*رجاء العباسي: خطة لدعم الإعلام الليبي خلال الفترة المقبلة

أكدت رجاء العباسي، مديرة مكتب الثقافة والإعلام بمنظمة اليونسكو في ليبيا، أن المنظمة لديها خطة لدعم الإعلام الليبي خلال الفترة المقبلة، يتوقف تنفيذها على الظروف الأمنية بالبلد.

وأضافت العباسي، في حوار مع «بوابة الوسط»، أن اليونسكو ستقدم مشروع ميثاق شرف الصحفيين ودليل مفردات خطاب الكراهية خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى وجود قضيتين في العمل الإعلامي الليبي تتمثلان في خطاب الكراهية، والالتزام المهني والأخلاقي، مطالبة وسائل الإعلام الليبية بأن يلعب دورًا في إعادة بناء الدولة والبعد عن خطاب الكراهية.

وإلى نص الحوار:
في البداية كيف تقييم اليونسكو خطاب الإعلام الليبية؟
لا يمكن تقييم الوسائل الإعلامية إلا عن طريق مقياس علمي ومنهجي؛ لذا بدأنا المشوار بوضع أسس نستطيع من خلالها القياس، تمثّلت في إعلان مدريد للمبادئ، ووثيقة الالتزام المهني والأخلاقي لمديري الإعلام، ومشروع ميثاق الشرف للصحفيين وقت الأزمات ومبادئ توجيهية ودليل مفردات خطاب الكراهية.

عندما انتقل قسم الإعلام والاتصال في ليبيا إلى تونس يوليو 2014، قمنا بعمل بعض التعديل في برامجنا حتى يتناسب مع الوضع الجديد، وعلى رأسها الاهتمام بقضيتين أساسيتين يوجههما الإعلام في ليبيا وهما خطاب الكراهية والالتزام المهني والأخلاقي، وهذا لا يعني أن بقية القضايا مثل تأمين وحماية الصحفيين غير مهمة، لكن وجدنا غيرنا من المنظمات يعمل في هذا المجال، ولضمان عدم تكرار المجهود اخترنا مجالات أخرى.

هل وجدت مسودة ميثاق الشرف الإعلامي التي أشرفت عليها «اليونسكو» قبولاً من الإعلامي الليبي؟
بكل تأكيد، وقّع 35 صحفيًا على مسودة الميثاق، قبل أن يزداد العدد إلى 178 من الصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام والجهات، وأصبح المنتقدين يستخدمونه في قياس أداء وسائل الإعلام أو الصحفيين أنفسهم.

لدينا خطة لإيصال هذا الميثاق لأكبر عدد من الصحفيين، تتمثل في عمل ثلاث ورش عمل يشارك فيها الموقعون والذين يريدون الانضمام للوثيقة وندرس إمكانية عمل ورشتين أخريين داخل ليبيا، لكن ذلك سيعتمد بشكل كبير على الأوضاع الأمنية.

كيف يمكن للإعلام الليبي أن يساهم في بناء دولة حديثة؟
للإعلام دور كبير للمساهمة في بناء الدول وجمع النسيج الاجتماعي وتقريب الفرقاء، هذا بالطبع إذا كان إعلامًا ملتزمًا، وهذا بالتحديد هو أساس خطة عملنا في اليونسكو، فالإعلام لم يُلق بالاً بالجمهور، وأصبح فقط ناقلاً لأخبار السياسيين.

هناك موضوعات حال مناقشتها إعلاميًا ستغير من الوضع الراهن، مثل التنوع الثقافي والعادات والمحميات الطبيعية والصيد والفروسية... إلخ، فأخبار الحروب والموت لم تتصدر المشهد الإعلامي إلا باختفاء أخبار البناء والحياة.

البعض يقول إن مكتب اليونسكو استثنى أساتذة الإعلام من المساهمة في مشروع مسودة الميثاق؟
لدينا أساتذة جامعات مشاركون في مشروع ميثاق الشرف للصحفيين وقت الأزمات؛ من أجل التزام مهني وأخلاقي في الإعلام الليبي. مشروع ميثاق الشرف الذي تم التوقيع عليه في أبريل الماضي هو خاص فقط بفترات النزاع، وفور انتهاء هذه الفترة سيتم مواصلة دعم الصحفيين لمواصلة المشوار لعمل الميثاق الشامل.

هل ثمة خطط أخرى لدعم الإعلام الليبي في المرحلة الانتقالية وبعدها؟
ميثاق اليونسكو الذي نعمل عليه هو للدفاع عن حرية التعبير، وعملنا في ليبيا جزء من عملنا الكبير في كل دول العالم من أجل إعلام يستطيع البناء، فخلال العامين الماضيين قمنا بالعمل أفقيًا لوضع أسس سليمة لإعلام مهني، أما العمل خلال الفترة المقبلة فسيكون رأسيًا أي البناء على تلك الأسس.

ما الهدف الرئيسي في تبني اليونسكو مشروع الميثاق الإعلامي الليبي؟
الهدف الرئيسي هو علاج قضية الالتزام المهني والأخلاقي، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية خطاب الكراهية، وهما عماد عملنا في اليونسكو، حيث قمنا بعمل ورشتين تدريبيتين كإعداد لعمل الميثاق حول عمل وكتابة التقارير وقت الأزمات، شارك فيها صحفيون وصحفيات من كامل أرض ليبيا إضافة لزملائهم من العاملين في القنوات التي تبث من عمان. المشاركون في الورشتين اقترحوا بنود الميثاق، أي أن اليونسكو لم تضع الميثاق كما روّج البعض، فهو ميثاق وضعه الصحفيون الليبيون.

هل اطلعت اليونسكو على مشروع ميثاق الشرف الذي أعده الإعلاميون الليبيون في جادو العام 2012؟
بالطبع، سواء ذلك المشروع أو غيره العديد من المشاريع التي قدمت من قبل الصحفيين الليبيين في الفترة من 2011 وحتى أبريل الماضي. وكما ذكرت مسبقًا فإن ميثاق الشرف للصحفيين وقت الأزمات ليس ميثاقًا شاملاً، فهو يناسب الوضع الحالي للبلاد وإمكانية جمع كل الصحفيين.