 يوليو 2019 على أمل توحيد الموقف الدولي بشأن ليبيا، لكنه نبه إلى أن «مسار برلين لن يقرر مستقبل ليبيا». مؤكدا أن «هذا ما نقرره في ليبيا ذاتها وهذا هو السبب في إطلاقنا ثلاثة مسارات تقتصر حصراً على الليبيين، وهي مسار اقتصادي ومالي وآخر أمني وعسكري إضافة الى مسار سياسي».

ونوه سلامة بأن المسار الأول انطلق أمس «دون انتظار انعقاد المؤتمر الدولي في برلين» آملا أن ينعقد المؤتمر الدولي ويبارك ويعبر عن دعمه وتأييده لهذه الجهود التي نبذلها على أرض الواقع« لأن ذلك من شأنه أن يعطي زخماً دولياً لهذه الجهود على أرض الواقع» إلا أنه أشار إلى أن «هناك من يرون أن ثمة حل عسكري».

«كليشيهات الأمم المتحدة»
وأكد سلامة قائلا: إنه «ما من حل عسكري ممكن في ليبيا. وأنا أعلم أنها عبارة متكررة لدى الأمم المتحدة، ولكنها في هذه الحالة ليست من (كليشيهات) الأمم المتحدة، لأنك إذا نظرت إلى قوام قوات الجانبين، ستكتشف أن هناك الكثير من المرتزقة، بالإضافة إلى ذلك، فالبلد ضخم ولا أرى أن أيا من الطرفين قادر على السيطرة عليه».

وأكد سلامة أن حديثه ليس من باب «كليشيهات الأمم المتحدة، بل إنه في واقع الأمر تقييم واقعي بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا، ويتعين على الليبيين أن يتحدوا وأن يوقفوا هذا (السلوك القائم على التعالي) وأن يقبلوا بتقديم تنازلات متبادلة لتقسيم السلطة، وهو الجزء الأساسي من أية تسوية سياسية».

وعن رؤيته للتدخل والمساعدة العسكرية التي يتلقاها أطراف النزاع في ليبيا، قال سلامة «أعتقد أنه لا توجد أية مصلحة في المزيد من التدخل الأجنبي في ليبيا. وأعلم أن العديد من الدول تقدم الدعم لحفتر. لا أريد أن أشير فقط الى مذكرة التفاهم بين حكومة الوفاق وتركيا على أنها شيئ مختلف تمام الاختلاف».

وأكد سلامة « عندما ذهبت إلى ليبيا في صيف عام 2017، كان هناك أصلاً آلاف المرتزقة... لذا لا تحتاج البلاد إلى المزيد من المرتزقة، ولا تحتاج إلى المزيد من الأسلحة، ولهذا السبب ندعو كل الدول إلى وقف التدخل».

وأوضح سلامة أنه يفرق «بالفعل بين ما يحدث في الشرق وما يحدث في الغرب»، مؤكدا أنه يطالب جميع الدول بضرورة الخروج «من الكابوس الليبي» والبقاء «بعيداً عن هذا الوضع لأنه ما من حل عسكري». لافتا إلى أنه «كلما أعطينا الأمل لهذا الجانب أو ذاك، زاد الاختلاف في الوضع السياسي بشكل كبير. لذا فمن الأفضل تجنب تصعيد النزاع وتدويله».

موعد مؤتمر برلين
وعن موعد تنظيم المؤتمر الدولي حول ليبيا، قال سلامة إنه يأمل أن يكون في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى إنجاز الأعمال الخاصة بالمؤتمر في خمسة اجتماعات «شاركت فيها روسيا على نحو فعال جدا» كما أكد أن «الوثيقتين الأساسيتين اللتين من المقرر أن يعتمدهما رؤساء الدول جاهزتان إلى حد كبير منذ الاجتماع الأخير في العاشر من ديسمبر 2019.

ورأى سلامة أن الإسراع في تنظيم مؤتمر برلين سيكون «أفضل» إلا أنه استدرك «أن ذلك يعتمد على جداول عمل رؤساء الدول»، آملا «أن يحدث ذلك في الأسابيع القليلة المقبلة، وربما قبل نهاية يناير».

وأكد سلامة للصحفيين أنه بدأ العمل بالفعل في المسارات الثلاثة للحوار الليبي على الأرض دون انتظار مؤتمر برلين الذي يهدف إلى دعم هذه المسارات التي يتعين على الليبيين أن يقرروا مستقبلهم من خلالها.

التدخل التركي
وعن موقف مجلس الأمن من التدخل التركي وغيرها من البلدان في ليبيا قال سلامة: «أترك الأمر للآخرين ليقرروا مشروعية الأمر، ما هو واضح بالنسبة لي هو أن مجلس الأمن قد اجتمع 14 مرة بشأن ليبيا منذ 4 أبريل ولم يصدر قراراً بوقف إطلاق النار... ما يهمني هو الليبيون، وهم يسألون (أين المجتمع الدولي؟ أين المجتمع الدولي الذي قال في عام 2011 إنه سيحمي المدنيين؟)».

وذكر سلامة أن «المدنيين الآن يتعرضون للهجوم، وهناك العشرات من المدارس تحت مرمى النيران، واعتداءات على عشرات المباني الصحية، والناس يغادرون منازلهم منهم نحو 14 ألف مدني مسجل وأكثر من 300 ألف غير مسجلين تركوا منازلهم. ماذا أقول لهم؟ هل أقول لهم إن المجتمع الدولي غير مهتم، غير قادر على إصدار قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار؟ هذا هو جوهر الأمر».

ولفت إلى أن «المنظومة الدولية منقسمة بما فيه الكفاية بشأن ليبيا وغيرها من القضايا»، غير أنه يعتقد «أن ليبيا يمكن أن تكون المسألة الذي يمكن من خلالها احتواء هذا التصدع في المنظومة الدولية، لأن ليبيا بلد غني ويمكن أن يحظى بالكثير من الاهتمام الدولي إذا كان مزدهراً ومستقراً وليس في حالة حرب».

«ليبيا ليست فقط قصة نفط»
وناشد سلامة مجلس الأمن «ألا يضيع لحظة» وأن تؤدي إحاطته «الـ15 منذ الرابع من أبريل 2019، إلى قرار يقضي بأنه كفى، وبأن الليبيين قد عانوا بما فيه الكفاية»، مؤكدا أنه يعتريه «غضب حقيقي» وهو يرى «الجميع يتحدث عن ليبيا، وقلة قليلة تتحدث عن الليبيين».

وقال سلامة: «ليبيا ليست فقط قصة نفط، وهي ليست فقط قصة غاز، أو قصة جيوسياسية فقط، إنها أيضاً قصة بشر، وقصة معاناة للناس، لا لسبب معين- بل لأنه ليس هناك رسالة دولية واضحة تقول كفى»، محذرا من أنه إذا تركت ليبيا بمفردها فإن ذلك سيؤثر على الدول المجاورة التي وصفها بأنه «هشة للغاية».

ووصف سلامة التقاعس الدولي حيال ليبيا بأنه «نوع من التكاسل في إدراك خطورة الوضع الليبي» الذي أصبح «أكثر خطورة»، آملا«أن يفتح هذا الوضع المتفاقم أعيننا على حقيقة أنه يضر بستة ملايين أو سبعة ملايين ليبي بل ويضر أيضاً بدول الجوار وبالسلام والأمن في البحر المتوسط».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تزويد محطة «الرويس» بمعدات وقطع غيار ألمانية
تزويد محطة «الرويس» بمعدات وقطع غيار ألمانية
تنتج 80 طنًا في الساعة.. آلة أميركية لإعادة تدوير مخلفات البناء في أبوسليم
تنتج 80 طنًا في الساعة.. آلة أميركية لإعادة تدوير مخلفات البناء ...
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي والتفاعل
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي ...
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود مع ليبيا
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم