أُعدم أعضاء مكتب مكافحة التهريب والمخدرات التابع لمصلحة الجمارك بمختلف الموانئ الليبية منذُ 24 مايو حتى 21 يونيو الماضي نحو 42 طنًا من الحشيش، في سلسلة من الضبطيات بقضية واحدة فقط.

أكد مصدر أمني رفيع المستوى بمصلحة الجمارك لـ"بوابة الوسط" أن الجهاز تنقصة بعض الإمكانات والدعم، رغم كل التحديات والصعاب التي تطال أعضاء المصلحة من اعتداءات مُتكررة واقتحامات لبعض المكاتب التابعه للجهاز والسطو المُسلح، فضلاً عن عمليات الاغتيال التي طالت ثلاثة من عناصرهم في مدن مختلفة.

وتمثل الحادث الأبرز في خطف وتصفية عضو مكتب مُكافحة التهريب والمخدرات التابع لمصلحة الجمارك ببنغازي الرائد محمد المحمودي وحرقه داخل سيارته.

الموانئ الليبية هدفًا لتجار الموت
باتت الموانئ الليبية هدفًا لتجار الموت والممنوعات سواء كانت المضبوطات قادمة إلى ليبيا لترويجها داخليًا أو كانت البلاد مجرد محطة ترانزيت لتجار الممنوعات بالمغرب العربي أو لدول أفريقية أخرى، خصوصًا بعد ضبط شحنه تُعد الأكبر في العالم من مُخدر الكوكايين في 17 أبريل الماضي، قادمة من الأكوادور تُقدر بحوالي 44 كلغم.

الحشيش والفاكهة
ضبطت عناصر مكتب مكافحة التهريب والمخدرات في مصراتة، التابع لمصلحة الجمارك في 24 مايو خمس حاويات (40 قدمًا) في ميناء مصراتة البحري تحتوي على مُخدر (حشيش) مخبئة بصناديق خشبية قادمة مع شحنات فاكهة (جوز هند) قادمة من السنغال. ولم تُكن هذه الضبطية الأولى لهذه القضية.

وأكد مصدرٌ أمني رفيع المُستوى بمصلحة الجمارك لـ"بوابة الوسط" أن الحشيش كان يوضع داخل الصناديق التي تغلق بإحكام بعد ملء الصندوق بجوز الهند كتمويه فقط، إذ ضبط بميناء مصراتة كمية من مُخدر الحشيش تصل إلى 15 طنًا، وكل صندوق به نحو 70 قطعة من الحشيش متفاوتة الحجم.
ثم تابع أعضاء مكتب مُكافحة التهريب والمخدرات بميناء طرابلس حاويتين مبردتين مُحملتين بالسمك المُجمد بعد عملية استخباراتية، فضبطوا كمية تُقدر بخمسة أطنان و75 كلغم من الحشيش.

وفي ميناء جليانة البحري في 9 يونيو، تمكَّن أعضاء مكتب مكافحة التهريب والمخدرات في بنغازي من ضبط مبردات تحتوي على كمية من الفواكه وداخلها حشيش قُدِّرت بحوالي طنين على متن باخرة قادمة من مالطا، وترفع علم ليبيريا، وكانت هذه الضبطية هي قضية تابعة لسلسلة من الضبطيات السابقة في ميناء مصراتة وميناء طرابلس البحري، بعد أن أُبلِغ عن الحاويات قبل يومين من دخولها لميناء جليانة ونسقت الغرفة الأمنية مع قوة الإسناد الأمني في تأمين الضبطية وعناصر مصلحة الجمارك.

وأكد الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية في بنغازي المقدم إبراهيم الشرع لـ"بوابة الوسط" حينها دعم مصلحة الجمارك وتأمين الضبطية فور وصول الباخرة التي تحمل مبردات إلى ميناء جليانة، و في اليوم نفسه رصدت شُحنه قادمة إلى ميناء الخمس البحري، حيث تمكَّن أعضاء مكتب مكافحة التهريب والمخدرات من ضبط ثلاث حاويات (40 قدمًا) كانت على متن الباخرة "مبرسيك رجنسبرغ" محمَّلة بكميات كبيرة من مخدر الحشيش مخبأة في صناديق فاكهة البطيخ وجوز الهند، تُقدر كمية الحشيش المضبوطة بعشرة أطنان.

وفي 21 يونيو الماضي، تمكن أعضاء مُكافحة التهريب والمخدرات في بنغازي من ضبط كمية من مُخدر الحشيش تُقدر بنحو عشرة أطنان، بعد ورود معلومات عن وجود حاويتين في طريقهما إلى الميناء، قادمةً من السنغال مرورًا بمالطا مُحمّلة بثمار جوز الهند والبطيخ، وعقب دخول الباخرة المحمّلة بالشحنة أبلغت الغرفة الأمنية التي أرسلت قوة تابعة لها من مديرية الأمن لتأمين العملية لأعضاء مكافحة التهريب والمخدرات، وأعدمت الكمية وتعرضت القوة التابعه للغرفة الأمنية بنغازي للهجوم أسفر عن سقوط عدد من الضحايا و الجرحى.

مُصابو وضحايا ضبطيات الحشيش
في السياق، سقط خمسة قتلى و17 جريحًا جراء هجوم مُسلح على قوة تابعة للغرفة الأمنية ببنغازي داخل ميناء بنغازي البحري مساء 21 يونيو، حيثُ أكَّد مصدر عسكري رفيع المستوى بالغرفة الأمنية لـ"بوابة الوسط" أنَّ القوة التابعة لهم تعرَّضت لاستهداف من قبل مُسلحين تابعين لدرع ليبيا بمنطقة سوق الحوت.