قبل أسبوع واحد، وزع قسم الشؤون الإنسانية والمساعدات بمكتب خدمات الشؤون الاجتماعية بنغازي، الأربعاء الماضي، مساعدات إنسانية على نازحي مزرق وطرابلس بمدينة بنغازي، وذلك بمقر مكتب الشؤون الاجتماعية بمنطقة 602.

حول هذا العمل الإنساني التقينا رئيس قسم الشؤون الإنسانية والمساعدات بمكتب خدمات الشؤون الاجتماعية بنغازي، الأستاذ أكرم محمد الفسي، حيث دار الحوار التالي:

● أطلعنا على تفاصيل دوركم في المرحلة الراهنة في ضوء المساعدات التي قمتم بتوزيعها أخيرا؟

كما نعرف فإن مجموعة من نازحي مدينتي طرابلس ومرزق أتوا إلى مدينة بنغازي بعد الأحداث التي جرت في المدينتين أخيرا، ثم توجهوا إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وبعدها توجهوا إلينا في مكتب بنغازي عن طريق مدير المكتب ببنغازي الأستاذ حسن الفسي.

ولكن نحن كشؤون اجتماعية لا توجد لدينا أي إمكانات ولا ميزانية فاتجهنا إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأعداد النازحين التي جاءت إلينا يوم 14 من شهر أبريل الماضي قليلة، حيث جاءت 25 أسرة، واجتمعنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعقدنا معهم اتفاقية بخصوص النازحين، وأخبرناهم بأنه لا بد أن نقدم لهم مساعدات إنسانية، واتفقنا على توزيع هذه المساعدات على ثلاثين أسرة، وهي عبارة عن سلة غذائية، وتحتوي على السلع الأساسية من زيت وطماطم وأرز ومكرونة وسكر، بمعنى سلة متكاملة حتى مواد التنظيف بها، بالإضافة إلى المراتب والبطاطين. نستطيع القول إنها سلة تشمل جميع احتياجات النازح، وكل مواد السلة ذات جودة عالية وممتازة.

طالع العدد 214 من جريدة «الوسط» 

● ما طبيعة دور الهلال الأحمر هنا؟

الهلال الأحمر هو الشريك الوحيد للجنة الدولية للصليب الأحمر الموجود على الأرض بحيث يكون موجودا أثناء توزيع المساعدات الإنسانية.

● لكننا لاحظنا أن العدد الموجود في الخارج لتلقي المساعدات أكبر من 30 أسرة؟

نعم بعد توزيع المساعدات في شهر أبريل الماضي بدأت الناس تأتي للتسجيل من أجل الحصول على المساعدات، حيث تفاجأنا بأن العدد في شهر يونيو الماضي وصل إلى 800 أسرة نازحة، وفي 15 من شهر سبتمبر الماضي وصل العدد إلى 1500 أسرة نازحة تتلقى مساعدات إنسانية من القسم، وكان العدد الأكبر من مدينة مرزق، وواجهنا صعوبة في توزيع المساعدات الإنسانية أحيانا، لأن الصليب الأحمر إجراءاته دقيقة، وتأخذ وقتا طويلا نوعا ما، وبناء على ذلك اتجهنا إلى جهات أخرى مثل بلدية بنغازي، ولم تقدم لنا حلولا وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية لم تقدم لنا شيئا لعدم وجود ميزانية، وتوجهت مرة أخرى للصليب الأحمر لطلب المساعدة، وفعلا تم في شهر سبتمبر الماضي توزيع المساعدات على 500 أسرة في يوم واحد، ولدي ملاحظة مهمة أود أن أوردها هنا أن شهر سبتمبر كان العدد كبير بحيث قمنا بالتوزيع ثلاث مرات.

● ما إجراءاتكم بخصوص تسجيل النازح من أجل تقديم المساعدات له؟

عندما يأتي إلينا النازح نأخذ بياناته عن طريق الباحث الاجتماعي، فهناك من عدد أفراد أسرته كبير قد يصل إلى 25 فردا، وهنا تواجهنا مشكلة أخرى ففي أثناء التوزيع تكون الكمية بالسلات الغذائية متساوية بمعنى أن الأسرة التي عدد أفراد أسرتها كبير تأخذ سلة تشبه تلك التي تأخذها الأسرة الصغيرة، وتحدثنا مع الصليب الأحمر حول الأمر، ولكن لم يقدموا لنا حلولا، غير أنهم بالمقابل، قاموا بعمل شكل من المساعدة جديد، عبارة عن بطاقة مصرفية بقيمة 480 دينارا مدتها ثلاثة أشهر لكل أسرة، وهذه البطاقة يمكن استخدامها داخل مدينة بنغازي وضواحيها من أجل شراء ما ينقصها من أدوية وملابس ومواد غذائية، وللأمانة قدمت حلا لهذه العائلات من ناحية توفير الأموال النقدية، وإلى الآن قيمة ما تم توزيعه من بطاقات، وسلات غذائية وغير غذائية وصل إلى مليون وثلاثمئة ألف دينار منذ شهر أبريل إلى شهر ديسمبر.

● كم أسرة مستهدفة من توزيع المساعدات اليوم؟

151 أسرة مستهدفة وقيمة المساعدات التي ستوزع على هذه الأسر هي 223 ألف دينار، وطبعا بعد أن نقوم بتوزيع السلة يأتي الباحث الاجتماعي، ويقوم بتعبئة استمارة مرة أخرى للنازحين، ومن ثم نقوم بتحويلها للصليب الأحمر لإبداء رأيهم حول الشروط هل تنطبق على من يحتاج البطاقات المصرفية أم لا، وبعد عشرة أيام يتم توزيعها على من يحتاجها، والمساعدات الأخيرة تأخرت قليلا، ولكن الصليب الأحمر أصر أن يقوم بصرفها للنازحين قبل نهاية السنة حتى لا تغلق الميزانية مع نهاية السنة عليها ويتم تأجيلها.

طالع العدد 214 من جريدة «الوسط» 

● يبدو أن عدد النازحين أصبح قليلا.. فهل من يرجع إلى مدينته يبلغكم برجوعه؟

لا، ولكن نحن نتواصل معهم عن طريق الهاتف سواء بالمكالمات أو الرسائل النصية، وهناك من نتصل به فيقول أنا رجعت إلى مدينتي، وبارك الله فيكم. والأغلبية التي رجعت هي من مدينة طرابلس ولكن إلى الآن مرزق لم يرجع أحد لأنها منطقة منكوبة لا يزال وضعها غير مستقر.

موظفو مكتب الشؤون الاجتماعية بنغازي خلال التجهيز لتسليم المساعدات للنازحين.

فارس إعبيد.