Atwasat

تدابير جزائرية استباقية على الحدود مع ليبيا ومالي بسبب «داعش الموصل»

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الثلاثاء 04 أبريل 2017, 02:26 مساء
WTV_Frequency

تخيِّم هواجس التقارير الأمنية الأفريقية التي تحدثت عن احتمال نزوح المقاتلين الأجانب من الموصل العراقية إلى كيدال شمال مالي، على الجزائر، حيث راجعت خططها الأمنية لمراقبة أي منافذ يمكن أن يستغلها «الدواعش»، عند وصولهم إلى جنوب ليبيا تمهيدًا لدخولهم مالي.

وبدأت السلطات الجزائرية بتطبيق تحديثات على خططها لمراقبة وزيادة مستوى تأمين الحدود، خصوصًا مع دول ليبيا ومالي والنيجر، في سياق التحذيرات من تسلل إرهابيين قادمين من جنوب ليبيا.

وقال مصدر جزائري موثوق لـ«بوابة الوسط» اليوم الثلاثاء، إن المصالح المعنية تكاد تنتهي من عمليات حفر خنادق وإقامة سواتر ترابية على مستوى الشريط الحدودي مع كل من مالي وليبيا، وهي الحدود المقفلة منذ ما يقارب أربع سنوات، لحماية البلاد من خطر المهربين والإرهابيين ومهربي السلاح، وتضييق الخناق عليهم، خاصة عقب بروز ما يسمى تنظيم «أنصار الإسلام والمسلمين»، واستمرار تهديدات «داعش» الذي أصبح مصدر قلق للجزائر.

وبموازاة مع ذلك، عززت مصالح الأمن تحركاتها لمنع تواصل قيادات «داعش» في داخل البلاد مع الإرهابيين في الدول المجاورة، خصوصًا بعدما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، الأحد 26 مارس المنصرم، أنها قتلت إرهابييْن خطيريْن، أحدهما كان يتولى قيادة الفرع المحلي التابع للتنظيم «داعش».

القضاء على رؤوس التنظيم
وبينت التحقيقات أن القادة المحليين لتنظيم «داعش» طلبوا من الجنود التابعين لخلايا موجودة في تونس وليبيا الالتحاق بهم، إذ أن الجزائريين يقضى عليهم خلال عمليات للجيش الجزائري، أو يطلبون الاستفادة من ميثاق المصالحة الوطنية.

وتتابع الجزائر بقلق الأوضاع التي تشهدها بعض دول الجوار، بسبب تداعياتها على أمن واستقرار الجزائر، خصوصًا المناطق الجنوبية.

ويعبر مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، إسماعيل شرقي، عن مخاوف بلاده، وكشف في تصريح أخير عن وجود تهديد قوي لمنطقة الساحل والجزائر تحديدًا، بعد فرار 2500 مقاتل من تنظيم «داعش» وهم يتمركزن حاليًّا في السودان، قادمين من مختلف بؤر التوتر على غرار سورية والعراق واليمن.

واعترف المسؤول الأفريقي بالتعقيدات الأمنية التي تواجهها القارة السمراء، وحذّر في السياق نفسه من التحالف بين التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية، سواء تلك التي تنشط في مجال تهريب المخدرات والسلاح أو تهريب البشر.

هواجس إكواس والاتحاد الأوروبي
وتتفق دول الساحل الأفريقي على هواجس فرار إرهابيي «داعش» من العراق إلى شمال مالي، وحسب رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ماسيل داسوزا، فإن هذه المخاوف ستكون موضوع حوار بين الإكواس والاتحاد الأوروبي في بروكسيل اليوم، الثلاثاء، الرابع من شهر أبريل الجاري.

وقال رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إنه ناقش مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس، مخاوف من نزوح «إرهابيين» من مدينة الموصل العراقية باتجاه مدينة كيدال في شمال مالي.

وبعيد لقائه مع الرئيس الموريتاني قال داسوزا في تصريح صحفي نقلته وسائل إعلام محلية، إنه «استعرض الأوضاع في المنطقة، وسبل حمايتها من احتمال نزوح للإرهابيين من مدينة الموصل العراقية عبر سورية وصولاً إلى ليبيا».

وأضاف المسؤول الأفريقي أن الإرهابيين «الآن في حالة تجميع للقيام بهذه المهمة، واتخاذ من كيدال المالية وجهة لهم»، على حد تعبيره. وأوضح المسؤول الأفريقي أنه تباحث مع الرئيس الموريتاني بخصوص «سبل التصدي بشكل سريع وفاعل لهذه المخاطر، التي إذا لم يتم التصدي لها فورًا سيتهدد أمن المنطقة برمتها والجوار الإقليمي على وجه الخصوص»، مشيرا إلى أنهما بحثا «سبل التنسيق بين الإكواس وموريتانيا وقوة الأمم المتحدة في الساحل».

الخرطوم معنية بظاهرة الارتزاق والمقاتلين
وفي الخرطوم حذرت أمس الاثنين، أجهزة الاستخبارات الأفريقية من تفشي ظاهرة الارتزاق والمقاتلين الإرهابيين الأجانب والتنظيمات الخارجة عن القانون، بعد عودة العشرات من الشبان من بؤر التوتر إلى بلدانهم.

واجتمع ضباط في العاصمة السودانية (الخرطوم) ضمن مؤتمر لأجهزة الأمن والمخابرات في أفريقيا (السيسا)، وهي الذراع الأمنية للاتحاد الأفريقي، وتضم نحو 27 جهاز أمن ومخابرات.

ويؤكد مسؤولون أفارقة أن العشرات من الشبان السودانيين التحقوا بالتنظيم الإرهابي خلال السنوات الماضية، ويقاتلون في صفوفه في ليبيا والعراق، إلى جانب شبان من تونس وليبيا.

وقال طارق شكري، ممثل اللجنة المنظمة للمؤتمر في مؤتمر صحفي وفق «فرنس برس»، «إن عددًا من الحركات المسلحة في دارفور، تقاتل كمرتزقة في دولة جنوب السودان، وليبيا»، واصفًا الأمر بالخطير لجهة أنها خرجت عن دائرة أهدافها التي تقاتل من أجلها.

وفي مالي، لامتصاص تهديدات «أنصار الإسلام والمسلمين»، قال مؤتمر للسلام يوم الأحد الماضي، إنه يجب على حكومة باماكو بدء محادثات مع زعماء جماعتين إرهابيتين شنتا هجمات دامية على الجنود الماليين والفرنسيين وقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

وحث المؤتمر، الذي استمر أسبوعًا برعاية الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، على إجراء محادثات مع أمادو كوفا زعيم جبهة تحرير ماسينا، وهي جماعة إرهابية من الفولاني، وإياد أغ غالي زعيم جماعة «أنصار الدين».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جوناثان واينر: بناء روسيا قاعدة بحرية في ليبيا خطر على الأمن القومي الأميركي
جوناثان واينر: بناء روسيا قاعدة بحرية في ليبيا خطر على الأمن ...
اتفاق على اتخاذ «إجراءات» لتمديد تأشيرة دخول الليبيين إلى ماليزيا
اتفاق على اتخاذ «إجراءات» لتمديد تأشيرة دخول الليبيين إلى ماليزيا
ضبط سيارة صدمت فتاة في طرابلس
ضبط سيارة صدمت فتاة في طرابلس
تحذير من منخفض صحراوي جديد يضرب الجنوب الليبي
تحذير من منخفض صحراوي جديد يضرب الجنوب الليبي
توقيف 3 متهمين بسرقة غنم في صبراتة
توقيف 3 متهمين بسرقة غنم في صبراتة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم