قالت الشرطة البريطانية إن الليبي سلمان العبيدي منفذ تفجير مانشستر صنع على الأرجح جهاز التفجير بمفرده في شقته.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، اليوم الاثنين، عن ضباط قولهم إنه يوجد الآن «فهم كبير» لتحركات العبيدي خلال الأسابيع التي سبقت الهجوم.

وقال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب إنه لم يتضح بشكل كامل بعد ما إذا كان العبيدي اشترى وخزَّن كل المواد التي اُستُخدمت في جهاز التفجير بمفرده، أم أنَّ آخرين متواطؤون في الأمر.

واعتبرت شرطة مانشستر في بداية التحقيقات أنها ربما تكون تبحث عن «شبكة» من الأشخاص على علاقة بالتفجير، لكنها لاحقًا أطلقت كل الذين اُعتقلوا على خلفية التفجير، دون توجيه أي تهم لهم.

وقال المسؤول الأمني، روس جاكسون، إن شرطة مانشستر لديها الآن تفاصيل تحركات العبيدي ساعة بساعة في الأسابيع التي سبقت التفجير، بما في ذلك كيف حصل على المواد الكيميائية لصناعة القنبلة، وأين صنعها.

«العبيدي اشترى سيارة نيسان قبل سفره إلى ليبيا بيومين واستخدمها في تخزين مواد تصنيع القنبلة»

وأشارت شرطة مانشستر إلى أن تحركات العبيدي بدأت بشرائه سيارة «نيسان ميكرا» بيضاء في الثالث عشر من شهر أبريل الماضي، وقبل يومين من مغادرته بريطانيا لقضاء رحلة استمرت شهرًا في ليبيا، موضحة أنه استخدم السيارة لتخزين أجزاء القنبلة، حيث التقطت شبكة كاميرات المراقبة صورًا له وهو يضع براميل بلاستيكية في صندوق السيارة.

وتابعت أنه عاد إلى بريطانيا في الثامن عشر من شهر مايو الماضي، وبدى مصرًّا على تنفيذ الهجوم خلال أيام، لافتة إلى أن كاميرات المراقبة كشفت أنه اشترى عناصر إضافية للقنبلة بما في ذلك صواميل من محل معدات، اُستخُدمت لتكون شظايا، وكذلك علبة من الصفيح يعتقد أنه وضع المتفجرات بداخلها.

وقالت الشرطة إن العبيدي تردد على شقق في منطقة بانف رود، حيث كانت توجد سيارته، مضيفة أن الشرطة تعتقد أنه كان يُحضِّر أجزاء القنبلة من السيارة إلى شقته لتجميع جهاز التفجير بمفرده.

وأضافت أنه يبقى من المهم معرفة «ما إذا كان آخرون على علم أو تواطؤوا في تخزين المواد التي اُستخدمت في صناعة القنبلة، علمًا بما كان يجري التخطيط له».

ولفت جاكسون إلى أن الشرطة اكتشفت عمليات شراء مشبوهة لمواد يمكن استخدامها في صناعة القنابل، فضلاً عن علاقات جديدة للعبيدي، مضيفًا: «في بداية الأمر قولنا إن علينا أن نعرف سريعًا إذا كان الهجوم ارتكبه شخص منفرد أو شبكة أكبر».

وأضاف: «أحرزنا تقدمًا كبيرًا في هذا الأمر، ولدينا ثقة أكبر بشأن مَن شاركوا ومَن لم يشاركوا في التفجير».

وكان شقيق سلمان الأصغر هاشم، المحتجز في ليبيا، قال إنه اشترى جميع الأشياء التي يحتاجها سلمان للهجوم من المملكة المتحدة، وأضاف أن سلمان كان يخطط لتنفيذ هجوم، لكنه لم يكن يعرف أين.

«المحققون البريطانيون يريدون استجواب هاشم شقيق سلمان الأصغر المحتجز في ليبيا»

وتريد الشرطة البريطانية التحدث مع هاشم، الذي غادر البلاد في اليوم نفسه الذي سافر فيه سلمان إلى ليبيا.

ولا يزال ضباط الشرطة يبحثون في مكب النفايات في بلدة بيري بمانشستر عن حقيبة سفر زرقاء شوهدت بحوزة العبيدي خلال تنقلاته في الأيام الأخيرة قبل التفجير، حيث يعتقد أنها تحتوي على عناصر استبعدها العبيدي عقب تجميعه جهاز التفجير.

وقالت الشرطة إنها «وجدت آثار مواد متفجرة في عدة مواقع» بعد تفتيش 29 بناية.

يأتي هذا بالتزامن مع نشر الشرطة البريطانية صورًا جديدة للعبيدي من شبكة كاميرات المراقبة في الأيام الأربعة التي سبقت التفجير، في محاولة منها لتحفيز ذاكرة المواطنين الذين قد يكونون شاهدوه أثناء تنقله داخل المدينة.