حذر الدبلوماسي الجزائري والوسيط الأممي السابق، الأخضر الإبراهيمي، من انتقال الصراع الطائفي من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا بأشكال جديدة، مستدلاً بما تعيشه ليبيا من فتنة سمحت بتقسيم البلاد لقبائل ونحل متناحرة.
وقال الإبراهيمي، في كلمته أمس السبت خلال حفل تكريمه من جامعة وهران غرب الجزائر العاصمة، إن العديد من بلدان المنطقة العربية، خاصة تلك المتواجدة بآسيا تمر بمرحلة جد عصيبة من تاريخها، تسببت فيها الفتنة بين السنة والشيعة التي اشتعلت نارها في سورية والعراق واليمن.
الفتنة الجديدة الكبرى
وحسب الدبلوماسي الجزائري، أصبح الخلاف الشيعي- السني «فتنة جديدة كبرى عرفنا متى بدأت ولا نعرف متى ولا كيف ستنتهي»، محذرًا في هذا الصدد من انتشار هذه الفتنة إلى أماكن أخرى، منها بعض دول شمال أفريقيا بأشكال جديدة.
وعلى الرغم من أن منطقة شمال أفريقيا لا يوجد فيها شيعة، وليست طرفًا مباشرًا في الخلاف يضيف الإبراهيمي، إلا أن «نار الفتنة ستلحقنا ولو بأشكال جديدة إن لم نعالج الأمور بشكل صحيح، وندرس حقيقة الخلافات بين الدول العربية، إذ يجب دراسة هذه الظاهرة دراسات وافية حتى نجد لها حلولاً ناجعة»، وفق وصفه.
وأضاف أن ليبيا البلد العربي والأفريقي الكبير وجارة الجزائر تتعرض «لغزو من نوع آخر سمح بتقسيم البلاد لقبائل ونحل متناحرة، وسُمح فيه بتدخل الأجنبي والعربي في صراع الإخوة، وهو الشيء الذي أطال في عمر هذا الصراع وأكثر من ضحاياه».
وتخوف الإبراهيمي من أن يطال الصراع البلدان المغاربية ومنها الجزائر والمغرب وتونس، مطالبًا بالمزيد من الحذر في هذا الصدد.
مصر والاعتداء على الكنائس
وفي تطرقه لما تعيشه مصر من أزمات سببها التطرف الديني خاصة الاعتداء على الكنائس، أكد الإبراهيمي أن مصر قادرة على تجاوزها عبر الالتحام والتسامح بين المسلمين والمسيحيين الذي كان يميزها.
وذكر أنه من المستحيل له تصديق ما يحدث في مصر من اعتداءات على المسيحيين باسم الدين الإسلامي، وهو منها بريء، «فخلال سبع سنوات قضيتها في القاهرة سفيرًا للجزائر خلال حكم الرئيس عبد الناصر، لم أكن أستطيع التفريق بين المسيحي والمسلم، إذ كان هناك تعايش حقيقي بينهم، ولم أتصور ليوم من الأيام أن يحدث ما يحدث حاليًّا».
تعليقات