احتشد مئات الليبين في الشوارع الضيقة بالمدينة القديمة ذات الأسوار في طرابلس للاحتفال بمولد الرسول محمد (ص) يوم الثلاثاء، مرددين التراتيل على دقات الطبول والصنوج النحاسية.
وقال المشاركون، الذين كانوا يرتدون الملابس التقليدية، إن هذا هو أكبر حشد احتفالي بالمولد النبوي في طرابلس منذ بضع سنوات، إذ حال تردي الوضع الأمني والمخاوف من وقوع هجمات دون خروج مسيرات كبيرة في الشوارع وفق «رويترز».
ويشكل المولد النبوي مناسبة مهمة لليبيين. وقال مهندس يدعى صديق أبو هدينة «شارك كثير من الناس في احتفالات هذا العام. لم يكن يشارك في العامين الماضيين سوى عدد قليل من الناس بعد هجمات المتطرفين».
لكن بعض المشاركين قالوا إنهم يشعرون بالقلق من صعود السلفيين والمتطرفين في ليبيا الذين يعارضون تقاليدهم الصوفية. وتصاعد التوتر في السنوات القليلة الماضية بين الصوفيين والسلفيين المتأثرين بالمذهب الوهابي في السعودية والإسلاميين المتشددين الأجانب.
واكتسب السلفيون، الذين يتبعون الداعية السعودي ربيع المدخلي، موطئ قدم في ليبيا منذ التسعينات. وزاد نفوذهم الاجتماعي وتنامت قوتهم العسكرية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي وقادت إلى انتشار حالة من انعدام الأمن ونزاعات مسلحة على نحو متقطع. وتعرضت عشرات الأضرحة الصوفية للتدمير أو لحقت بها أضرار.
واستقرت الأوضاع الأمنية في طرابلس في الشهرين الماضيين بعد عشرة أيام من الاشتباكات العنيفة. وبعد السيرعبر المدينة القديمة، توافد المشاركون على ساحة الشهداء، المعروفة في عهد القذافي باسم «الساحة الخضراء» والتي كان يلقي خطاباته فيها.
وقال مشارك يدعى عبد الله أبو بنون رئيس مدرسة الزاوية الإسلامية «يأبى البعض (إلا) أن يمنعنا من الاحتفال بيوم مولده مدعيًا أنه صلى الله عليه وسلم اليوم لم يأبه بهذا اليوم ولم يحتفل به. وكذب والله من قال هذا». وقالت «هيومن رايتس ووتش» في تقرير صدر قبل عام إن المتشددين دمروا أو ألحقوا أضرارًا بعشرات المواقع التابعة للصوفيين، بما في ذلك مساجد ومقابر ومكتبات، منذ عام 2011 في جميع أنحاء ليبيا.
تعليقات