اتفق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، مع المسؤولين في تونس، على وضع الخطوط العريضة لتفعيل التعاون الثنائي بين البلدين، ومن بينها تفعيل اتفاقيات التعاون واللجان المشتركة وصولاً إلى انعقاد اللجنة العليا للتعاون المشترك برئاسة رئيسي حكومتي البلدين.

وجاء الاتفاق خلال الزيارة الرسمية للسراج على رأس وفد رفيع المستوى إلى الجمهورية التونسية، والتي التقى خلالها مع كل من الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي إن محادثات السراج مع الرئيس التونسي في قصر قرطاج تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، كما أطلع السراج الرئيس السبسي على تطورات الوضع السياسي في ليبيا.

السبسي ينصح بعدم التفريط في الاتفاق السياسي
ورحب الرئيس التونسي في بداية الاجتماع بالسراج والوفد المرافق له، مؤكداً على عمق العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تربط البلدين الشقيقين متوقفاً عند محطات من التاريخ المشترك في مواجهة المستعمر، بحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.

وأضاف المكتب الإعلامي أن الرئيس السبسي أكد خلال اللقاء «على مساندة تونس لكل ما يتفق عليه الليبيون ويؤدي إلى استقرار البلاد، ناصحًا بعدم التفريط في الاتفاق السياسي للانطلاق نحو توافق يجمع الليبيين دون إقصاء».

وقال الرئيس قايد السبسي: «إن ما يحدث في ليبيا سلبًا أو إيجابًا يؤثر في تونس»، موضحًا بالقول إنه «من هنا يأتي حرصها البالغ على تقديم كل ما يعين على الوصول إلى وفاق وطني» بين الليبيين.

من جانبه شكر السراج الرئيس السبسي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وقال: «إن خطاب تونس كان دائمًا واضحًا يعكس حكمة الرئيس قايد السبسي وبعد نظره»، مشددًا على أن الاتفاق السياسي «يمثل أرضية مناسبة لتحقيق الاستقرار».

وتحدث السراج للسبسي عن خارطة الطريق التي طرحها للخروج من حالة الجمود والتردي وانسداد الأفق السياسي التي سادت الفترات الأخيرة، وعرج في حديثه على بيان باريس الذي تضمن قواسم عديدة مشتركة مع ما طرحه كما أشار إلى الاجتماعات التي عقدها مع أطراف رئيسية أخرى وفعاليات شعبية ومن المجتمع المدني والتي قال إن جميعها «اتفقت على الثوابت الوطنية وأهمية البناء انطلاقًا من الاتفاق السياسي ووفق العديد من البنود التي تضمنتها خارطة الطريق»، مضيفًا أن «جهوده متواصلة في هذا الاتجاه».

تفعيل التعاون
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي أن السراج اتفق مع الرئيس التونسي على خطوط عريضة لتفعيل التعاون الثنائي، جرى بحثها لاحقًا في اجتماع مع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بحضور وزير الخارجية التونسي خميس الجيهناوي والمفوض بوزارة الخارجية محمد سيالة والمستشار السياسي الطاهر السني والقائم بأعمال السفارة الليبية لدى تونس محمد المعلول وعدد من المسؤولين التونسيين والليبيين.

وأوضح المكتب الإعلامي أن المحادثات بين السراج والشاهد تركزت على تفعيل اتفاقيات التعاون المشترك في مجالات متعددة من بينها إعادة تشغيل الخط البحري السياحي والتجاري بين تونس وطرابلس، مشيرًا إلى اتفاق الطرفين على استئناف اجتماعات اللجان المشتركة وصولاً إلى انعقاد اللجنة العليا للتعاون المشترك برئاسة رئيسي الحكومة في البلدين.

وأعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد خلال اللقاء أن حكومته تعتزم إعادة فتح القنصلية التونسية في العاصمة طرابلس خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي.

من جهته أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أنه سيتم تسديد دفعة أولى من الديون الليبية المستحقة لصالح المصحات التونسية على أن تستكمل باقي الدفعات على فترات متقاربة، دون تحديد الموعد.