قالت الهيئة العامة للثقافة في حكومة الوفاق الوطني إنها تتابع بكل قلق ما تتعرَّض له المدينة الأثرية صبراتة «من خطر داهم يهدد بتخريب وتشويه وسرقة كنوزها التاريخية بسبب الاشتباكات المسلحة الدائرة في المدينة ومحيطها منذ أكثر من أسبوعين، وما أسفر عنه من انفلات أمني وفوضى وتهجير».
وأضافت الهيئة، في بيان تحصلت «بوابة الوسط» على نسخة منه: «إن مدينة صبراتة الأثرية الواقعة في الشمال الغربي من ليبيا، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تكتسب قيمتها التاريخية من وجودها ضمن قائمة التراث العالمي، ويعود تاريخ إنشائها الى أكثر من ألفي سنة على أيدي الفينيقيين، وقد شهدت عصورًا مختلفة من الفينيقيين إلى الرومان والوندال والبيزنطيين والفتح الإسلامي والعهد العثماني والاحتلال الإيطالي وصولاً إلى الدولة الليبية الحديثة. هذه المدينة تتعرَّض اليوم بتاريخها وآثارها وكنوزها التي لا تقدَّر بثمن إلى خطر داهم بسبب تلك الاشتباكات المسلحة، الأمر الذي تعذر معه على الشرطة السياحية وحرس وخفراء المدينة الأثرية القيام بمهامهم في حماية الآثار وتجنيبها أعمال النهب والتخريب».
اقرأ أيضًا- صبراتة: الفوضى الأمنية مستمرة رغم الحراك السياسي
وأكدت الهيئة، في بيانها، أنها تبذل ومصلحة الآثار كل الجهود الممكنة من خلال المؤسسات والأدوات الأمنية والإدارية المحلية لأجل الحفاظ على هذه المدينة الأثرية ومعالمها ومواقعها ومتاحفها ومخازنها من العبث والسرقة والتشويه، كما أهابت بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المنوط بها العمل على الحفاظ على الحضارة العالمية والتراث الطبيعي العالمي أن تتعاون معها في سبيل «تطويق هذا الخطر وتضييق الخناق على المافيات العالمية والعصابات المحلية التي ينتعش نشاطها في سرقة وتهريب الآثار والكنوز التاريخية في ظروف الحروب والفوضى والانفلات الأمني الراهن».
كما أطلقت الهيئة إنذارًا وتنبيهًا بضرورة رفع درجة اليقظة في كل الموانئ البحرية والمطارات الجوية والمنافذ البرية في العالم «لأن كنوز وآثار مدينة صبراتة قد تكون موضوعًا ومادة للتهريب»، مشيرة إلى أنه حال انتهاء الأوضاع الأمنية المتوترة في صبراتة سيتم إجراء جرد شامل لكل محتويات وكنوز هذه المدينة.
تعليقات