يعقد السفراء الدائمون للاتحاد الأوروبي في بروكسل اجتماعًا يوم 30 أغسطس الجاري، ويتضمّن جدول أعمالهم بندًا رسميًا خاصا بالملف الليبي، وتحديدًا بشأن تأهيل خفر السواحل الليبيين والإطلاق الرسمي النهائي للمرحلة الثانية من العملية البحرية الأوروبية في المتوسط.
ويلي هذا الاجتماع مباشرة لقاء لوزراء الخارجية الأوروبيين بداية سبتمبر في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا سيكون الملف الليبي أحد المواضيع المدرجة على جدول أعماله.
ولكن معاينة الدول الأوروبية تختلف من عاصمة إلى أخرى وتبدو إيطاليا مجددًا تحت دائرة الضوء بسبب التزامها المباشر بدعم المجلس الرئاسي سياسيًا وعلى صعيد إدارة تداعيات الحرب ضد «داعش» والدعم الذي تقدمه في خطط إرساء الحرس الرئاسي وتقديم الدعم الصحي لمصراتة وإدارة قطاع الطاقة من قبل مؤسسة «إيني» العملاقة.
معضلة كبيرة
وقال موقع «آفاري إيطالياني»، وهو أهم موقع إخباري إلكتروني في إيطاليا، إن رفض مجلس النواب في ليبيا منح الثقة لحكومة السراج يمثل معضلة كبيرة لإيطاليا التي وضعت بيضها في سلة واحدة في طرابلس حرصًا منها على الحفاظ على النفط والتحكم في إدارة الهجرة.
ورأى الموقع أن إيطاليا تواجه منافسة حادة من فرنسا حاليًا والتي تدعم القائد العام للجيش في شرق ليبيا الفريق أول ركن خليفة بالقاسم حفتر. لكنه دعا السلطات الإيطالية إلى التحرك «بشكل أكثر فاعلية للحفاظ على وحدة التراب الليبي بوصفه الحل الأمثل للإبقاء على المصالح الإيطالية».
الوضعية القانونية
وأعربت صحيفة الـ«صولي 24 أوري» الاقتصادية المتخصصة والتي تعكس موقف رجال الأعمال الإيطاليين عن «أن المشكلة الرئيسة تتعلق حاليًا في الوضعية القانونية والشرعية لحكومة الوفاق الوطني والتي يعتبرها البعض بعد تصويت البرلمان في طبرق منتهية»، وأضافت: «ولكن في المقابل هناك من يشكك في شرعية التصويت نفسه..».
وأكدت الصحيفة أن الدوائر الغربية «تأمل الآن أن يتمكن المجلس الرئاسي بتهدئة اللعبة وتجنب مزيد من الفوضى».
مزيد من الانهيار
وقال موقع «أندرو» الإخباري المتخصص إن مستقبل ليبيا قد يتجه إلى مزيد من الانهيار بعد التصويت الأخير الذي تزامن مع دعم علني من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للجيش الليبي بزعامة الفريق أول خليفة حفتر.
وأبرز الموقع أن التأييد المصري للفريق حفتر يفسر في جانب منه تصلب مجلس النواب ضد المجلس الرئاسي. أما مجلة «بانوراما» فكتبت اليوم أن ليبيا «تظل دولة فاشلة ممزقة تتقاسمها الميليشيات وداعش وفي مناخ سياسي لا يتوقف عن الانهيار».
وأوضحت المجلة أن كل المؤشرات تؤكد أن الفريق حفتر لا يبدو مستعدًا إطلاقًا للتنازل عن نفوذه في شرق ليبيا للسراج وأنه يحظى بدعم مصري في ذلك.
تعليقات