Atwasat

«نيويورك تايمز»: ليبيا تخوض حربًا أهلية أخرى ويمكن لأميركا وقفها

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 07 أبريل 2019, 10:53 مساء
WTV_Frequency

تحت عنوان «ليبيا تخوض حربًا أهلية أخرى، ويمكن لأميركا وقفها» نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الخميس 5 أبريل الجاري، مقالاً في صفحة الرأي للكاتبين فريدريك ويري، مؤلف كتاب «الشواطئ المحترقة: من داخل المعركة لبناء ليبيا الجديدة»، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة السابق للشؤون السياسية، جيفري فيلتمان، حذرا فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دعم المشير خليفة حفتر في الحرب التي يخوضها حاليا للوصول للعاصمة طرابلس.

وشكك الكاتبان في قدرة حفتر على استعادة الاستقرار وتوحيد ليبيا حتى لو تمكن من تحقيق نصر عسكري في المعارك الدائرة الآن. وقال الكاتبان «إن إدارة ترامب يجب أن تتحرك سريعًا لوقف تصعيد الصراع في ليبيا والذي من شأنه الانقلاب على الجهود الحالية التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق تسوية سلمية، وتقوية تنظيم (داعش)».

ويوم الخميس، أمر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، قواته بالتقدم نحو العاصمة طرابلس حيث تعمل حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فائز السراج، والمعترف بها دوليًا، بعد دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة الفصائل الليبية المتصارعة للاستعداد للمشاركة في مؤتمر وطني ترعاه الأمم المتحدة في منتصف أبريل من أجل التحضير لإجراء انتخابات وإعادة ليبيا من على حافة الهاوية.

تقويض عملية التسوية
ورأى كاتبا المقال أنه «وبإصدار حفتر الأوامر لقواته بالتوجه نحو طرابلس في نفس الوقت الذي كان يتواجد فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أجل المساعدة في تنظيم المؤتمر الوطني، فإن المشير حفتر قد عبر بوضوح عن استهزائه بالجهود التي تبذل لتحقيق السلام».

واعتبر الكاتبان أن «القائد العسكري السبعيني، الذي تدعمه الإمارات وفرنسا ومصر وروسيا والسعودية، يهدف إلى تقويض المؤتمر في محاولة مكشوفة للاستيلاء على الحكم. ولكنه واجه مقاومة فاقت توقعاته».

ورأى ويري وفيلتمان أنه «على الرغم من النداءات المتكررة من الأمم المتحدة لكي تلعب الدبلوماسية الأميركية دورًا أكثر فاعلية، تحديدًا لتحجيم التدخل من قبل الأطراف الخارجية التي تدعم المشير حفتر، فإن إدارة ترامب لم تبدِ اهتمامًا منذ فترة طويلة بليبيا. ولكن مؤخرًا، يبدو أن تلك الإدارة أكثر استعدادًا للاقتراب من المشير حفتر».

ووفقًا لدبلوماسيين أجانب تحدث إليهم الكاتبان فإن «مثل هذا الدعم من قبل إدارة ترامب يتماشى مع العلاقة الإيجابية التي تربط البيت الأبيض بداعمي المشير حفتر في أبوظبي والرياض، وكذلك التوجه الواضح للرئيس ترامب في تفضيل التعامل مع زعماء سلطويين».

وقال ويري وفيلتمان إن ليبيا «الآن تخوض في حالة حرب أهلية» بعد اندلاع «الاشتباكات في الأيام الأخيرة بالقرب من العاصمة بين قوات حفتر وميليشيات متحالفة بشكل غير مترابط مع حكومة السراج».

وأشار الكاتبان إلى أن «الإمارات المتحدة ومصر قامتا بتوفير الدعم العسكري لحملة المشير حفتر العسكرية، وفقًا لمحققي الأمم المتحدة، كما زاد شعوره بالقوة بعد لقائه الملك السعودي سلمان في نهاية شهر مارس»، لافتيّن إلى أن «هذه الدول العربية تدعم المشير الليبي لأنه تعهد بالتخلص من جماعات الإسلام السياسي التي يعارضونها في ليبيا».

وأضافا «أن فرنسا تعد داعمًا رئيسيًا للمشير، وقامت بإمداده بشكل سري بمستشارين للعمل مع قواته»، مبينين أن «التدخل المتأصل لهذه القوى أدى إلى إضعاف جهود الأمم المتحدة وسعيها للتوصل لحل سلمي».

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تدعم رسميًا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، إلا أن ويري وفيلتمان اعتبرا أن «الازدواجية في الموقف الأميركي، والأسوأ، الدعم الكبير للمشير حفتر، من شأنه دفع ليبيا نحو صراع أوسع»، محذرين من أن «مثل هذه الحالة من الفوضى من شأنها تقوية تنظيم (داعش) الذي شن سلسلة من الهجمات في ليبيا العام الماضي».

تقارب أميركي تجاه حفتر
قال الكاتبان إنه «ليس من الصعب فهم سبب اقتراب البيت الأبيض من المشير حفتر» حيث إن «ليبيا تحتفظ بأكبر احتياطي من النفط في أفريقيا، وترى إدارة ترامب في إنتاج النفط الليبي عاملاً مهمًا للحفاظ على الأسعار منخفضة».

وأشار المقال إلى أنه «خلال العام الماضي، نجحت قوات حفتر في تأمين المنشآت النفطية الليبية في أقاليم الوسط والجنوب وهو ما أدى لزيادة حجم الإنتاج. كما أنه قام بإبراز دوره في محاربة الإرهابيين، وهو ما زاد من أسهمه لدى قطاعات من وكالات الأمن والدفاع الأميركية. وسمح المشير لـ(سي آي إيه) بإقامة قاعدة في بنغازي الواقعة تحت سيطرته».

وأكد ويري وفيلتمان أن حفتر «يتمتع بدعم من قبل الليبيين». لأن «وعده باستعادة النظام لقي ترحيبًا من قبل ليبيين أنهكتهم سنوات الحرب والفوضى، وممن يشعرون بالغضب من حكومة الوفاق الوطني الضعيفة».
لكن على الرغم من جاذبيته، يرى فيلتمان وويري «أنه لا يخدم المصالح الأميركية. كما أنه ليس المنقذ الوطني الذي يزعم. وهو يدعي أنه يمحو الميليشيات ويبني جيشًا محترفًا، ولكن جيشه يعتمد بشكل كبير على الميليشيات، والتي من بينها مجموعات ارتكبت جرائم حرب».

وقال الكاتبان إن «الوصف الذي يطلقه حفتر على نفسه كطرف معادٍ للإسلاميين يضعفه الدعم الذي يحصل عليه من جماعات سلفية مسلحة»، لافتين إلى أن «الأكثر إثارة للقلق هو استهزاؤه بالسياسة التي تقوم على الانتخابات»، مشيرين إلى أنه «قد صرح مؤخرًا بأن ليبيا: ليست مستعدة للديمقراطية».

ونبه ويري وفيلتمان في مقالهما إلى أن «التاريخ القريب للعالم العربي يظهر أن مثل هذه السلطوية لا تمثل وصفة للاستقرار»، وأشارا إلى أنه «في حالة المشير حفتر، فإن الخطر المتمثل في المزيد من الصراعات يزداد بسبب حقيقة أنه ليس بنفس درجة القوة التي يدعيها».

وتوقع الكاتبان ألا يتمكن حفتر من «توحيد أو إخضاع الميليشيات والفصائل المختلفة في ليبيا على الرغم من طموحاته»، معتبرين أن «تمكنه من السلطة من الممكن أن يؤدي إلى تصعيد المقاومة من قبل جماعة تخشى من الانتقام أو العودة للديكتاتورية».

نافذة مهمة لدور أميركي
ولتجنب المزيد من التصعيد، أكد الكاتبان أن «هناك حاجة الآن للتدخل الدبلوماسي الأميركي»، معتبرين أن «الكثير من الليبيين يريدون المزيد من التدخل الأميركي»، مشيرين بالقول: «في الحوارات التي أجريناها على مدى السنوات الماضية، من الواضح أن الولايات المتحدة ما زال لديها مصداقية في ليبيا بصفتها وسيطًا نزيهًا، خاصة إذا ما تمت مقارنتها بالأوربيين والعرب بما لديهم من مصالح ضيقة ومتعارضة».

وأشار الكاتبان إلى أنه «عندما تمكنت قوات المشير حفتر من السيطرة على حقول النفط في وسط ليبيا في صيف العام 2018، قام الدبلوماسيون الأميركيون بالعمل مع مبعوث الأمم المتحدة لمنع وقوع هذه الأصول الهامة بعيدًا عن سيطرة الحكومة المعترف بها في طرابلس».

وأضافا أنه «في الأزمة الحالية، هناك حاجة مشابهة لمثل هذا التصميم الأميركي. ويجب على إدارة ترامب أن تصدر تحذيرًا علنيًا للمشير حفتر، وتضغط نحو فرض عقوبات، بشكل منفرد وعن طريق الأمم المتحدة، في مواجهة ما يقوم به المشير للانقلاب على جهود الأمم المتحدة للتوصل لتسوية سلمية وانتهاك قرارات مجلس الأمن».

وذكر الكاتبان فريدريك ويري وجيفري فيلتمان في مقالهما بـ«تطبيق مثل هذه الإجراءات العقابية بحق قادة آخرين لميليشيات قاموا بمهاجمة العاصمة» في أوقات سابقة.
وبجانب ذلك، شدد الكاتبان على الحاجة «لقيادة دبلوماسية أميركية من أجل إحداث تحول في مواقف الأطراف العربية والأوروبية من دعم مسار سلطوي إلى مسار أكثر شمولية»، لكنهما قالا إنه «لا يمكن للولايات المتحدة أن تحل مشاكل ليبيا المتعددة، ولكن الأسابيع القليلة المقبلة توفر نافذة مهمة».

واعتبر فريديرك ويري وجيفري فيلتمان في ختام مقالهما أن «تدخلاً دبلوماسيًا أميركيًا حاسمًا قد يمثل فارقًا كبيرًا». محذرين من أنه «من غير ذلك الدور، فإن هناك خطرًا حقيقيًا أن تدخل ليبيا في دائرة عنف أوسع».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تزويد محطة «الرويس» بمعدات وقطع غيار ألمانية
تزويد محطة «الرويس» بمعدات وقطع غيار ألمانية
تنتج 80 طنًا في الساعة.. آلة أميركية لإعادة تدوير مخلفات البناء في أبوسليم
تنتج 80 طنًا في الساعة.. آلة أميركية لإعادة تدوير مخلفات البناء ...
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي والتفاعل
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي ...
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود مع ليبيا
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم